قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 27 تشرين2/نوفمبر 2023 09:06

إذا نزلت منزلا

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله وصحبه وسلم وبعد:

يقول الشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد:

"عن خولة بنت حكيم السّلمية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من نزل منزلا ثمّ قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك" رواه مسلم، وهذا الذكر شامل للمنزل الدائم و المؤقت.

قال الله تعالى:{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} الجن، أي زادوهم خوفا وذعرا لمّا استعانوا بهم، وقالوا إنّ الإنس هم الذين زادوا الجن استكبارا و علوا لما رأوا هؤلاء يستعيذون بهم، وخوفهم منهم، وهذا كلّه من أثر الشرك، وذلك أن الرجل من العرب كان إذا أمسى بواد قفر، وخاف على نفسه، قال:" أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه"، يريد كبير الجن، و قد أجمع العلماء على أنه لا يجوز الاستعاذة بغير الله، و لواستعاذوا بالله لحصلت لهم النجاة، مع سلامة الدين، لهذا أبدلنا الله بهذه الاستعاذة الشركية باستعاذة ترجع إلى التوحيد، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إذا نزلوا منزلا أن يقولوا هذا الدعاء.

كلمات الله هي ما يضاف إلى الله عزّوجل من الكلام، وهي شرعية وكونية، القرآن و السنة كلمات الله الشرعية، وهي التي يعرف بها الشرع، ومنها، ومنها التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن، وكلمات الله الكونية هي التي يوجد بها الخلق، قال الله عزّ وجل:{ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.

الكلمات الشرعية من الناس من يخالف فيها، وكل من كلمات الله الشرعية و الكونية هي من كلام الله تعالى، وهي من صفاته تعالى.

"التامات" جاءت مفسرة، قال تعالى:{ وتمّت كلمة ربك صدقا وعدلا} الأنعام 115، كلام الله تام، متّصف بتمام الكمال، فأحكامه عدلا لا ظلم فيها، وأخباره صدق لا كذب فيها، ذلك أن الكلام، إمّا خبر، وإمّا إنشاء، الخبر ما يقبل أحد الوصفين، إمّا صدق أو كذب، و الإنشاء هو الطلب، لا يقبل الصدق و الكذب لأنه أمر، مثل: أدّ الصلاة، أو لا تفعل كذا، تمام الأخبار أن تكون صدقا، وتمام الإنشاء أن تكون عدلا، و كلمات الله منقسمة إلى قسمين، منها ما ترجع إلى الأخبار؛ فهذه كلّها صدق، ومنها أحكام من الكتاب و السنة، من الأوامر، هذه كلّها عدل، إّذا كلام الله كلّه تام، كلمات الله الشرعية و الكونية كلّها صدق وعدل.

عندما كادت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره جبريل أن يقرأ:( أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر....) إلخ الدعاء، فهده الكلمات كوّنية، كما قال ابن تيمية رحمه الله، لأن الكونية لا تجاوزها المخلوقات، أمّا الشرعية فهي التي استقام عليها الأبرار، وخرج عنها الفجّار.

يجوز الاستعاذة بالكلمات الشرعية والكونية، لأنها من صفات الله تعالى، الشرعية مثل الاستعاذة بكلام الله المنزّل في القرآن.

" من شرّ ما خلق" الشر مقابل الخير، الشر المحض كما قال شيخ الإسلام ليس إلى الله، ولا يخلقه الله ولا يوجد في تقدير الله تعالى، إمّا أن تكون من الخير المحض، و إمّا ان تكون من الخير الجزئي، و لله الحكمة في خلق الخير الجزئي، فالخير الجزئي يقابله الشر الجزئي، ولا يضاف إلى الله عزّوجل من ذلك الشر، إنّما يضاف إليه الخير، الشر المحض لا يخلقه الله تعالى.

إذا قال المسلم هذا الدعاء، لايضرّه شيء حتى يرتحل من ذلك المنزل، فهو في حفظ الله، هذا ذكر تحصين، مع ما يحصل له من العبادة و الثواب، يقال في أذكار المساء، ويرجى لمن قاله أن يحفظ في بقية يومه، وبقية ليلته.

المشركون يستعيذون بالجن من سفها ء ذلك الوادي، وهو مخلوق، لاحظ الموحد يستعيذ بالله من شر جميع ما خلق، الاستعاذة الشركية أورثت أصحابها الخوف و الذعر مع الدخول في الشرك، وهذه حصل بها الأمن مع التوحيد، أنظر التفاضل بين التوحيد و الشرك، بين الشر العظيم الذي يحصل للمشركين، و الخير العظيم الذي يحصل للموحدين، فهذه الاستعاذة، عبادة، وتوكل على الله، وأجر وثواب، لكن ينبغي للمسلم إذا قال هذه الكلمات أن يعلم معانيها، لا يرددها فقط، إذا استيقن و آمن, وصدّق فإنّه يرجى له الثواب، و الحفظ من الله تعالى، الاستعاذة بالله و أسماءه، و صفاته من التوحيد، و فيها الحفظ و السلامة، و الاستعاذة بغير الله شرك.

قراءة 201 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث