" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
عاشت أميرة وحيدة، ليس لها إخوة أو أخوات، فقد كانت قليلة الكلام، كثيرة التدبر. بدأت أم هاني في سرد ذكرياتها مع بنتها أميرة كما سمتها ا.
-سيبدو الأمر عجيبا لكنها لم تكن لها مشاغل الفتيات، نضجت باكرا و قد كانت تميل إلي الوحدة، ليس لها صديقات مقربات و قد كان وقتها موزعا بين الإعتناء بوالدتها الكريمة و جدها السيد إبراهيم و بين دراستها ثم عملها. لم تكن تبخل بالعمل التطوعي، في مجالات مختلفة.
-أرجو منك أن تذكري لي ايامها الأخيرة، كيف كانت ؟
-كانت طبيعية، لم يتغير شيء في سلوكاتها. كانت منهمكة في ثلاثة الشهور الأخيرة في مشروع بحث يتصل بعملها، فقد كانت تنهض مع الفجر، تؤدي الصلاة و تعمل أربعة ساعات متواصلة لتتوجه بعدها إلي الجامعة، فهي كانت تدرس هناك مرتين في الأسبوع و في باق الأيام كانت تعفيني من الخروج للتبضع. و قد كانت مرة في الأسبوع غالبا يوم الإثنين بعد الظهيرة، تذهب إلي مكتبها في الكلية لتستقبل الطلبة. كان وقتها يخضع لبرنامج عمل صارم، لا تهتم بنفسها كما يهمها إنجاز أهدافها.
-قلت لي سيدتي الفاضلة، أنها كانت مشغولة بمشروع بحث، هل حددت ماهيته بالضبط ؟