قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

إن القلب ليتنزى ألما من الراهن العربي اليوم، فلا شيء يسُر فيه، و إن المرء أنَّى التفتَ لا يرى إلا ما يثير في نفسه الحسرة، و يدفعه إلى اليأس، فلا شيء في الأفق يدعو إلى التفاؤل، و يبشر بأن الأوضاع ستؤول إلى ما تحمد عقباه، ففي المغرب العربي الوضع السياسي غير مستقر، فليبيا لم تتمكن إلى اليوم من إعادة بناء مؤسسات الدولة التي انهارت على إثر الصراع الدموي الذي أودى بالنظام السابق، و الصراع السياسي المحتدم فيها اليوم، ينذر بتشظيها و انقسامها إلى مجموعة دويلات أو كانتونات، أما الوضع الاقتصادي فهو في أسوأ حال، حيث أصبح النفط الليبي و هو عماد الاقتصاد فيها، يهرب دون المرور على القنوات النظامية، و الأوضاع الاجتماعية بالتبعية لذلك هي جد متردية، و هي بسبيل التردي أكثر فأكثر في الأيام القادمة، مما ينذر بتأزم الوضع السياسي أكثر فأكثر، إذا لم تتمكن الدولة الليبية الحديثة، من بعث الحياة من جديد في مؤسساتها في الأيام القريبة.

أما تونس فإن اختلاف الفرقاء السياسيين فيها على إثر الاغتيالات السياسية التي حدثت و التي طالت مناضلين يساريين اثنين، قد أعطت للتيارات العلمانية و النيو ليبرالية مبررا قويا للانقلاب على حكومة الترويكا التي ترأسها حركة النهضة ذات الانتماء الإسلامي، مما ينذر بتقويض السلطة القائمة والرجوع بتونس إلى المربع الأول، وفي محاولة منها لاسترضائهم، نسبت تلكم الاغتيالات إلى حركة أنصار الشريعة وصنفتها حركة إرهابية، ففاقم ذلك من الأوضاع أكثر فأكثر، وساء الوضع الاجتماعي جراء ذلك، وانعدمت فرص العمل بالنسبة للمواطن التونسي، الذي ما انقلب على نظام بن علي إلا رغبة منه في تحسين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، فإذا به يتفاجأ بازديادها سوءا بفعل الصراع السياسي الذي انفجر في البلاد فجأة وعلى غير سابق إنذار.

أما الجزائر قد تبدو فيها الأوضاع مستقرة إلى حد الآن، غير أن هناك مؤشرات تدل على أن الدخول الاجتماعي القادم سيكون ساخنا جدا، وبالنظر إلى مرض الرئيس – شفاه الله – فإن الحكومة تسير الأمور بالكثير من الحذر والحيطة، مما يترتب عنه تعطل الكثير من مصالح المواطنين، وذلك مما يغذي ولا شك أسباب التذمر لديهم، فإذا أضفنا إلى ذلك عدم استقرار الأوضاع الأمنية، حيث أن نسبة الجريمة في ارتفاع مستمر، والاحتجاجات الاجتماعية لا تكاد تتوقف، بسبب تردي الأوضاع المعيشية وأزمة السكن والصحة والتعليم، فإنه يمكننا القول أن هناك من النذر التي تنبؤ أنه سيعصف بها سونامي الربيع العربي الذي عصفت رياحه بغيرها من الدول العربية، هذا إذا لم تبادر الدولة وعلى وجه السرعة إلى تفكيك مختلف القنابل الموقوتة التي توشك أن تنفجر فيها.

ولا يختلف الوضع في المغرب عما هو عليه في الجزائر، فحكومة بن كيران تواجه صعوبات جمة في تحسين ظروف العيش فيه، وتجد مشقة كبيرة في التوفيق بين ضوابط القصر ومطالب العامة وطموحاتها، ولم يعد يجدها توجيه الأنظار نحو الجزائر لشغل المغاربة عن التفكير في ضنك العيش الذي يكابدونه، فالمغرب إذن هو الآخر مشرف على هزة مقبلة قد تقلب فيه الأوضاع رأسا على عقب.

والأوضاع في المشرق العربي ليست بأفضل مما هي عليه في المغرب العربي، بل هي أسوأ بكثير، فالسودان لم تستقر أو ضاعه فجنوبه الذي رضي بانفصاله عنه أصبح سببا مباشرا لتأجيج الصراع السياسي فيه، ومصر التي تفاءل الناس خيرا بثورتها وانتقاضها على النظام السابق، قد انفجرت فيها ثورة مضادة هتكت النسيج الاجتماعي ومزقته شر ممزق، فقسَّمت الشعب إلى فريقين متصارعين، أما سوريا فحدث ولا حرج، فعلى الرغم من الخراب الذي سببه لها الطرفان المتصارعان، هي اليوم مقبلة على حرب وشيكة، قد تمتد طيلة تسعين يوما تتعرض فيها إلى قصف جوي وبحري فماذا سيكون حالها بعد أن تضع الحرب أوزارها؟

أما العراق فإن معاناته يعجز عن تصويرها أبرع المخرجين السينمائيين الذين برعوا في تصوير أفلام الرعب، فما من بلد عربي في الزمن الراهن نزف مثلما نزف العراق الحبيب الذي كانت تعلق عليه الأمة العربية آمالا كبارا.

واليمن ما عاد سعيدا كما كان يسمى في عهود غابرة، إذ لم تستقر فيه الأوضاع بعد سقوط نظام علي عبد الله صالح، بل هو على وشك أن ينقسم إلى دويلات صغيرة، فضلا عن أن أكثر من نصف الشعب اليمني يعيش تحت خط الفقر، ويحتاج إلى معونات إنسانية عاجلة.

وهذا الخليج العربي لم يسلم هو الآخر من الهزات السياسية، فالبحرين لا يكاد يمضي يوم دون خروج مظاهرات الطائفة الشيعية التي تريد أن تساهم في الحكم، كما أن الأوضاع في باقي الإمارات وخاصة الكويت تتجه الأمور فيها إلى عدم الاستقرار هي الأخرى، وحتى العربية السعودية لولا الدعم الأمني الأمريكي، لما استطاعت أن تحافظ على استقرار الأوضاع فيها، أي أنها ليست بمأمن من انفجار الوضع فيها إذا ما توقفت أمريكا عن تقديم خدماتها الأمنية لها في أي وقت.

ومما يدل على مبلغ سوء الوضع الراهن، أن حثالة من المستوطنين الصهاينة اقتحموا المسجد الأقصى نفسه لا مجرد باحاته، فلم ترفع أي دولة عربية احتجاجها، لأن الجميع منشغل بهمه الخاص، فمتى نضع حدا لهذه الفوضى التي جرَّت علينا الهوان، حتى تجرأ أخس خلق الله على مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه، لقد هانت الحياة حقا وطاب الموت، فاللهم لك وحدك المشتكى وإليك المفزع ..

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab