" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
لست من دعاة التشاؤم و أفضل لغة التفاؤل التي يحبذها الله عز و جل و رسوله الكريم صلي الله عليه و سلم. ليس أفضل للشباب من المراهنة علي أنفسهم و علي ذكاءهم، و التصدي للفساد القائم، فمن سيرث الأرض طال الزمن أم قصر هم الشباب.
أكثر ما يحبط شبابنا، إنتهازية البعض، لامسؤولية البعض الآخر و إحتقار البقية. هذه الأمراض التي يعاني منها مجتمعنا حولت حياة الشاب إلي شبه جحيم دنيوي. و قلة الصبر، الطابع العام لدي الشباب. بينما لا تحتاج هذه الفئة إلا قليلا من التحفير لتعطي أفضل ما عندها. من يرفض خدمة بلده و مجتمعه ؟ لا أحد و السياسة المتبعة إلي حد الآن، تعمدت تجاهل فئة حيوية جدا بالنسبة لأي مجتمع و هي الشباب، فالشعارات الفارغة التي تنطع بها المسؤولون علي مدي خمسة عقود لم تفضي إلا لمزيد من التهميش و الإقصاء، و الشعور بالظلم الذي تولد لدي أبناءنا و الذي نلمسه في طوابير لانهائية من العاطلين عن العمل، ينبأ بالأسوأ!!
فالشباب في حاجة إلي أن تتاح له الفرصة في تنمية بلده و مشاركته الفعالة تلك تعد صمام آمان بالنسبة لمصير و مستقبل الجزائر، فما الذي يمنع القائمين علي شؤون الدولة من تخفيض الضرائب في المشاريع الصغيرة و المتوسطة و إعطاء قروض بدون فوائد ؟ ثم ماذا عن مئات الآلاف من الراسبين التي تلفظهم سنويا المدارس ؟ فأي مصير ينتظر هؤلاء ؟
هل ستمتصهم جميعا معاهد التكوين المهني ؟ بينما شريحة كبيرة من هؤلاء الراسبين، لم تجد العناية و الرعاية من المؤسسات التعليمية، فنري عدد كبير منهم يمتلكون قدرات و رغبة في التعلم لكنهم إصطدموا بنظام تصفوي متخلف !
هذا و لا بد لنا من رفع مستوي الوعي و الثقافة لدي شبابنا، فأي جيل سنحصل إذا ما لم نقوم بواجبنا في صقل شخصيته وفق مقاييس الإستقامة الأخلاقية و حب الوطن ؟
تشبيب الدولة يكون أولا بدفع الشباب إلي الأمام و تحميلهم المسؤوليات. لنتركهم يتحملون المسؤولية، فالمسؤولية تنضج الشخص و تحفزه علي بذل أفضل ما عنده. لنثق فيهم و لنكف عن ممارسة وصاية غير شرعية علي بالغين !
فهل لنا أن نعتبر من ثورات الربيع العربي ؟ أليس في الشباب الأمل ؟ بلي، فأملنا كبير في شبابنا و عليهم نعول اليوم و غدا إن شاء الله.