قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 29 أيار 2022 12:21

تدبر آية

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و سلم:

قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم} 54 المائدة.

عندما نتدبر هذه الآية الكريمة نجد عدة فوائد عزيزة منها:

  • ·الفائدة الأولى: في الآية إشارة للردّة التي حصلت بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم، فأخبر سبحانه و تعالى أنه سوف يأتي بقوم يحبونه و يحبهم، و هذا دليل علم الله تعالى بالغيب، و ما سيحصل بعد وفاة النبي صلى الله عيه و سلم في هذه الأمة.
  • ·الفائدة الثانية: أن الردّة لا تكون إلا بعد إيمان، و من هنا فرّق العلماء بين الكفر الطارئ و الكفر الأصلي؛ و هو الذي لم يسبقه إسلام، و الكفر الطارئ و العياذ بالله هو الذي يكون بعد إسلام، يدلّ على هذا:{ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم} فدلّ أن الردّة لا تكون بعد كفر.
  • ·الفائدة الثالثة: أن الدين الحق هو الإسلام لقوله تعالى:{عن دينه} و لم يقل لم يرتد عن الإسلام، فعلم أن الدين هو الإسلام، في المعنى اللغوي يقال دين النصارى و دين اليهود، و سائر الوثنيين أصحاب أديان، و لكن إذا قيل فلان صاحب دين فيراد به الدين الحق؛ الإسلام.

بل يطلق في مجتمع المسلمين الدين على من استقام، فيقال هذا صاحب دين، و هذا ليس بصاحب دين، و لا يقصد أن ينفوا أصل الإسلام، و لكن يطلق الدين على العدالة في الإسلام، و من هنا أيضا اعتبار الكفاءة في الدين في النكاح، فيقال إنّ المرأة العفيفة الديّنة لا يكافؤها إلاّ صاحب دين، ما المقصود بالدين؟ المقصود صاحب العدالة و الاستقامة على الإسلام، ليس المقصود أن المرأة يجوز أن ينكحها كافر، و لكن شرط الدين يعود إليها أو إلى وليها، لا يحل أن يعقد كافر على مؤمنة؛ لكن الكفاءة المعتبرة و هي شرط؛ فيجوز للمرأة أن تسقط هذا الشرط أو وليها و العقد صحيح، فإن عقد لمرأة سنية على مبتدع جائز و العلماء يقولون أن الكفاءة شرط يسقطه الولي أو المرأة، أما شرط الإسلام فلا يسقطاه.

  • ·الفائدة الرابعة: إن الدين عند الله الإسلام، و لم يثبت الله له دينا بعد الردّة، لم يقل من ارتد عن دينه إلى دين آخر، الردّ هنا تكون عن الإسلام، و لو ارتد إلى اليهودية أو النصرانية فقد ارتد من دينه إلى الكفر، فهذا يدل على أن الدين المعتبر الذي يكون عليه الإنسان هو الإسلام.
  • ·الفائدة الخامسة: أن الحكم الشرعي إنما ما يكون موجودا في الناس ليس ما كان سابق في علم الله عزّ و جل، فقد علم أنّ من المؤمنين الذين هم داخلون في عموم خطابه فلا يكون مؤمنا باعتبار العاقبة، و لهذا خاطبهم باسم الإيمان، هذه فائدة عزيزة، قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه} أثبت الله لهم حكم الإيمان و هو يعلم منهم من يرتد؛ و هذا يدل على أنّ الله لا يعاقبهم إلاّ بما وقع منهم، و ليس بما يعلم أنه سيكون منهم.

علم الله بعباده على نوعين؛ علمه بما سيقع و هذا لا يترتب عليه عقاب أو ثواب، و علمه و علمه تعالى أنّ هذا وقع من العبد و هذا الذي يثيبه و يعاقبه عليه، الله عزّ و جل لا يحاسب الناس بما في اللوح المحفوظ، و لكن يحاسبون بما في صحف الملائكة؛ لأنه لا يكتب الذنب إلاّ بعد وقوعه و ما كتب في اللوح المحفوظ مطابق لما في صحف الملائكة، لكن متى كتب؟ كتب قبل خلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة، سبحان الله العظيم.

الله عزّ و جل لا يزال يحب المؤمنين في حال إيمانهم، و إذا غيّروا ما بأنفسهم يغيّر الله عليهم؛ قال عزّ و جل:{ لا يغيّر الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

  • ·الفائدة السادسة: في قوله تعالى:{ من يرتد منكم} فهذا ما حدث في الواقع، فإن الردّة وقعت في بعض الناس و لم يحصل هذا بحمد الله و بعصمته و توفيقه لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار، لم يعرف بحمد الله من ارتد منهم، بل هم من أبعد الناس عن هذا الأمر، إنما حصل هذا من بعض الأعراب، و ممن لم يتفقه على النبي صلى الله عليه و سلم، و لله الحكمة من قبل و من بعد.
  • ·الفائدة السابعة: في قوله تعالى:{ من يرتد} و هو فعل مضارع دال على المستقبل، فلم يذكر الفعل الماضي "من يرتد".
  • ·الفائدة الثامنة: في قوله تعالى:{فسوف يأتي الله بقوم} أضاف الإتيان له تعالى و لم يضفه للقوم، فلم يقل " سوف يأتي قوم"، و هذا دليل على أن الفضل بيد الله و هذا بمقابل إضافة الردّة للمرتد فقال عزّ و جل:{من يرتد منكم} فأضاف الخير لنفسه، و أضاف الشر لصاحبه، و هذا شاهده من من الكتاب في قول الخليل عليه السلام:{ فإذا مرضت فهو يشفيني} فأضاف المرض لنفسه و الشفاء لله، لم يقل يمرضني و يشفني، و كذلك قول الجن:{ و إنّا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد الله بهم رشدا} أضيف الشر لمن لا يسمى فاعله، و أضيف الرشد إلى الله تبارك و تعالى.
  • ·الفائدة التاسعة: في قوله تعالى:{ فسوف يأتي الله بقوم} فيه بشارة عظيمة للأمة أنّ من ارتد منها فسوف يعوض الله الأمة بخير من المرتدين، و هم الموصوفون بالصفات العظيمة في الآية كما سيأتي أن شاء الله تعالى، هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و سلم..........(يتبع إن شاء الله).

 

*

المقالة مؤخوذة من رسالة حسن الإفادة من تدبر آية المائدة للشيخ إبراهيم الرحلي حفظه الله.

قراءة 608 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 01 حزيران/يونيو 2022 09:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث