قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 07 آب/أغسطس 2022 06:15

وقفة مع مفهوم الربانية في القول و العمل

كتبه  الأستاذ أحمد التلاوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من بين المفاهيم القرآنية التي ربما ليست سائدةً لدى عموم المسلمين في عصرنا الحالي، مفهوم الإنسان الربَّاني، بالرغم من أنها من المراتب العليا التي يجب أن يسعى إليها المسلم في حياته، من خلال تمتين عقيدته القلبية و عمله بتعاليم دينه في كل سلوكه و حركته.

و من بين معالم التشويش التي لَحِقَت بهذا المفهوم، أن كثيرين يعتقدون أن الربَّانية مرتبة من مراتب الصوفية –و هم بالفعل يُولونه اهتمامًا كبيرًا– و مصطلحاتهم مثل التخلِّي و التحلِّي، و بالتالي فقد ابتعد الكثيرون أو تحرَّجوا منه، باعتبار ما قال علماء ثقات أنه من البِدَعِ و الشِّركِيَّات، مع كونه لدى بعض غُلاة الصوفية يعني الذوبان في الذات الإلهية.

إلا أن المصطلح مختلف تمامًا عن هذه الأمور، كما ورد في القرآن الكريم، و في التفاسير المختلفة للآيات الكريمات التي ورد فيها باشتقاقاته المختلفة، و عددها أربع آيات، منها اثنتان في سُورَة "آل عمران"، و اثنتان في سُورَة "المائدة".

الآية الأولى، في سُورَة "آلِ عِمران"، يقول فيها الله تعالى: "مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَ لَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَ بِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79)"، و في الثانية يقول عزَّ وجلَّ: "وَ كَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَا ضَعُفُواْ وَ مَا اسْتَكَانُواْ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)".

أما آيَتَا "المائدة"، فالأولى يقول الله سبحانه فيها: "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَ كَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)"، و الثانية، ورد المصطلح في قوله تبارك و تعالى: "لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)".

و في المواضع الأربع، ارتبط الموضوع ببني إسرائيل و مخالفاتهم لما أنزله اللهُ تعالى من تعاليم و أحكام، و ادعائهم بالباطل على اللهِ تقدست أسماؤه و صفاته، و تعالى عمَّا يصفون، و على أنبيائه و مرسليه.

و في الحقيقة، بالرغم من اتصال هذه المرتبة من الإيمان بالكثير من الأمور التي يجب على الإنسان المسلم الوفاء بها، إلا أن فهمها ليس بالصعوبة أو التعقيد الذي قد يتصوره البعض؛ حيث إنها مرتبطة بالكثير من الأمور التأسيسية في عقيدة المسلم و عمله، و التي من المفترض أنْ يُلِمَّ بها من الأصل كجزءٍ من معرفته بدينه.

و من خلال ما كتبه القرطبي وابن كثير وآخرون في تفاسيرهم لهذه الآيات، فإن الرَّبَّاني هو الشخص الذي يصل إلى أعلى درجات اليقين في عقيدته، و بالتالي أعلى درجات التسليم و الإذعان لتعاليم الإله و الربِّ الذي يؤمن به، و يلتزم في قوله و عمله بكل ما أنزله الخالق عزَّ و جلَّ من تعاليم و شرائع .

و في تفسير القرطبي لآية "آل عمران" رقم (79)؛ فإن "الربَّانيون"، و مفردهم "ربَّاني"، هم المنسوبون إلى الرَّبِّ، و الرَّبَّاني، هو الذي يربِّي الناس بصغار العِلم قبل كباره، و كأنه يقتدي بالرَّبِّ سبحانه في تيسير الأمور.

و مما رُوي في معنى ذلك، عن عبد الله بن عباس (رضي اللهُ عنهما)، فقد قال البعض، كان في الأصل "رِبِّي"، و أُدخِلَت الألف و النون للمبالغة; كما يقال لعظيم اللحية: "لِحيَاني"، و لعظيم "الجُمَّة": "جُمَّاني"، و لغليظ "الرقبة": "رقباني".

إلا أن هناك من يرون أن الربانيين، هم "أرباب العلم"، و مفرد الكلمة "رَبَّان"، و يشير القرطبي إلى أن هؤلاء، و منهم المبرد، استندوا في ذلك إلى مقولة: "ربه يربه فهو ربان؛ إذا دبره و أصلحه; فمعناه على هذا يدبرون أمور الناس و يصلحونها، و الألف و النون للمبالغة كما يُقال: "ريَّان" و"عطشان"، ثم ضُمت إليها ياء النسبة كما قيل: "لحياني" و"رقباني"، و ما نحا نحو ذلك من اشتقاقات.

و هكذا؛ فإنه أيًّا كانت رؤية الأولين و المتقدمين لمفهوم "ربَّاني"؛ فإنه يدور حول معنىً شديد الأهمية في ديننا، و لدى الإنسانية بشكل عام، و هو "العلم"، الذي يعني في الدِّين الفارق حرفيًّا بين الهداية و الجهالة، و الذي يعني في عصرنا الراهن، الفارق بين النهضة و التقدم، و بين التخلف.

إلا أن هذا المصطلح أوسع نطاقًا من التسليم و الإذعان لله تعالى، و الخوف منه، و العلم بالشريعة و أحكامها، و العمل بها، و إلا ما سبق اللهُ تعالى به المصطلح الذي يشير إلى رجال الدِّين اليهود، "الأَحْبَارُ" في الآية (63) من سُورَة "المائدة  "المائدة"؛ فرَجُل أو عالِم الدِّين، من المفترض أن يكون هو الأكثر فهمًا وعلمًا و إتقانًا لأحكام الشريعة، و ما تقتضيه من المؤمنين بها.

فالإنسان الرَّبَّاني، هو ذلك الذي يقوده ما أنعم اللهُ تعالى به عليه من علمٍ و إيمانٍ إلى حمل أمانة التبليغ، و القيام بدور أصيل و فعَّال في إصلاح حال الناس، و هدايتهم.

و يشمل ذلك التضحية و الفداء مهما كان الثمن في مواضع الجهاد في سبيل الله، كما جاء في وصفِ اللهِ عزَّ و جلَّ لمَن جاهدوا مع أنبيائهم في سبيل الله،، و الصبر و المثابرة على ذلك، مهما أصابهم خلال ذلك، كما أوضحت آية "آل عمران" التي يقول فيها اللهُ تعالى: "وَ كَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَا ضَعُفُواْ وَ مَا اسْتَكَانُواْ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)".

و لعل من أهم ما وجدناه في تفاسير هذه الآيات من أدوارٍ ينبغي على الإنسان المسلم الساعي إلى أن يبلغ مرتبة الربَّانيين، هي أن يأخذ بمهمة ثقيلة ربما في ذات وطأة جهاد السيف، بالذات في أيامنا هذه، و هي مهمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

و مما وجدناه في ذلك، تفسير القرطبي لآية المائدة الثالثة و الستين؛ "لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ".

فيقول إن فالآية فيها توبيخ للعلماء في ترك مهمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و هو ما نجده في أكثر من موضع آخر من القرآن الكريم.

و مما رواه سفيان بن عُيَيْنَة في هذا الأمر، أن الله تعالى قد أمر مَلَكًا بأن يخسف بقرية، فقال المَلَكُ: "يا رب فيها فلان العابد"، فأوحى الله تعالى إليه : "أن به فابدأ فإنه لم يتمعَّر وجهه في ساعة قط".

و في سنن الترمذي، فإن إن الناس إذا رأوا الظالم و لم يأخذوا على يدَيْه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده. اللهم إنا نسألك العفو و العافية.

الرابط : https://basaer-online.com/2022/07/%d9%88%d9%82%d9%81%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84/

قراءة 587 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 10 آب/أغسطس 2022 07:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث