(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 30 October 2023 16:44

سر انتصارهم…و انهزامنا..!

Written by  الأستاذ كمال أبو سنة
Rate this item
(0 votes)

إن القوة المعنوية التي كان يملكها المسلمون من سلفنا الصالح كفلت لهم حق البقاء و التقدم نحو غايتهم إلى أن وصلوا و انتصروا من بعد ما ظُلموا، و أسسوا بعد ذلك أعظم حضارة – بدون مبالغة – لم تخدم المسلمين فقط، بل خدمت الإنسانية جمعاء.

  إذ لم يكن المسلمون الأولون في بداية الدعوة الإسلامية يملكون شيئا مذكورا من القوة المادية التي تؤهلهم إلى أن يقفوا في وجه المشركين الذين حاربوهم و حاربوا الدين الجديد بكل ما أوتوا من قوة على اختلافها بلا هوادة..!

لقد استطاع إخلاصسلفنا الصالح أن يصنع المعجزات، و أن يحول الهزائم إلى انتصارات، فقد كان الواحد منهم يستنشق عبير الإخلاص الصافي في كل خطوة يخطوها في سبيل الله، و ما خدموا ذواتهم على حساب الدعوة، و ما استوسلوا الإسلام و دعوته لنيل غنيمة، و يا لها من جريمة.!

بل إن المسلمين الأوائل آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم، فنالوا أعظم درجة عند الله.

  إن الذي يفتح جامع صحيح البخاري سيجد الإمام البخاريرحمه الله – قد افتتح كتابه بالحديث المشهور الذي يرويه عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه و سلميقول:( إنما الأعمال بالنيّات، و إنما لكل أمريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله و رسوله، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)، إشارة من البخاري إلى أهمية إخلاص النية في الأعمال و الأقوال و الأحوال.

  إن الداعية المرائي –كما يقول الداعية الكبير الشيخ المرحوم محمد الغزالي في كتابه (مع الله) – يقترف جريمة مزدوجة، إنه في جبين الدين سُبَّة متنقلة و آفة جائحة، و تقهقُرُ الأديان في حلبة الحياة يرجع إلى مسالك هؤلاء الأدعياء، و قد رُويت آثار كثيرة تفضح سيرتهم و تكشف عقباهم، و الذي يحصي ما أصاب قضايا الإيمان من انتكاسات على أيدي أدعياء التدين لا يستكثر ما أعد لهم في الآخرة من ويل..و العمل الخالص الطيب -و لا يقبل الله إلا طيبا – هو الذي يقوم به صاحبه بدوافع اليقين المحض و ابتغاء وجه الله، دون اكتراث برضا أو سخط، و دون تحرٍّ لإجابة رغبة أو كبح رغبة.

  فما أحوج العاملين في ميادين الإصلاح و التغيير في عصرنا إلى أن يتحسسوا أحوال سلفنا الصالح، و يتتبعوا خطاهم في سيرتهم و مسيرتهم حتي ينجحوا كما نجحوا و يلقوا الله عز و جل و هو راض عنهم.

حتى ينجحوا كما نجحوا، و يلقوا الله و هو عنهم راض. الرابط : https://www.oulamadz.org/2016/03/14/%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%87%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%87%d8%b2%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%83%d9%85%d8%a

Read 272 times Last modified on Monday, 30 October 2023 17:02