قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 16 كانون2/يناير 2021 11:36

الإنجـــــاز لا يتأتى إلا لمن تحلــــوا بالامــــــتياز

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإنسان بلا طموح و لا أمل و لا عمل و لا إنجاز ليس إلا رقما من الأرقام الصماء، مثله مثل أي قطعة من الأثاث أو قطعة أثرية. و الكثير من البشر عمروا هذه الأرض حتى جاوزوا المائة من العمر، و حصدوا أرقاما قياسية في كونهم أطول الناس عمرا في وقتهم أو بلدهم، لكن ليس لهم إنجاز يذكر، و لا يعرف الواحد منهم إلا أنه عمّر طويلا، و عمره ليس بيده و لا من سعيه و كده. و يوجد من تجده في الأربعين من عمره أو أقل من ذلك، بحيث كان إنجازه شاهدا عليه في أرجاء المعمورة…
يقول الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه الذي عنوانه: (أفق أخضر للنجاح و الانجاز): «حينما نتحدث عن مسألة الانضباط الذاتي فإن قسما من الناس يعتقدون أننا نتحدث عن شيء يتصل بمعاقبة الذات أو تقييدها أو تجاهل حقوقها، و بعضهم ينظر إلى الانضباط الذاتي على أنه نوع من الحرفية أو الجمود أو التكلس أو النقص في المرونة… و هذا كله غير دقيق، و لا يعبر عن جوهر المصطلح، إذن ما الذي نريده منه و ما أهمية اكتساب هذا المعنى في حياتنا الشخصية، إن التدين الحق يرسم صورة زاهية و بليغة للانضباط الذاتي، إنه يجعل المسلم يقوم بالكثير من الأشياء و يكف أيضا عن الكثير من الأمور في المنشط و المكره و الرخاء و الشدة بطيب نفس، و إن تطبيق السنة في حياة المسلم يعني يقظة الوعي نحو التفاصيل، و القدرة على السيطرة على الأهواء و الرغبات، و لكن مشكلة الكثير من الملتزمين، أنهم لم يستطيعوا تعميم هذا المعنى على حركتهم اليومية، كثيرا ما يجدون أنفسهم بعيدين عن الانجاز العملي و عن المثابرة على أداء العمل الشاق، و هذا ما أدى بالطبع إلى انخفاض إنتاجية الإنسان المسلم على نحو مخيف..».
الانضباط الذاتي مع ما نصبو إليه من أفكار و قيم، سواء أتعلق ذلك بحياتنا ككل، أو ما ننجزه من إبداع و أفكار و تخطيط للمستقبل، أو إلى أبنائنا و ما نطمح له نحن و هم من العيش الكريم، في ظل هذا العالم المملوء بالتناقضات، أو ممن حولنا فهي تكون على شكل تسطير أهداف على المدى القصير و البعيد، و مراعاة مواطن الضعف و القوة، و تأجيل ما يجب أن يؤجل، و تقديم ما يجب أن يقدم.. و إن تربية أبنائنا على كل ما ذكرنا آنفا، قد يمنح لهم في المستقبل العديد من الأمور تتجلى في هذه النقاط:
1- تعليمهم أنهم ملزمون بالقيام بالواجب وتأدية الأمر:﴿ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[البقرة: 195].
2- شعورهم برضا النفس، و طمأنينة القلب، و انشراح الصدر؛ نتيجة وضوح الرؤية عندهم فيما يطمحون إليه مستقبلا.
3- إرساء فكرة تفوقهم هو خدمة لهم و لوطنهم و نهضة الأمم.
4- الوعي بحقيقة الحياة، و طبيعة الإِعْمار، و مقومات الاستخلاف.
5- اهتمامهم و انشغالهم بمعالي الأمور و فضائلها، و الانصراف  و الابتعاد عن رديء الأعمال و سَفْسافها.
6- تعزيز التفكير الإيجابي لديهم والطُّموح التفاؤلي، بالقدرة و التمكُّن من التطوير و التطور في مجالات عدة .
7- فتح نوافذ و آفاق، و تربية عقول و نفوس الناشئة على الإبداع و الاختراع و الابتكار في كل المجالات و على جميع الأصعدة.
هذا ما نحتاج إليه اليوم مع أبنائنا آباء و أمهات المستقبل، عند إحساسهم بعظم المسؤولية الملقاة عليهم، و زرع استشعار المراقبة  و استحضار المشاهدة من الله عز و جل في قوله تعالى: ﴿ وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[التوبة: 105].
بذلك نسهم في تكوين إنسان على درجة عالية من الانضباط الأخلاقي، و الوعي بمسئوليته قبل دينه، و ثقافته، و وطنه الصغير، و وطنه الكبير، و أمته الإسلامية، و العالم الإنساني أجمع.
إن مفتاح خلاص الأمة مما هي فيه اليوم، كامن في عقولنا وما تحمله نفوسنا لإدراك ما يحمل الغد من معارك والبحث في سبل تربيتنا لأبنائنا، و مدى وعينا، و يشهد لذلك أقوال رئيس وزراء سنغافورة سابقاً (لي كوان يو – Lee Kuan Yuw) : (اصنعوا الإنسان قبل أي شيء، أمنوا المرافق و الخدمات ثم اجعلوه يستخدمها بطريقة حضارية و نظيفة، و أعيروا تفاصيل الحياة اليومية كل الاهتمام). (الدول تبدأ بالتعليم، و هذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة فقيرة جدا، اهتممت بالاقتصاد أكثر من السياسة، و بالتعليم أكثر من نظام الحكم، فبنيت المدارس، و الجامعات، و أرسلت الشباب إلى الخارج للتعلم، و من ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوري). (لقد جعلت سنغافورة خضراء، و نظيفة، على الرغم من ضيق المساحة التي لا تتعدى الـ 600 كلم مربع، فشجعت على نشر محلات الزهور بدل المساحات الخضراء الشاسعة مثل ما هي فـي شنغهاي). (لا أعتقد أن طريق الديمقراطية تؤدي إلى التنمية، بل أرى أن البلد يحتاج إلى النظام أكثر من حاجته إلى الديمقراطية).
فكل أقوال هذا الرجل الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لسنغفورة، التي كانت عبارة عن جزيرة آسيوية صغيرة، معدومة الإمكانيات، محدودة المساحة، إلى دولة يصل فيها الدخل السنوي للمواطن إلى: ثلاثين ألف دولار، تشير كلها إلى أن البلدان تحتاج لكي تنهض من كبوتها إلى الانضباط و تقديم الاقتصاد على السياسة، و الاهتمام بالتعليم و التركيز عليه، أكثر من نظام الحكم ذاته…

الرابط : https://elbassair.org/12366/

قراءة 915 مرات آخر تعديل على الأحد, 31 كانون2/يناير 2021 08:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث