قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 حزيران/يونيو 2014 10:24

الأمة وثقافة الانهزام

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

منذ ان استخلف الله الإنسان في الأرض، و أقامه فيها لعبادته و إعمار أرضه، سخّر له كل ما فيها لكي يفكر و يستنتج، و يعمل كل ما من شأنه أن ينفعه و يجعل من الأرض مستقرّا صالحا للعيش الطيب، و تتابعت الرسل والرسالات على الأرض لكي يظل الإنسان مرتبطا بالله، حاكما بشرعه و نهجه الذي ارتضاه له،

و تنوعت و تعاقبت الأمم كذلك في سلّم الحضارات، فمنها حضارات عاشت و أمدت البشرية بأنماط من الآثار المتباينه، و منها ما خلّده التاريخ لحسنه و نفعه للبشرية، و منها ما ذهب أدراج الرياح، و نسيه التاريخ و أسقطه من حسابه فطواه النسيان

و لأننا أمة لها من الحضارة و التميّز، ما يضعها في قمّة سلّم الأمم، بفضل عقيدتها البنّاءة، و شريعتها المرنة، و منهجيتها في التفكير الإبداعي، القائم على تحرير العقل و إطلاق القدرات الفاعلة، و الحث الدائب على العمل الجاد الدؤوب لكل ما فيه مصلحة الإنسان، دون النظر إلى ما بين البشر من التباين العقائدي، و الإجتماعي، و العرقي، و ذلك لأن الإنسان في هذه الحضارة مكرم كإنسان، فإنه لمن المؤسف أن يتراجع اداؤنا، و يضعف دورنا، و لكننا ابدا لن نتلاشى و أبدا لن تغيب شمسنا بإذن الله

و بما أن الدوام و الإستمرارية على نفس الحال من القوة او الضعف، من المحال، فإن ما يعتري الأمة المسلمة اليوم من التراجع الحضاري، أمر طبيعي ناجم عن عدة عوامل، لعل أبرزها تهميش دور الدين في حياتنا العامة و الخاصة، و انشغالنا بالفرعيات و الجزئيات و المسائل الخلافية، إضافة إلى تكالب الأمم علينا، و إشغالنا بحروب دائمة منهكة و متتابعة، ممّا جعل جهد الأمة موزّعا على أكثر من صعيد، إلا أنّ هذا لا يستدعي التوقف المتهاون عن العمل الدائب في مشروع الأمة النهضوي، و السعي إلى استرجاع كرسي الاستاذية، الذي ظل و لقرون طوال ملكا لها تتوارثه جيلا بعد جيل، كما انه لا يعني ابدا أن نتيح المجال للمحبطين و الناعبين على الخراب، أولئك الذين يبثون في اجيالنا ثقافة الإنهزام، و روح اليأس، و الاستسلام لثقافة و منهجية شرعة الآخر، و هو ما يسعى إليه و يبتغيه كل أعداء الأمة، و هو ما نلمسه ايضا من تكالب الأمم على امة الإسلام لإيهانها و إفناء فكرها و مقومات نهضتها.

و إنه لمن الخطأ الشنيع، أن ترتفع هنا و هناك أصوات تندب حضارتنا، و تنعى وجودنا، و تضعنا جنبا إلى جنب مع الحضارات البائدة و الأمم المندثرة، و هي دعوات تتباين أهدافها و تتعدد مصادرها، فمنها تلك الأصوات المشفقة التي ظنّت أن الأمة في طريقها إلى الفناء الحضاري، كنتيجة حتمية لبعدنا عن تعاليم الله، و عدم اخذنا بأسباب التقدم، و ضعف التأثير في الآخر، بل و مسارعتنا إلى السير في ركابه، و هي معطيات من وجهة نظر المشفقين تنذر بالضياع إن لم تكن ضياعا حقيقيا، و هنا تبدأ الآراء المتشائمة و التفسيرات المحبطة، و الدعوات المستسلمة، لتصل إلى أجيال الأمة جيلا فجيلا، و تتناقل الأمة الفكر الإنهزامي كواقع لا مفر منه، و وضع يصعب التخلّص منه، و تنطلق الأفكار الإستسلامية، في دعوة صريحة للأمة أنه ليس بالإمكان ابدع مما كان فلنجلس و ننتظر ما يأتي به المستقبل، و الذي هو أيضا من نفس وجهة النظر، قاتم و لا يبشر بخير و من هناك تنطلق اصوات الظلام تفح و تنفث سمومها في أوساط الأمة التي تعرف أنها ضعفت و تدرك أنها تراجعت، و تعي أنّ واقعها لا يسرّ و لا يرضي، فتسمع أصواتا هنا تلقي باللائمة على الدين ككلّ، لكي يتسنّى لها الوصول إلى نقطة إتهام الإسلام بالتحديد، كعقيدة و شريعة، بالتخلف الحضاري الذي وصلت إليه الأمة، فالدين هنا أفيون الشعوب حينا، و مشاعر صبيانية حينا آخر، و ايديولوجيا متحجرة تتلاعب بمشاعر الناس، و تحجر على أفكارهم، و هو في أحسن حالاته قيد اضطهادي يحجم دور المرأة، و يقيد مشاعرها، و يجعلها جارية مملوكة للرجل، و هو أيضا سبب الحروب، و مثير الفتن بين بني آدم كلّهم في الشرق و الغرب، و هذا كلّه، يتم وفق برامج محددة الهدف خبيثته، واسعة الأساليب متعددتها و متطورتها، بل لربما وضعت كل الإمكانات في خدمة برنامجها المدمّر للأمة، و في حرب ناعمة حينا، و شرسة أحيانا يهاجم الإسلام، و يغزى في قلوب أبناءه و أفكارهم، و يسعى أعداؤه إلى تدميره بكل قيمه و رقيّه و واقعيته و إيجابياته، فالحرب الحقود لا تتوقف، و الوسائل المؤثرة لا تنفك ّتسفر عن كلّ جديد و خبيث، كل هذا و نحن نسهم في مسح أدمغة أبنائنا، و لا نضع لأنفسنا منهجا يساعدهم على التعرف إلى مقوّمات حضارتهم و روعة تاريخ أمتهم، و رحابة دينهم و قدرته على استيعاب الكون بما فيه و من فيه، كل ذلك في نسق إنساني و حضاري و عقائدي راق و بنّاء و متفهّم.

حقا يكفينا تباك على ما فات، و إستسلام للوهن و الخور، و رضا يكل ما يقذفه لنا الغرب و الشرق من تفاهة الفكر، و انحطاط الأخلاق، و استهانة بالدين، و لنركّز على استعادة ثقة أجيالنا بالمستقبل، و اتخاذهم من دين الله سببا و وسيلة للرفعة و العزة، و من ماضينا البديع و صنّاعه المبدعون قدوة و مثالا، و لنحيي في الأمة روح الحرية و الكرامة التي لم تتحقق لأمة من الأمم كما تحققت لأمة الإسلام، تلك الروح التي جعلت البسطاء يتصدون للخلفاء، فينزلون على رأيهم الصائب دون أن يشعر الخليفة بالصغار و المهانة، و لنزيل ركام الوهم الذي غرسه فينا أعداؤنا، حين أوهمونا بأن شمسنا أفلت، و أن زماننا ولّى، و أن حضارتنا محض وهم زال و لن يعود، و لنتحدّث إلى أمتنا و الدنيا بأسرها بلسان الحق الواضح الجلي أليست هذه مآذننا التي تصدح في كل بقاع الأرض بالوحدانية؟ أو ليست هذه الجموع التي تدخل جماعات و وحدانا في الإسلام كل يوم هي رافد غزير و شاهد حيّ على بقاءنا و نماءنا و حياتنا المعطاءة للإنسانية؟

يا أمة الإسلام وارثة أنت للارض، و منصورة أنت في الأرض، و مقيمة أنت لشرع الله في الأرض، فلا تقعدنك الكبوة، و لا تردنّك الهفوة، و لايستضعفنك المرجفون، و لا يثنينك عن خوض غمار المعالي و هن الموهنين

 الرابط:

http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/35358-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%B2%D8%A7%D9%85.html

 

 

قراءة 1844 مرات آخر تعديل على السبت, 08 آب/أغسطس 2015 15:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث