قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 25 كانون1/ديسمبر 2021 09:29

أعظم الناس توفيقا

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و بعد:

القيوم من أسماء الله الحسنى و هو الذي قام بنفسه و قامت به الخلائق، الوجود على قسمين: الأول واجب الوجود؛ و هو الذي وجد بنفسه؛ و هو الله الحي القيوم، و الثاني: ممكن الوجود؛ و هو الذي لا يترجح فيه لا الوجود و لا العدم بالنظر إلى ذاته.

الدهر ليس من أسماء الله تعالى لأنه اسم جامد، و أسماء الله تعالى مشتقة من صفة.

الصمد للشيء هو التوجه له، من أسماءه تعالى الصمد أي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، أي تتوجه إليه في حوائجها، فكان صلى الله عليه و سلم لا يصمد إلى سترة ( عمود أو غيرة) و لكن يجعله على حاجبه الأيمن أو حاجبه الأيسر، و لا يجعله بين عينيه.

إذا اعتقد الإنسان أنه قادر قوي، فهذا أول الخذلان، يجب أن يستحضر في كل شأنه أنه ضعيف إلاّ بتوفيق الله عزّ و جل.

جماع الخير هو الاستعانة بالله تعالى في طلب الآخرة و الدنيا، الاستعانة جماع الخير في كل ما يطلب، قال صلى الله عليه و سلم:" ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى شسع نعله إذا انقطع فإنه إن لم ييسره لم يتيسر" و قال :"و اسألوا الله من فضله"

أفضل الناس في هذه الأمور من طلبها من الله، الخالق يقدر، و المخلوق لا يقدر إلاّ بما أعطاه الله من القدرة، و الخالق يعلم و المخلوق لا يعلم إلاّ بما أعطاه الله تعالى من العلم لهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر )في دعاء الاستخارة، من استعان بالله تعالى في علمه و قدرته و في جميع أعماله وفقه، و من اعتمد على قدرته و في جميع أحواله هلك و لهذا قال ابن تيمية:" أوتوا ذكاءا و لم يوتوا زكاءا" في الفلاسفة، كذلك المرأة التي قيل لها فلان أوجد ألف دليل على وجود الله قالت:" لم يفعل شيئا كل ما تقع عليه العين من المخلوقات دليل على وجوده"، المقصود أن الذكاء لا يكفي، و أن القوة في البدن لا تكفي، تجد أعظم الناس توفيقا في أمورهم في الدنيا و الآخرة، هم أهل التوكل، و الاستعانة، و تجد أعظم الناس خذلانا هم من يعتمد على حوله و قوته.

لا ينال ما عند الله عزّ و جل إلاّ بكمال الذل و الخضوع له عزّ و جل، فمن كان لله أعبد و أذل كان عند الله أعز فسبحان الخالق.

"اغتر أصحاب الجنة أي البستان الذين كانوا فيها شركاء، و قصّ علينا الله تعالى خبرهم في سورة القلم:( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين. و لا يستثنون. فطاف عليها طائف من ربك و هم نائمون)17.18.19 القلم.

حين أينعت أشجارها، و زهت ثمارها، و آن وقت صرامها، و جزموا أنها في أيديهم و طوع أمرهم، و أنه ليس ثمّ مانع يمنعهم منها، و لهذا أقسموا و حلفوا من غير استثناء، أنهم سيصرمنها أي يجذونها مصبحين، و لم يدروا أن الله بالمرصاد، و انّ العذاب سيخلفهم عليها، و يبادرهم إليها(فأصبحت كالصريم) أي كالليل المظلم، و ذهبت الأشجار و الثمار، هذا و هم لا يشعرون بهذا الواقع الملم، و لهذا تنادوا فيما بينهم، لمّا أصبحوا يقول بعضهم لبعض ( أن اغدوا على حرثكم ان كنتم صارمين فانطلقوا)قاصدين إياها ( وهم يتخافتون) فيما بينهم بمنع بينهم بمنع حق الله تعالى، يقولون:(لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين) أي بكروا قبل انتشار الناس، و تواصوا مع ذلك بمنع الفقراء و المساكين، و من شدة حرصهم و بخلهم، أنهم يتخافتون بهذا الكلام مخافتة، خوفا أن يسمعهم أحد فيخبر الفقراء،( و غدوا) في هذه الحالة الشنيعة، و القسوة و عدم الرحمة ( على حرد قادرين) على إمساك و منع لحق الله، جازمين بقدرتهم عليها ( فلما رأوها ) على الوصف الذي ذكرك الصريم ( قالوا ) من الحيرة و الانزعاج( إنّا لضالون) أي تائهون عنها، لعلها غيرها، فلما تحققوها و رجعت إليهم عقولهم قالو:( بل نحن محرومون)منها فعرفوا حينئذ، أنها عقوبة، (قال أوسطهم ) أي أعدلهم و أحسنهم طريقة ( ألم أقل لكم لولا تسبحون) أي تنزهون الله بما لا يليق به و من ذلك ظنكم أنّ قدرتكم مستقلة، فلو استثنيتم و قلتم" إن شاء الله" و جعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئته ما جرى عليكم ما جرى.

( قالوا سبحان ربنا إنّا كنا ظالمين) أي استدركوا بعد ذلك، لكن بعد أن وقع على جنتهم العذاب الذي لا يرفع و لكن لعلّ تسبيحهم هذا و إقرارهم على أنفسهم بالظلم ينفعهم في تخفيف الإثم و يكون توبة، و لهذا ندموا ندامة عظيمة ؛ ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) فيما أجروه و فعلوه ( قالوا يا ويلنا إنّا كنا طاغين) أيي متجاوزين للحد في حق الله و حق عباده ( عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنّ إلى ربنا راغبون) فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرا منها، و وعدوا أنهم سيرغبون إلى الله، و يلحون عليه في الدنيا، فإن كانوا كما قالوا فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا خيرا منها، لأن من دعا الله صادقا، و رغب إليه، و رجاه أعطاه سؤله".1

هذا و الله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

1تفسير السعدي

قراءة 670 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 29 كانون1/ديسمبر 2021 09:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث