قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 20 شباط/فبراير 2023 07:38

الحياة في سبيل الله قبل الموت في سبيله

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الموت في سبيل الله أسمى أمانينا…لكن الأصل هو الحياة في سبيل الله أي الحياة المنضبطة بالقرآن و السنة، الحياة التي تدور بين الحلال و المباح: الاستمتاع بالطيبات، الدخل الوفير، السكن الواسع المجهّز جيدا، السيارة الفاهرة، الزوجة الجميلة، الأولاد الطيبون، اللباس الأنيق، اللهو المباح مثل السياحة، الرياضة، الهوايات.
الإسلام دين حياة لا دين موت، دين أفراح لا أحزان، دين ابتسامة لا عبوس، دين يجمع بين الربانية و الإنسانية ، يحبّب للناس الغنى لا الفقر، فيه الزهد لكنه زهد القلوب لا زهد الرهبانية…دين القوة و الرفعة و الجمال، و بعد كل هذا الموتُ الذي يرضي الله تعالى.
لا مجال لتخيير المسلم بين الأمريْن: إما الحياة في سبيل الله أو الموت في سبيل الله فقط، لا ..الحياة هي الأصل أما الموت فاستثناء، و كما نحب هذا نحب تلك و نحرص عليها كأفراد و كأمة…نحرص على معنى الشهادة: شهداء لله في تسيير الحياة و الدعوة إلى الله، و شهداء في سبيل الله عند الاقتضاء، لكن الملاحظ أن خطابنا الاسلامي مفعم بالحديث عن الموت في سبيل الله، يلهج به الخطباء و يكتب فيه الكُتاب لكن الحياة في سبيل الله معنى يكاد يغيب عن ساحتنا و ذلك بسبب النظرة السوداوية للحياة، النظرة المنبعثة من الفهم السطحي للقرآن و السنة، و التي تخلص إلى لعن الدنيا و ما فيها، و الرفع من قدر الفقر، و التواصي بالزهد…هكذا من غير تفصيل و لا تحليل و لا سعي إلى إقامة المعادلة القرآنية الصحيحة القائمة على التوازن النفسي في التعامل مع الحياة و الموت، و لا يمكن ان ينكر أحد أن التركيز على تطليق الحياة أورث نوعيْن من المسلمين: الأول ترك الدنيا، أي ترك إقامة شعيرة عمارة الكون فأصبحنا عالة على من عمروها وفُتنا في ديننا، و الثاني جنح إلى النفاق بحيث يلعن الدنيا بلسانه و يغرق فيها بجوارحه و بقلبه.
إن المشكلة مشكلة فهم و تصوّر، لأن أدبيات المسلمين منذ عصور الانحطاط تركز على ربط دخول الجنة بترك الدنيا و الاكتفاء بقليلها، أدبيات ربما أوجدت رهبانا بالليل لكنها عدمت الفرسان بالنهار فكان ذلك فتنة للمسلمين أنفسهم، و فتنة لغير المسلمين الذين انتهوا إلى الربط الحتمي بين التمسك بالدين و بين التقهقر الحضاري و التخلف الاقتصادي و العمراني، و إنكار هذه المعادلة نظريا لا ينفع في شيء لأن الواقع أصدق أنباء من فهمنا لديننا.
إن الدنيا المذمومة التي وردت النصوص بشأنها هي تلك المتألهة، المنقطعة عن الله ، التي تُتخذ غاية و هدفا، تُنسي أصحابها عبوديتهم لله و مصيرهم المحتوم بين يديْه…بهذا المعنى هي مجرد لهو و متاع و هشيم تذروه الرياح… الدنيا لا تساوي شيئا مقارنة بالآخرة، و كيف يُقارن الفاني بالباقي؟ أبدأت النصوص و أعادت في حقارة الدنيا و تهافتها و التحذير منها من هذه الزاوية، أما من حيث التفصيل فالدنيا كفترة لحياة النوع البشري قبل الآخرة مزرعة، و المزرعة لا معنى لها إذا أهملها أصحابها و تركوها خاوية يبابا، بل ينعتهم الناس بالغباء…الدنيا المحمودة هي الدنيا بالمفهوم الإسلامي: متاع و ملذات و زينة و طيبات، أي استكشاف للكون و استغلال لخيراته و توفير لحاجيات الإنسان المختلفة و نهوض بالبحث و مختلف العلوم النافعة لمعرفة الكون و حسن التعامل معه لفائدة الإنسان الخليفة، و تيسير سبل العيش للفرد و الجماعة و البشرية كلها بابتكار كل جديد نافع من المأكل و المشرب و الملبس إلى الدواء و السلاح و وسائل الرفاهية، على أن يكون كل هذا في إطار الضوابط الشرعية و على رأسها الالتزام بالحلال، و ترك التجبر و التكبر الفردي و الجماعي، و حسن الاستغلال و الاستمتاع بدرء مفاسد التبذير و الإسراف…في هذا الإطار الذي أوضحته الآيات و الأحاديث و شرحه العلماء المختصون و الفقهاء المدققون يأتي الحديث عن الزهد و التنسك و التقلل من متاع الدنيا، فالأصل الاستواء على شؤون الحياة لأداء وظيفة الخلافة و العمارة بكل اقتدار، و هو ما فهمه المسلمون في الزمن الأول فأسسوا حضارة جمعت بين الربانية و الإنسانية و أعطت عن الإسلام وجهه الأصيل الناصع و فتحت بذلك قلوب البشر، بل فتحت أمصارا ما كانت لتفتحها الحملات المسلحة.
الحياة في سبيل الله فيها تنمية العقول و النهل من العلوم و الاشتغال بالزراعة و الصناعة و التجارة و الأدب و الفن و الإبداع، و فيها تزكية النفوس و صقل القلوب و المواعظ الرقيقة و الخشوع و الدموع، بذلك تكتمل الرؤية الأصيلة و تستوي المعادلة التي لا يطغى فيها جانب على آخر لا في الحياة الفردية و لا على مستوى الجماعة و الدولة و الأمة، و هذا أبعد شيء عما ألفه بعض الشيوخ من التركيز الشديد على الزهد بمعناه الفلسفي أوالصوفي المغالي، بحيث يجعلون المسلمين «يفرون بدينهم» إلى العزلة و السلبية و ترك معترك الحياة لغير المسلمين، أو يجعلون هؤلاء المسلمين ينغمسون في ملذات الدنيا بنهم شديد، لا يبالون بحلال و لا حرام طالما أنهم – بحسب ما تعلموه من أولئك الشيوخ – دنيويون آثمون على كل حال…و بالمناسبة فإن العجب لا ينقضي من وُعاظ يصبون جام غضبهم على المسلمين لأنهم يستمتعون بطيبات الدنيا، يخاطبون بهذا الكلام – في الغالب – الطبقة الفقيرة من كبار السن و الطلبة و العمال و الموظفين البسطاء، بينما هو خطاب يجب أن يوجه بالدرجة الأولى إلى معدنه أي الحُكام و كبار الأثرياء و الفنانين و لاعبي كرة القدم الذين انغمسوا في الدنيا إلى آذانهم، يعبونها عباّ و يكرعون كرعا…إن هذا يحبب الفقر للفقراء و يدع الدنيويين في غفلتهم و جنوحهم إلى الملذات المحرمة…لكن الأعجب من هذا ذلك «الشيخ» الذي يـأتي إلى المسجد أو قاعة المحاضرة في سيارة من الطراز الأخير، بالغة الثمن ليكلم الحضور – و أغلبيتهم الساحقة من بسطاء المسلمين – ليكلمهم عن الزهد في الدنيا (و هم زاهدون فيها اضطرارا) و عن عدة الصابرين و منازل الفقراء في الجنة، و لا يشير إلى ذخيرة الشاكرين، و أن الغني الشاكر أفضل – عند التحقيق – من الفقير الصابر.
إن الحياة في سبيل الله مهمة المسلمين الأولى ما داموا على قيد الحياة، و ذلك يقتضي عبادة الله و أداء مهامّ الاستخلاف و عمارة الأرض وفق تعليمات النص السماوي السليم الخالد و في امتداد الأنموذج التطبيقي الرائع منذ عصر النبوة، في امتزاج بديع بين الوحي كمصدر للقيم و المبادئ، و العقل كأداة للبرامج العملية التي تنتظم مختلف مجالات الحياة و مستوياتها، و نحن نملك الطاقة الروحية المتجددة و علينا امتلاك الطاقة المادية المناسبة لنموّ الحضارة لنجمع بين الربانية و الإنسانية.

الرابط : https://elbassair.dz/22631/

قراءة 455 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 22 شباط/فبراير 2023 07:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث