قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 28 تشرين1/أكتوير 2020 15:10

شهادة أهل التوراة والإنجيل في حق النبي صلى الله عليه وسلم

كتبه  د. عبدالجبار فتحي زيدان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

اللهم أجِرْنا و والدينا و ذريَّاتنا من النار، و لا تُخزِنا يوم يُبعَثون، اللهم آمين.

بسم الله، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و مَن والاه، يا حي يا قيوم، بك نستغيث؛ فأصلح لنا شؤوننا كلَّها، و لا تكِلْنا إلى أنفسنا و لا إلى غيرِك طرفة عين.

ليس غريبًا إذا وجدنا اليهود و النصارى يطعنون في شخصية محمد - صلى الله عليه و سلم - فهم الذين اتَّهموا إبراهيم - عليه السلام - بأنه كذَّاب، و اتهموا لوطًا - عليه السلام - بأنه زنا بابنتيه، و اتهموا داود - عليه السلام - بأنه اغتال "أوريا" و زنا بزوجته حتى حملت منه، و اتهموا سليمان بأنه عبد الأصنامَ، و إذا كانت هذه حالَهم مع أنبيائهم، فكيف يكون حالُهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عنهم: ((و الذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمَّة يهودي و لا نصراني، ثم يموت و لم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به إلا كان من أصحاب النار))؛ رواه مسلم.

و من سنة الله - سبحانه - أن يُهيِّئ من أعداء الإسلام مَن يرُدُّ على زملائه الذين هم من بني قومه و جنسه و مذهبه؛ دفاعًا عن هذا الدين و نبيه صلى الله عليه و سلم.

و هؤلاء المدافعون غالبًا ما يكونون من المعروفين عند أقوامهم بالعلم و السيرة الحسنة، إنها سنة قوله - تعالى -: ﴿ وَ شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ﴾ [يوسف: 26].

شهِد بحقه - صلى الله عليه و سلم - الكهَّان من العرب، و الأحبار من اليهود، و الرهبان من النصارى، فهؤلاء جميعًا كانوا قد أُخبِروا بقرب مبعث محمد - صلى الله عليه و سلم - قبل بعثته لما تقارب زمانه، أما الأحبار من اليهود و الرهبان من النصارى، فقد وجدوا في كتبهم من صفته و صفة زمانه، أخبرتهم بذلك أنبياؤهم، أمَّا الكهان من العرب، فقد أتتهم بأخباره الشياطين من الجن الذين كانوا يستَرِقُون السمعَ من السماء قبل أن تُحجَب دونهم بالشُّهب و رجمهم بها، فما يزال الكاهن و الكاهنة يتحدَّثان عن أخبار النبي محمد - صلى الله عليه و سلم - و عن أحواله و صفاته، و العرب ما كانت تُعِير لذلك اهتمامًا، حتى إذا بُعث النبي - صلى الله عليه و سلم - وجدوا أن ما كان يتحدَّثان به ينطبق عليه - عليه الصلاة و السلام.

شهِدوا جميعًا بحقِّه؛ فمنهم مَن آمن، و منهم مَن بقي على استكباره، يقول المستشرق "واط" في كتابه "تأثير الإسلام على أوروبا" ص119:

"إن القديس (توماس أكونياس) على الرغم من عدم إيمانه برسالة محمد أشار إلى أن الكتاب المقدَّس قد تنبَّأ بمجيئه - صلى الله عليه و سلم"، و أكد هذا المستشرق أن التمحيص و(التحقيق) أوضح أن التوراة و الإنجيل قد حُرِّف فيهما الكَلِم، منها علامات نبوة محمد صلى الله عليه و سلم.

و روى البخاري في صحيحه عن جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه - قال: كنتُ في اليمن، فلقيتُ رجلينِ (نصرانيَّينِ) من أهل اليمن كان اسم أحدهما ذا كلاع، و اسم الآخر ذا عمرو، فجعلتُ أُحدِّثهما عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فقال لي ذو عمرو: لئن كان الذي تذكُرُ من أمر صاحبك (أنه رسول حق)، فقد مر على أجلِه (و وفاته) منذ ثلاث (ليالٍ)، و أقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركبٌ من قِبَل المدينة، فسألناهم فقالوا: قُبِض (و توفِّي) رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و استخلفه أبو بكر و الناس صالحون؛ فتح الباري 9/ 138.

فحتى يوم وفاته كان عند النصارى في إنجيلهم، و عند اليهود في توراتهم، فقد كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، قال الله - تعالى  -: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146].

و روى أحمد في مسنده عن سلمة بن سلامة - رضي الله عنه - و كان من أصحاب بدر، قال: كان لنا جارٌ من يهود في بني عبدالأشهل، قال: فخرج علينا يومًا من بيتِه قبل مبعث النبي - صلى الله عليه و سلم - فوقف على مجلس بني عبدالأشهل، قال سلمة: و أنا يومئذٍ أحدثُ و أصغر مَن في هذا المجلس عمرًا، فخاطب مَن في المجلس: إنه سيظهر نبيٌّ من هذه البلاد، و أشار إلى مكة، قالوا له: و متى نراه؟ قال: فنظر إليَّ فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يُدرِكه، قال: فو الله ما ذهب الليل و النهار حتى بعَث الله رسوله - صلى الله عليه و سلم - و هو حيٌّ بين أظهرنا، فآمنا به، و كفر به بغيًا و حسدًا (يعني أنه لما بعث الرسول - صلى الله عليه و سلم - كان جار سلمة اليهودي ما يزال حيًّا، فآمنا بالرسول - صلى الله عليه و سلم - و كفر به اليهودي الذي بشَّرَنا بقرب ظهوره)، فقلنا له: ويلك يا فلان، ألستَ قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى.

و في سيرة ابن هشام: و قال ابن اسحاق: و كان من حديث مُخَيْرِيق و كان حبرًا (من اليهود) و عالمًا (من علمائهم)، و كان رجلاً غنيًّا كثير الأموال من النخل، و كان يعرف رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بصفته و ما يجد في علمه (و مما كان يقرؤه في التوراة عنه و عن صفته و اسمه و زمانه)، و غلب عليه إلفُ دينه، فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أُحُد و كان يوم أُحد يوم السبت، قال: يا معشر يهود، و الله، إنكم لتعلمون أن نصر محمد لحقٌّ (لأن ذلك مسطر عندكم من صفته)، قالوا: إن اليوم يوم سبت، قال: لا سبت لكم، ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بأُحد (ليقاتل مع المسلمين) و عهد إلى مَن وراءه من قومه: إن قُتِلْتُ هذا اليومَ فأموالي لمحمد - صلى الله عليه و سلم - يصنع فيها ما أراه الله، فلما اقتتل الناس قاتل حتى قُتل، فكان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فيما بلغني يقول: ((مخيريق خير يهود))، و قبض رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أمواله، و كانت كافة صدقات رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في المدينة منها.

و في سيرة ابن هشام أيضًا: و قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه، قالوا: إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله -تعالى- و هُدَاه لنا، لما كنا نسمع من رجال يهود، كنَّا أهل شرك و أصحاب أوثان، و كانوا أهل كتاب عندهم علمٌ ليس عندنا، و كانت لا تزال بيننا و بينهم شرور (و عداوات)، فإذا نِلْنا منهم بعضَ ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمانُ نبيٍّ يُبعَث الآن، نقتُلُكم معه قتلَ عاد و إرم، فكثيرًا ما كنَّا نسمع ذلك منهم، فلما بعَث الله رسوله - صلى الله عليه و سلم - أجبْناه حين دعانا إلى الله - تعالى - و عرَفْنا ما كانوا يتوعَّدوننا به، فبادرنا إليه فآمنا به و كفروا به، ففينا و فيهم نزلت هذه الآيات من البقرة: ﴿ وَ لَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَ كَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].

و في سيرة ابن هشام أيضًا: و قال ابن إسحاق: و حدَّثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حُدِّثْتُ عن صفية بنتِ حُيَي بن أحطب (و هي زوجة رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و كانت من اليهود) أنها قالت: لما قدِم رسولُ الله - صلى الله عليه و سلم - المدينةَ و نزل قُباء (و هي قرية قريبة من المدينة دخلت الآن ضمن المدينة) في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي حُيَيُّ بن أحطب و عمي أبو ياسر بن أحطب مُغلِّسَينِ (أي أقبل أبوها اليهودي و عمها إلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في ظلام عميق)، فرجعا (منه) مع غروب الشمس، كالَّين (متعبين) ساقطين يمشيان الهُوَيْنَى، (مما أصابهما من الإعياء فقد كانا عند رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من ظلام الفجر حتى غروب الشمس)، قالت: فهشِشْتُ إليهما (فاستقبلتهما بابتسامة و فرح و ترحيب) كما كنتُ أصنع (عند استقبالهما في كل مرة)، فو الله، ما التفت إليَّ أحدٌ منهما، مع ما بهما من الغم (فلم يحتفلا بي كما احتفلتُ بهما، و لم يرحِّبا بي كما رحَّبتُ بهما؛ و ذلك من شدة ما أصابهما من غم و هم و حزن)، قالت: و سمعتُ عمي أبا ياسر و هو يقول لأبي حُيَي بن أحطب: أهو هو؟ (أي: إن محمدًا الذي قابلناه فجر هذا اليوم، هل هو نفس النبي المنتظر المكتوبة أوصافه و زمانه عندنا في التوراة؟ هل تنطبق عليه العلامات كلها كما أُخبِرنا بها في كتبنا؟ هل هو نفس النبي الذي وعَدنا بمجيئه موسى نبي الله؟) قال: نعم و الله، قال: أعرَفْته و تُثبِتُه؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ (أي قال عم صفية لأبيها: و ماذا تقول في نفسك بعد أن عرَفْتَه بأنه هو النبي؟ أتؤمن به أم ماذا تصنع؟) قال: عداوته و الله ما بقيتُ (يعني على الرغم من أني عرفت بأنه هو النبي نفسه الذي بشَّرَنا موسى بمجيئه، إلا أني مع ذلك سأبقى أُعاديه ما بقيتُ حيًّا و ما بقي حيًّا).

و قال ابن إسحاق: و كان من حديث عبدالله بن سلام كما حدَّثني بعض أهله عنه و عن إسلامه حين أسلم، و كان حبرًا و عالمًا (من أحبار اليهود) - قال: لما سمعتُ برسول الله - صلى الله عليه و سلم - عرفتُ صفته و اسمه و زمانه الذي كنا نتوكَّف له (و نترقب لمجيئه)، فكنتُ مسرًّا لذلك صامتًا عليه، لا أُحدث أحدًا بذلك، فبقي هذا السر عندي حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - المدينة فلما نزل بقُبَاء في بني عمرو بن عوف (مهاجرًا من مكة إلى المدينة)، أقبل رجلٌ حتى أخبر بقدومه و أنا في رأس نخلة أعمل فيها، و عمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلما سمعتُ الخبر بقدوم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - كبَّرتُ (فصِحْتُ: الله أكبر)، فقالت لي عمتي حين سمعتْ بتكبيري: خيَّبك الله، و الله لو كنتَ سمعتَ بموسى بن عمران قادمًا ما زدتَ (و ما كبَّرتَ هذا التكبير، و ابتهجت هذا الابتهاج)، قال: فقلت لها: أَيْ عمة (يا عمَّة)، هو و الله أخو موسى بن عمران، و على دينه، بُعث بما بُعث به، قال: فقالت: أَي ابن أخي (يا بن أخي)، أهو النبي الذي كنا نُخبَر أنه يبعث مع نفس الساعة؟ قال: فقلت لها: نعم، فقالتْ: فذاك إذًا، قال: ثم خرجتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فأسلمتُ ثم رجعتُ إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلَموا، قال: و كتمتُ (و أخفيتُ) إسلامي (عن قومي) من يهود، ثم جئتُ رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فقلتُ: يا رسول الله، إن يهود قوم بُهْت (إنهم قوم باطل و كذَّابون، لا يقولون بالحق الذي عرَفوه، و هو ما مذكور من صفتك في التوراة)، و إني أُحب أن تدخلني في بعض بيوتك و تُغيِّبني عنهم، ثم تسألهم عني حتى يُخبِروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي، فإنهم إن علموا به، بهتوني (و كذَّبوني) و عابوني.

قال: فأدخلني رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في بعض بيوته، و دخلوا عليه فكلَّموه و ساءَلوه، ثم قال لهم: ((أي رجل الحصين بن سلام فيكم؟))، قالوا: سيدنا و حَبْرُنا و عالمنا، قال: فلما فرغوا من قولهم، خرجتُ عليهم فقلت لهم: يا معشر يهود، اتَّقوا الله، و اقبَلُوا ما جاءكم به، فوالله، إنكم لتعلمون أنه لرسول الله، تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة باسمه و صفته، فإني أشهد أنه رسول الله و أؤمن به و أعرفه و أصدِّقه، فقالوا: كذبتَ، ثمَّ وقعوا بي، فقلتُ لرسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ألَم أُخبِرك يا رسول الله أنهم قوم بهت، أهل غدر و كذب و فجور؟ قال: فأظهرت (حينئذٍ و أعلنت) إسلامي و إسلام أهل بيتي، و أسلمتْ عمتي خالدة بنت الحارث فحسُن إسلامها.

اللهم إنا نشهَدُ أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدَك لا شريك لك، و نشهد أن محمدًا عبدك و رسولك، أرسلته بالحق بشيرًا و نذيرًا، اللهم إنا آمنَّا؛ فاكتبنا مع الشاهدين.

الرابط : https://www.alukah.net/sharia/0/69455/

قراءة 785 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 28 تشرين1/أكتوير 2020 16:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث