قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 27 حزيران/يونيو 2022 09:03

الجزء الثاني تدبر آية

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشراف المرسلين و على آله و صحبه و سلم:

  • ·الفائدة العاشرة: في الآية دليل أن العوض من الله أعظم للأمة من جهتين؛ من جهة العدد، و من جهة الوصف، من جهة العدد؛ ذكر الله الردّة بصيغة الإفراد فقال:{ من ارتد منكم} و لم يقل: المرتدون منكم، و ذكر العوض بضمير الجمع، فقال عزّ و جل:{فسوف يأتي الله بقوم} فسوف تعوض الأمة برجال.

من جهة الوصف أن المرتد قد حبط عمله بالردة و العياد بالله، و لم يكن له نفع للأمة قبل ذلك لضعفه لأّن الردة لا تكون إلاّ بعد ضعف في الإيمان، و هذا بخلاف المعوض بهم فهم موصوفون بهذه الصفات العظيمة، هم خير للأمة من جهة عبادتهم لربهم و من جهة رفقهم بالمؤمنين، و من جهة شدّتهم على الكافرين، و من جهة جهادهم و أنهم لا يخافون لومة لائم .

  • ·الفائدة الحادية عشر: في قوله تعالى:{ فسوف يأتي الله بقوم}اختلف في كلمة قوم، قيل أنهم أبو بكر و أصحابه لأنهم قاتلوا المرتدين، و قيل أبو بكر و عمر، و قيل قوم أبو موسى الأشعري، و هذا فيه مدح لأهل اليمن، و قيل الأشعريون خاصة و روي ذلك عن ابن عباس و الضحاك.

و القول الخامس؛ الأنصار، و السادس؛ المهاجرون و الأنصار، و إلاّ هذا يشمل عموم المؤمنين الذين يأتي الله بهم.

  • ·الفائدة الثانية عشر: أن هذه الصفات ليست  موجودة في الذين ذكروا فقط، و إنما المقصود أنها تحققت فيمن يأتي بعدهم من المؤمنين الذين يجعل الله فيهم العوض لهذه الأمة، أن الله عزّ و جل ذكر أوصافا و لم يذكر أسماء.
  • ·الفائدة الثالثة عشر: قوله تعالى:{ يحبهم} و هذا فيه إثبات صفة المحبة لله و موجب هذه المحبة طاعة الله كما جاء في الحديث القدسي:{ و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه}.
  • ·الفائدة الرابعة عشر: في قوله تعالى:{ يحبونه}فيه دلالة على محبة المؤمنين لربهم، و هي

أعظم خصال الإيمان القلبية و باعثها مشهد الكمال و مشهد الإحسان.

 مشهد كمال الله تعالى: فالنفوس جبلت على محبة الكمال، تجد الناس يحبون العلم، يحبون الشجاعة، يحبون الكرم و من قامت به هذه الصفات و لو لم يحسن إليهم، و هذا من رحمة الله، و كل يسعى إلى أن يكون من أهل هذا الكمال، و لو جبلوا على محبة الشر لأهلك بعضهم بعضا، فكل مجبول على محبة الكمال مع سلامة الفطرة، و الله تعالى أعظم من اتصف بصفات الكمال، و كماله لا يقارن بما يحصل للمخلوقين، فإن صفات الله هي صفات الكمال المطلق، لم يقل أحد أنه وصل للكمال المطلق أما الكمال البشري فنعم.

أمّا مشهد الإحسان؛ فإن الناس جبلوا على محبة من أحسن إليهم، و الله تعالى أعظم من أحسن للخلق، لا يوجد لمن تأمل حاله منذوا أن يولد إلى ساعته التي  يتوفى فيها لا يوجد إحسان نال هذا المخلوق مثل إحسان ربه، لا والد و لا والدة و لا قريب و لا بعيد حتى الرسل و الأنبياء، إحسان الله لعباده لا يمكن أن يقارن بإحسان غيره، بل إذا تأملت كل ما حصل لك من الخير و الفضل، و ما جرى على أيدي الناس، ما هو إلاّ بتوفيق الله، فلا ينال الإنسان شيء من الخير إلاّ من الله، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لابن عمه ابن عباس:" واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك..." إذا ما بك من خير و إحسان و فضل، من نعمة الوجود، و من نعمة الإمداد، و من نعمة العقل، و من نعمة الإسلام و الاستقامة على الطاعة، صلاتك و صيامك و حجك، ركوعك و سجودك كلّه من فضل الله عليك، بل هذا النفس المتردد في الجوف هو من نعم الله تعالى المتجددة  في كل لحظة، و لهذا تلاحظون من سلب هذه النعمة كيف يعاني ما يعاني، و قد لاحظنا ذلك أثناء وباء كورونا، و امتلاء المستشفيات بمن فقد هذه النعمة؛ و هي النفس، فأصبح من يشتري أنابيب أكسجين بماله لماذا؟ من أجل أن يتنفس، النفس من نعم الله المتجددة في كل لحظة، فأين نحن من هذه النعمة المبذولة لك الليل و النهار؟ لا تشتري هذه الأنابيب كما يشتريها المرضى، و إنما الأكسجين و الهواء وهبه الله لك و بيسر و بدون عناء، أو حتى تفكير، من الذي أصح البدن، و سخر لك هذا الهواء يدخل البدن و يخرج منه إلاّ الله عزّ و جل، فالإنسان و إن نام هناك أجهزة لا تنام، و لو نامت لمات، فالمعدة تهضم، و الجهاز التنفسي يعمل، و القلب ينبض، ينام الرجل و هو في شدة الشبع، و يستيقظ و المعدة فارغة، من الذي سخر هضم هذا الطعام؟ و من الذي سخر النفس؟ و من الذي سخر ضخ الدم إلى العروق؟  فهذه الأجهزة نعم.

فالإنسان مغمور بهذه النعم في كل لحظة و في كل حين، و ما خفي عنّا أعظم.

 و كلّ بنا ملائكة يحفظوننا من بين أيدينا و من خلفنا، ثم من الذي ثبتك على الطاعة؟ من الذي ثبتك على هذا العقل؟ بعض المجانين يرثى لهم في فعله و قوله، من الذي ثبت عقلك و رزقك هذه النعمة؟ من الذي رزقك هذا اللسان فتفصح عمّا في نفسك، من الذي ركب فيك البصر فترى طريقك،{ فإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فضلا على أن تشكروها.

هذه بعض الفوائد المنتقاة بفضل الله العظيم من هذه الآية الكريمة، نسأل الله التوفيق لما يحب  و يرضى، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

قراءة 602 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 29 حزيران/يونيو 2022 09:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث