قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 22 آذار/مارس 2023 07:24

استعدوا لرمضان

كتبه  الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن ديننا دينُ علمٍ، لا يُعبَد الله فيه بالجهل و لا بالتقليد الأعمى، و لا يقول فيه المسلم عند السؤال: ((رأيت الناس يقولون شيئًا فقلته))[2]، بل المقرر فيه أن: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))[3]، و معناه أن كل ما وجب على المسلم عمله، وجب عليه أن يتعلم أحكامه التي لا يصح إلا بها، فعلى الجميع أن يسعى لتعلم أحكام الصيام و آدابه و مستحباته؛ ليؤدي صيامه على أكمل الوجوه، و على أن يتعلم نواقضه و مكروهاته ليتجنبها.

و على العلماء و الدعاة و القادرين من أئمة المساجد أن يُعلِّموا الناس تلك الأحكامَ و الآداب؛ فإن العمل بالجهل قد يتسبب في رد العمل؛ قال صاحب الزبد:

وكل من بغير علم يعمل 
أعماله مردودة لا تُقبَلُ 

و على العلماء و طلبة العلم و الخطباء و المذكِّرين أن يتكلموا في الأمور المتفق عليها و الواضحة و بينة الأدلة، و يتجنبوا الخوض في المسائل الغامضة و ذات الخلاف الشائك، بل يَدَعُوا ذلك لأهل العلم القادرين على اختيار الأصح من مسائل الاجتهاد، فَرَحِمَ الله امرأً عَرَفَ قدر نفسه.

عباد الله:

كما أن الجهل قد يَحُول بين المسلم و بين الاستفادة من رمضان و ما فيه من الأعمال الصالحات، و في مقدمتها الصوم، فهناك أمور أخرى تحول دون الاستفادة منه؛ منها: الإصرار على الذنوب؛ قال الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 14، 15].

1- و أخبر النبي صلى الله عليه و سلم كما في حديث حذيفة عند مسلم بأن المصر على ذنوبه: ((لا يعرف معروفًا، و لا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب هواه))[4]، فالقلب المغلَّف بران الذنوب لا يستفيد من رمضان، و لا ما فيه من الخير حتى يُغسَل عنه رانه، و ذلك بالتوبة النصوح؛ قال صلى الله عليه و سلم: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً، نُكِتَتْ في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع و استغفر و تاب، صُقل قلبه، و إن عاد زِيد فيها حتى تعلو قلبه؛ و هو الران الذي ذكر الله؛ ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]))[5].

فعلى المسلم أن يتفقد نفسه و يعرف ذنوبه، ثم يتوب منها ذنبًا ذنبًا، فيدخل رمضان بقلب صافٍ.

2- و من الموانع من قبول الأعمال، و الاستفادة من نفحات رمضان: الأحقادُ و البغضاء، و المشاحنات و الهجر و القطيعة؛ قال صلى الله عليه و سلم: ((تُفتَح أبواب الجنة يوم الاثنين و يوم الخميس، فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه و بين أخيه شحناء، فيُقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا))[6]، فلنبادر بإصلاح ذات بيننا؛ ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].

و مما يُضيِّع على المسلمين الاستفادة من رمضان، ما يعده أهل الدنيا في الأسواق و غيرها، و أهل الإفساد في القنوات الفضائية من برامج مختلفة، تجتمع على هدف واحد؛ هو تفريغ رمضان من محتواه الروحي، و صد عما فيه من سبيل الخير، و صد الناس فيه عن العبادات إلى المعاصي و الشهوات، أو الملهيات التي لا فائدة فيها.

إن رمضان هذه السنة يختلف عن السنوات الماضية؛ و ذلك لأنه يأتي في ظل ظروف صعبة، و حالة معيشية متدهورة، و علينا أن نُعِدَّ لذلك العُدَّة من جوانب:

الجانب الأول:

تعويد أنفسنا و أسرنا و ترويضها و تعويدها على الاقتصاد و القناعة، و حسن التصرف مع متطلبات رمضان، و ذلك باختصار ما أمكن من المصاريف و المتطلبات الكمالية التي لا لزوم لها، و لا يترتب على تركها ضرر و لا نقصان مؤثر، حتى لا نُغْرِقَ أنفسنا في الديون، أو نعرضها لذل السؤال، و مِنَنِ المحسنين، و اليد العليا خير من اليد السفلى، بل إن ذلك الاقتصاد المتفق عليه بين أفراد الأسرة يجنبها الوقوع في المشاكل العائلية.

الجانب الثاني:

الجود و الإحسان: فرمضان شهر الجود و الإحسان، و من حِكَمِ الصوم أن يشعر الصائم بمعاناة الصائمين؛ ليعطف عليهم و يرفق بهم؛ قال الشاعر:

جاعت بطون المترفين 
فقدروا ألم الجياعِ 
فامتدت الأيدي إلى 
المحتاج تنضح بالمتاعِ 

و لذا يقول ابن عباس: ((كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجودَ الناس، و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، و كان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فَلَرَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة))[7].

الجانب الثالث:

المواساة، و هي أن نستشعر حاجة و فَاقَةَ و ألمَ مَن حولنا مِنَ الناس، ثم نحاول أن نخفف عنهم من ذلك.



[1] 21/ شعبان / 1429هـ، مسجد خالد بن الوليد.

[2] جزء من الحديث المشهور في عذاب القبر، وهو في البخاري 1/ 44 برقم: 86، مسلم 2/ 624 برقم: 905.

[3] رواه ابن ماجه 1/ 81 برقم: 224، وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: 3913.

[4] رواه مسلم 1/ 129، رقم: 144.

[5]رواه الترمذي 5/ 434 برقم: 3334 من حديث أبي هريرة، وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، ورواه غيره، وحسنه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: 1670.

[6] رواه مسلم 4/ 1987، برقم: 2565.

[7] رواه البخاري 1/ 6 برقم: 6، مسلم 4/ 1803 برقم: 2308.

 
قراءة 446 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 22 آذار/مارس 2023 07:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث