قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 27 تشرين2/نوفمبر 2021 09:50

سعادة في الدنيا و جنة في الآخرة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و بعد:

لا تستقيم العبادة إلاّ بالعلم بأسماء الله و صفاته عزّ و جل، العلم علمان: علم بالمعبود، و علم بالعبادة.

قال بن قيم رحمه الله تعالى:" إن العلم بأسماء الله و صفاته هو مفتاح كل علم نافع"لأن الأمور إمّا تتعلق بأمر الله الشرعي، و إمّا تتعلق بأمره الكوني، و صفات الله وأسماءه ترجع لهذين الأمرين، و معرفة هذا العلم تثمر معرفة هذين النوعين، و تثمر الاستقامة على دين الله الذي شرعه الله للعباد، و حسن اتباع النبي صلى الله عليه و سلم.

لا يمكن لمخلوق أن يعبد الله عزّ و جل على الوجه الأكمل الذي يستحقه سبحانه، و لكن على الوجه الأكمل المشروع، لأنه كمال على قدر طاقته.

من ثمرات الإيمان بالله و أسماءه الحسنى تحقيق سعادة الدنيا و الآخرة؛ فإن السعادة فيهما و في تحقيق العلم بالله، فمن حقق العلم بالله حقق العبادة الصحيحة، و إذا حقق العبادة الصحيحة وفقه الله و سدده و أعانه و أرشده، فكانت حياته أعظم حياة و أسعد حياة في الدنيا، و كذلك يوم القيامة ينال الفوز و دخول الجنة، و النظر إلى وجه الله عزّ و جل، بل إنّ السعادة في الدارين متوقفة على الإيمان بالله عزّ و جل، و سائر ما يدعى من أنواع السعادة و من أنواع اللذات هي زائفة و هي زائلة، و ما يبقى من اللّذات إلاّ ما كان متعلقا بالعلم بالله أسماءه و صفاته عزّ و جل، و حظ العبد من السعادة بحسب حظه بإيمانه بالله عزّ و جل، و أسمائه و صفاته و ألوهيته.

هكذا السعادة في الدنيا ينال العبد منها بقدر ما حقق من العلم بالله تعالى، و تحقيقه بتوحيد الله عزّ و جل بربوبيته و أسماءه و صفاته.

من الثمار أن العلم بالله و أسماءه و صفاته من أعظم الأسباب التي تورث الخوف و الخشية و تعظيم الله عزّ و جل،{إنما يخشى الله من عباده العلماء} و كلما كان العبد أخوف و أخشى لله كان في أعظم عبادة، و كلما كان أعظم عبادة كان أقرب من الله عزّ و جل.

كذلك من الثمار؛ أن ينال العبد طمأنينة القلب و راحة النفس، و أنه يكون في حياة مستقرة و مطمئنة، و يأبى الله أن تكون طمأنينة القلب و راحة القلب و صلاح القلب إلاّ بمحبته و الإيمان به.

و لهذا لا يمكن أن ينال السعادة الحقيقية إلا من كان مؤمنا، لاحظوا الكفار الذين ملكوا الدنيا و سخروا المخترعات للذّاتهم، و ما من لذّة مباحة أو محرمة إلا و سخروها لتحقيق رغبات النفس، فما الذي أورثهم هذا ؟هل أورثهم سعادة؟ هم في غاية البؤس و الشقاء، و لهذا تجد فيهم الانتحار، و ترى البؤس في وجوههم، و لربما مرّ على الرجل أيام و أشهر وهو لا يبتسم، و ترى في وجوههم السخط، و ترى في وجوههم البؤس و الشقاء مع ما ملكوا من الدنيا، بينما لو رأيت رجل أعرابي في الصحراء ربما لا يجد ماءه و وضوؤه إلاّ بمشقة، و يذكر الله و يصلي، فإذا أقبلت عليه ابتسم في وجهك، و رأيت السعادة في وجهه، و طمأنينة القلب، إذا أصابه مرض قال الحمد لله نحن على خير، و نعم الله علينا كثيرة، و هو دائما يذكر نعم الله عليه و هو في غاية السعادة، ليس عنده طائرة، و ليس عنده بيوت فاخرة، يعيش في صحراء و مع هذا فهو سعيد، بما؟ بالإيمان بالله، و تقوى الله عزّ و جل و هذا كما قال تعالى:{ الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

إن الإيمان بالله ملجأ للمؤمنين في جميع تقلباتهم، في كل لحظة و في كل حين، فإذا أنعم عليه بنعمة شكر الله و أثنى عليه، و إذا ابتلاه ببلاء صبر و حمد الله، و إذا رأى بلاء أصاب الناس عرف منّة الله عليه، إذا رزقه الله علما عرف أن الله هو المنعم المتفضل، إذا قدّر الله عليه ذنبا عرف أنه ما قدّر عليه الذنب إلأّ بسبب تقصير منه، إذا أنعم الله عليه بنعمة عرف أنّ الله هو المعطي و هو الواهب، ليس له شيء لولا أنّ الله أنعم عليه و تفضل عليه، فهو دائم بين الشكر و الصبر كما في الحديث؛ يقول النبي صلى الله عليه و سلم:{ عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه له خير، و ليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن، أن أصابه سرّاء شكر فكان خيرا له، و إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له} رواه مسلم.

فهو دائما يتقلب بين الصبر و الشكر، إذا أصابه بلاء صبر و أثنى على الله، و عرف أن الله حكيم فيما قدر، و إذا أصابته سرّاء لا يحمله هذا على الفخر، و إنما يعلم أنه عبد متنعم عليه و متفضل عليه من الله، و صاحب الفضل هو الله و دائما يرى العبرة في نفسه و في غيره.

فكما خلقه و جعل له عقلا لغيره من الناس عقولا لكن لم يهتدوا فدّل أن الله هو الذي منّ عليه و إلاّ فإن بعض أهل الضلال منهم من هم أعظم منه عقلا و ذكاء و فطنة من بعض المهتدين؛ كما قال شيخ الإسلام بن تيمية:" أوتوا ذكاء و لم يؤتوا زكاءا" لهذا يسأل الله تعالى أن يرزقه العلم و يرزقه الذكاء، و يرزقه قبول الحق، و أن يرزقه صدق العزيمة على العمل بطاعة الله عزّ و جل.

الكثير من الشباب يقول أجد ضعفا في طاعة الله عزّ و جل، فأرشده إلى تعلم أسماء الله و صفاته، فالخدمة تخف في حق من نحب، و تثقل في حق من نبغض.

فإذا أحببت الله تلذذت بعبادته.

قراءة 628 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 01 كانون1/ديسمبر 2021 09:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث