قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 14 شباط/فبراير 2023 10:44

ما ظننتم

كتبه  الأستاذ عبيدة أحمد الحلاق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إنهم بنو النضير في مكرهم المعهود بالإسلام و المسلمين وبنبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم و ها هي مشاهد خيانتهم نراها أمامنا في نقضهم لوثيقة المدينة و محاولتهم اغتيال رسول الله الذي عرفوه في كتبهم فكفروا به لولا أن الله سلم و أراد أن يكونوا درساً و عبرة لغيرهم. حيث يقول الله تعالى:(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)الحشر 2.

فقد نقضوا وثيقة المدينة بين المسلمين و باقي فئات المجتمع المدني و حاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه و سلم فجهز لحربهم فتحصنوا في حصونهم المنيعة و رفضوا الخروج و خاصة بعدما تلقوا الدعم و التشجيع من زعيم المنافقين عبد الله بن سلول حيث صور الله تعالى هذا المشهد في نفس السورة بقوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَ لَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَ إِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)الحشر 11.

فأمر الرسول صلى الله عليه و سلم بحرق نخلهم و قطعها كنوع من الحصار الإقتصادي عليهم في إشارة واضحة لمشروعية استخدام هذا النوع من الحرب على الكفار.

فكانوا ينادون الرسول صلى الله عليه و سلم أن كنت تنهى عن الفساد و تقطيع الشجر فما بال النخيل الذي يحرق و يقطع؟, و هنا جاء الرد الإلهي مطمئناً قلوب المسلمين إلى صوابية فعلهم حيث يقول الله تعالى في نفس السورة:

(مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)الحشر 5.

و بعد ستة و عشرين ليلة من الحصار طلبوا الخروج بأنفسهم و أموالهم دون السلاح فوافق النبي صلى الله عليه و سلم على خروجهم من المدينة و قاموا بتدمير كل ما تبقى من ممتلكات لم يستطيعوا أخذها حتى لا يستفيد المسلمون منها.

و لكن في ظل هذه الأحداث و المشاهد كان هناك مشهد عميق الأثر بعيد الرؤيا حيث أن المسلمين ما كانوا يظنون أن هؤلاء سيخرجون من ديارهم المحصنة و في ذات الوقت ظن بنو النضير أن حصونهم مانعتهم من الله و عذابه فخاب الظنان و تدخلت يد القدرة الإلهية لتزلزل الأرض تحت أقدامهم و تنزل الرعب في قلوبهم فدمروا منازلهم بأيديهم و بأيدي المؤمنين و استسلموا و خرجوا منها أذلة.

لقد جاءهم الإختراق الرباني لحصون لا يملكون و لا المؤمنين مفاتيحها و يملكها الله يقلبها كيف يشاء بين الخوف و الأمن بين الحب و الكراهية إنها القلوب لقد أنزل الله في قلوبهم الرعب فتخبطوا و استسلموا و أخذوا يدمرون حصونهم بأيديهم.

و هنا يأتي الهتاف الرباني في اللحظة المناسبة و القلوب مفتوحة لتلقي العظة و العبرة بعدما رأت بأم عينها الإنجاز الرباني و علو يد القدرة فوق الأسباب و النتائج و فوق الوسائل و الغايات جاء الهتاف أن اعتبروا يا أولي الأبصار.

فلنعتبر هنا و لنتعلم أن نؤمن بالله حق الإيمان و أن نثق بالله مطلق الثقة و لابد أن نعلم أن الله عند حسن ظن العبد به و أن يد القدرة فوق كل سبب و كل نتيجة و فوق كل غاية و وسيلة فكلها من صنع الله يأتي بها أنى يشاء و حيث يشاء.

و إن الحصون مهما بلغت من القوة فلن تبلغ الكمال و لابد من ثغرة تدخل الهزيمة منها فليكن حصننا الأول و الأخير و ملاذنا الأول و الأخير هو الله.

و الدرس الأهم الذي لابد من تعلمه هو أن القلوب لابد و أن تكون متعلقة بخالقها فهي بيده فإن فقدت التعلق به اخترقها الرعب و هزها هزاً فتخبطت و قتلت نفسها.

و إن تعلق القلوب بالله ما هو إلا النتيجة الحتمية و الأكيدة للعقيدة السليمة و الإيمان الحق و ذلك الذي ربى الله عليه تلك العصبة المسلمة لأكثر من ثلاثة عشر عاماً قبل أن يؤذن لها بأن تضرب في الأرض و تنشر تلك العقيدة و تنشر تلك المبادئ العلوية و تنشأ ذلك المجتمع الإسلامي الذي يمثل هذه العقيدة.

الرابط : https://midad.com/article/219160/%D9%85%D8%A7-%D8%B8%D9%86%D9%86%D8%AA%D9%85

قراءة 444 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2023 09:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث