قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 01 تشرين2/نوفمبر 2022 14:23

الحياة الصحيحة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله و صحبه و بعد:

جاء في شرح الشيخ إبراهيم الرحيلي أستاذ العقيدة في كلية الدعوة و أصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

" مدار الدين و لبّه توحيد الله الذي خلق من أجله الخليقة و انقسم الناس من أجله إلى قسمين، ساكني الجنة مع الخلود فيها جعلنا الله تعالى منهم، و ساكني النار مع الخلود فيها أعاذنا الله منها، فهذا مدار الدين و لبه، و مدار السعادة و الشقاوة، و حاجة الناس إليه أعظم من أي حاجة، فالرجل إذا تحقق له التوحيد و سلم من الشرك فهو في سلامة عافية و على خير، لأن الذنوب كما هو معروف في معتقد أهل السنة و الجماعة صاحبها تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، و إن شاء عذبه.

هذه هي الغاية من الخلق{ و ما خلقت الجن و الإنس إلاّ ليعبدون}الذاريات 57، و الخلق هو الإيجاد و الإبداع من غير مثال سابق، لم يقل الله عزّ و جل " ليعبدون" و هنا مع رغم كون العبادة لله تعالى، و لكن خلقهم للعبادة التي تقوم بها مصالحهم، لا لعبادة ينتفع الله بها، و لهذا قال بعدها:{ ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون} فهو غني عنهم، و عن عبادتهم، لم يخلقهم لينتفع بعبادتهم.

مصالح العباد في العبادة، فلاحهم و صلاحهم و سعادتهم في عبادة الله عزّ و جل.

الغاية من خلق الجن و الإنس هي العبادة، فهي بالنسبة لهم ضرورة كونية و شرعية، أما كونها كونية؛ فإنّ الله عزّ و جل لم يخلقهم إلاّ للعبادة، فالعبادة ضرورة لوجودهم، فلهذا نلاحظ أنّه لا استقامة لحياة أو عيش إلاّ بالعبادة فهذا مقرر بالسنن الكونية، و بالأدلّة الشرعية، أمّا الأدلّة الشرعية قوله تعالى:{ فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى و نحشره يوم القيامة أعمى} طه124، { ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس} الروم 41، فالفساد في الحياة الخاصة و العامة بما كسبت أيدي الناس، و لو أن الناس استقاموا على العبادة لمشوا بين المروج و الأنهار، و لأكلوا الثمار على الطرقات، و دليل هذا قوله تعالى:{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا .و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنّات و يجعل لكم أنهارا} 10،11،12 نوح ؛ هذا لو أذنبوا و استغفروا فكيف لو لم يذنبوا؟ يأكلون الثمار الليل و النهار، و لكن انقطاع الأرزاق و غلاء الأسعار و المصائب التي تصيب الناس بسبب ذنوبهم كما أخبر الله عزّ و جل؛ أنّ هذا بسبب إفسادهم، و بسبب انحرافهم عن دين الله تعالى، و هذا يدل على أنّ العبادة ضرورة كونية لوجودهم، و في الحديث:( احفظ الله يحفظك) و هذا الحفظ كما قال العلماء في الدين و الدنيا، و أنّ من لم يحفظ الله تعالى في دينه لا يحفظه الله عزّ و جل، هذا من جهة الشرع، أما من جهة السنن الكونية فإنّ من استقام على عبادة الله عزّ و جل استقامت له الأمور، و سعد في هذه الحياة، و أنجاه الله من الأمراض و الآفات وهذا ملاحظ في حياة المؤمن و الكافر، و يعرف هذا بالنظر و التأمل.

خلق الإنسان من روح و جسد، الروح غذاؤها العبادة { ألا بذكر الله تطمئن القلوب} و إذا عطّل الغذاء لأحد الجزءين هلك الإنسان، و لهذا أكثر من يموت من الكفار بالانتحار و الهم و الحزن، و يصابون بالقلق و الأمراض النفسية، و الاضطراب، أغرقوا في الشهوات و الملذات حتى وصلوا إلى مرحلة لم تبلغها الحيوانات، حتى أن الرجل يجري العملية الجراحية ليكون أنثى، و المرأة لتكون رجلا، الرجل يوصي بتركته لهرة أو كلب، في حياتهم عبر للمسلمين، ، لا سعادة لهذه الروح إلاّ بعبادة ربها، هذه الروح لا يكفيها متعة البدن، كم من بدن منعّم تصاحبه روح معذبة، وقد يكون بدن معذب تصاحبه روح منعمة.

الحياة الصحيحة تكون بعبادة الله تعالى، حاجة الإنسان للعبادة أشدّ من حاجته للطعام و الشراب، كما قال الشيخ بن تيمية رحمه الله تعالى، إذا مات الإنسان جوعا أو عطشا فإنّ مآله إمّا إلى الجنة و إمّا إلى النار و لكن إذا مات مشركا فإنّ مآله إلى النار، و لهذا هذه الحقيقة يجب أن تشتغل بها القلوب الليل و النهار، و يعمل لها الناس الليل و النهار، و على المسلمين التذكير بها؛ أنه ما خُلقنا إلاّ لعبادة الله عزّ و جل، و كل ما تعارض مع هذه الغاية العظيمة يلقى وراء الظهر، إذا تعارضت الدنيا و الآخرة فالآخرة مقدمة و الدنيا مؤخرة، و لكن من رحمة الله تعالى لم يشرع لنا من الدين ما يتعارض مع مصالحنا الدنيوية، و يمكن التوفيق بين الدين و الدنيا؛ و هذا من رحمة الله و لطفه"

هذا و الله تعالى أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و سلم.

قراءة 564 مرات آخر تعديل على الأحد, 06 تشرين2/نوفمبر 2022 16:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث