...زميلي ثران، أندريو نج و دافني كولير، اللذان كانا يعلمان أيضا العلوم المعلوماتية و شاركا معه في تجربة الدروس أونلاين، أسسوا علي الأنترنت جامعة منافسة غير ربحية إسمها "كورسيرا". في حين " أوداسيتي" كانت تحرر الدروس، إتخذ مؤسسي كورسيرا نهجا مختلفا : جمعوا ألمع الجامعات في مجمع تعاوني بغية

إقتراح منهج دراسي شامل، يلقن من طرف بعض أفضل الأساتذة في العالم.

جمع مؤسسي كورسيرا جامعات بنسلفانيا، ستانفورد، برنستون و جامعة ميشيغان مما سمح لهم بأن يكون لهم الوزن العلمي الضروري لإنجاز تصورهم.

ثم جاء أ. د. إكس* و هو مجمع غير ربحي أنشأه هارفارد و معهد التكنولوجيا لمساشوستس.

في اللحظة التي أكتب فيها، تضم كورسيرا 97 جامعة مشاركة.

إتسع أ، د، إكس* أيضا إلي ثلاثين جامعة. هذه الظاهرة البيداغوجية الجديدة تسمي (موك) * هذا الإسم الرمز رأيناه في الفصل الأول يعني "دروس مفتوحة بكثافة علي الأونلاين".

نموذج "كورسيرا" و الممثل لآخرين، قائم علي ثلاثة أعمدة :

"العمود الأول : يتشكل الدرس من مقاطع فيديو من خمسة عشرة دقيقة، يقدمه أستاذ  مرافقا بمختلف المؤثرات البصرية و مجسمات و حتي حوارات قصيرة و مسائل مستجدة لدعم الدرس و جعل العرض جذاب و هام. بإمكان الطلبة أن يوقفوا هذه التسجيلات السمعية البصرية للحظات و إعادة سماعها و هذا يسمح لهم بتحليل ما قيل في الدرس و إستيعابه طبقا لنسقهم الخاص و تكون بحوزتهم أيضا وثائق تحضيرية يزودون بها قبل أي درس للقسم الإفتراضي و لمن يريد ان يعمق معرفته بالمشكلة يكون بإمكانه الحصول علي وثائق إختيارية.

العمود الثاني : التمارين و التحكم في الموضوع.

بعد كل مقطع فيديو، علي الطلبة أن يجيبوا عن أسئلة. ينقط النظام آليا الأجوبة علي الإستمارات، فيعلم الطلبة فورا مستواهم في فهم الدرس. و قد لاحظنا أن هذه الأسئلة الفجائية تحفزهم علي البقاء منتبهين-هذا ما يجعل من الدرس لعبة فكرية أكثر منه واجبا ثقيلا عليهم بتحمله.

هناك فروض في المنزل بعد كل درس و يحصل الطلبة علي نقاطهم في كل الأسابيع. عندما يتطلب التنقيط تدخل إنسان، تقيم الفروض من طلبة آخرين ضمن عملية تجري بين النظراء مما يجعل الطلبة مسؤولين أمام بعضهم البعض عن إنتاجهم.

يتعلم التلاميذ من الحكم علي ما كتبه زملاءهم في الأقسام :

هذه الفكرة فرضت نفسها في المجموعة الجامعية الإلكترونية. لتقييم صحة التنقيط بين الأقران و مقارنتها بالنقاط الذي كان سيعطيها المعلم. ميتشال دونئير أستاذ في برنستون و الذي يدرس "تعليم أسس علم الإجتماع"في جامعة أونلاين كورسيرا قام بإجراء بنفسه و بمعية مساعديه عملية تنقيط لآلاف الإمتحانات الجزءية و الإختبارات النهائية و قارنوا نقاطهم بنقاط الأقران، فأكتشفوا ترابط ب0.88.

النقطة المتوسطة عبر الأقران تصل إلي 94  ،16علي 24 و أما تلك الممنوحة من الأساتذة فهي 15،64 أي جد قريبة.

العمود الثالث و الأخير : تكوين مجموعات دراسية، إفتراضية أو واقعية، تعبر الحدود السياسية و المساحات الجغرافية معيدين تأطير التربية في قسم عالمي حيث يتعلم طلبة من بعضهم البعض بمقدار أكثر مما يتلقونه من تعليم أستاذ.

تثري الجامعات التي تشارك في أ. د. إكس المجموعات الدراسية بأن تطلب من طلبتها أنفسهم بالتطوع لمساعدة أولئك الذين يتعلمون إلكترونيا بتنشيط حلقات مناقشة.

وظف قرقوري ناجي، أستاذ هارفارد عشرة من قدامي زملاءه ليشاركوا كمسهلي للمجموعات الدراسية أونلاين، في (موك) المشتق من درسه المقدر جدا "تصور البطل الإغريقي القديم"و عندما ينهون بنجاح درس كورسيرا أو أ. د. إكس، يحصل الطلبة علي شهادة نهاية الدراسات العليا.

المصدر :

Page 172 Chapitre Les Mooc et l'enseignement... Sous-titre Le Déclin de la classe "En Dur"

La nouvelle société du coût marginal zéro L'internet des objets, l'émergence des communaux collaboratifs et l'éclipse du capitalisme Jeremy Rifkin, Editions Les liens qui libèrent, 2014