قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 22 شباط/فبراير 2022 19:10

المساواة و التمكين| هل تنجح النسوية العالمية في قيادة العالم؟ (8)

كتبه  الأستاذ محمود عبد الهادي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ذكرت الموسوعة البريطانية في تعريفها للنسوية أن المرأة كانت معظم التاريخ الغربي محصورة في مجال المنزل، بينما كانت الحياة العامة مخصصة للرجال، و في أوروبا العصور الوسطى حُرمت النساء من حق التملك أو الدراسة أو المشاركة في الحياة العامة، و في نهاية القرن 19 كانت النساء في فرنسا مضطرات لتغطية رؤوسهن في الأماكن العامة، و في أجزاء من ألمانيا كان للزوج الحق في بيع زوجته، و لم يكن بإمكان النساء التصويت أو شغل مناصب انتخابية في أوروبا و في معظم الولايات المتحدة، كما مُنعت النساء من مزاولة الأعمال من دون ممثل ذكر، سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج أو الوكيل القانوني أو حتى الابن.

و كما أوضحنا سابقا، كانت هذه الأوضاع الدافع الرئيسي لانطلاق الموجة الأولى من الحركة النسوية، التي تنامت في أوروبا و الولايات المتحدة، للحصول على حق المرأة في التعليم و الانتخاب و الترشح، و رفع الظلم الاجتماعي عنها. و لكن كيف تحولت الحركة النسوية بعد ذلك لترفع سقف مطالبها، و تحولها تدريجيا إلى منظومة فكرية متكاملة، تتجاوز حدود المساواة الدستورية مع الرجل في الحقوق و الواجبات، و تتجاوز حدود الجغرافيا الغربية، لتصبح حركة عالمية تسعى إلى تغيير النظام الاجتماعي للبشرية و الهيمنة عليه؟

بحثًا عن القوة

تصاعد نشاط الحركة النسوية بصورة لافتة في النصف الثاني من القرن الماضي، و اتسعت دائرة مطالبها، و ازدادت قدراتها على تحقيقها، بهدف امتلاك جوانب القوة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تمكنها من المساواة مع الرجل، بعيدًا عن سلطة الدين أو العرف؛ فالنساء يمثلن نصف سكان الكرة الأرضية، و من حقهن مقاسمة الدور الذي يقوم به الرجل في الحياة، بل و تنحيته عن هذا الدور باعتبار ما سبق و قام به طيلة المرحلة السابقة من فجر التاريخ. و بالتالي ينبغي النظر إلى مطالب الحركة النسوية بعيدًا عن مقاصدها الظاهرية المخادعة المغلفة بالنبل و العدالة و المساواة، و لكن بوصفها ركائز أساسية لامتلاك أنواع القوة التي تمكنها من الهيمنة و فرض الإرادة، أيا كانت النتائج.

فمع انطلاق الموجة الثانية من النسوية مع ستينيات القرن الماضي، تمّت إعادة صياغة المطالب، و وضعها في أطر منهجية علمية تفصيلية، و تبعتها تحركات تدريجية واسعة لحمل المؤسسات الحكومية و المدنية و المؤسسات الدولية على تأييدها و تبنّيها، و على رأس هذه المطالب ما يأتي:

  1. المساواة بين الجنسين

لا تقف مطالب الحركة النسوية عند المساواة بين الجنسين، بمعناها البسيط، المتمثل في الحقوق و الواجبات الدستورية، و إنما يتسع مفهومها ليشمل مختلف جوانب الحياة، بصورة ندّية لم يسبق لها مثيل، و لم ترد في أدبيات و مطالب الموجات المبكرة للحركة النسوية، تحت شعار "دعونا نزيل التباين بين أدوار الجنسين من الأساس".
و من مجالات المساواة التي تطالب بها الحركة ما يأتي:

  • المساواة الكاملة على أساس النوع الاجتماعي، و ليس على أساس الاختلاف في الأعضاء التناسلية، فهذه ليس لها اعتبار.
  • المساواة في الفرص التعليمية في كافة المجالات من دون استثناء.
  • المساواة في العمل في كافة المجالات من دون استثناء.
  • المساواة الكاملة في الأجور و الامتيازات.
  • المساواة الكاملة في تفاصيل الحياة الأسرية من دون استثناء؛ في الميول الجنسية، و قرار الإنجاب من عدمه، و تربية الأطفال، و التناوب على أعمال البيت، و النشاط الاجتماعي، و غير ذلك من الأعمال المنزلية.
  • المساواة في الاستقلالية الاقتصادية، و امتلاك المرأة مصادر الدخل الخاصة بها، و تمتعها بالتصرف بها على النحو الذي يناسبها، و امتلاك الحسابات البنكية، و بطاقات الائتمان، و الاستقلالية في الشراء و البيع و المضاربة و القيام بكافة أنواع العمليات التجارية و الاستثمارية، و في التملك، و التفويض، و إبرام العقود و فسخها.
  • المساواة في السلوك الشخصي، و إقامة العلاقات، و التنقل، و ممارسة كافة الأنشطة في كافة الأوقات.
  • المساواة في حرية التعامل مع الجسد من دون حياء و من دون اعتبار للنوع الجنسي.
  • 2. تمكين المرأة

    أي تمكين المرأة من كافة المواقع القيادية في كافة المجالات و على جميع المستويات، على قدم المساواة مع الرجل، و من دون استثناء، في رأس الدولة،  ورئاسة الوزراء و البرلمانات و المؤسسات و الهيئات و المنظمات، في مجالس الإدارة، و الإدارة العامة، و الإدارة التنفيذية، في الجيش و الشرطة و السلك الدبلوماسي، و الطيران و الصناعة و الزراعة و التجارة و الاستثمار و التعليم و الصحة، و البناء و الطرق، و غيرها من المجالات. و تعتقد "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" أن إدخال المرأة في القيادة يساعد على حل الأزمات، و إحلال السلام، و تعزيز الاستقرار، و حماية المجتمعات المتضررة من تغييرات المناخ.

    3. إنهاء العنف و التمييز

    إنهاء العنف و التمييز الذي تعاني منه المرأة بكافة أشكاله، خاصة التمييز على أساس النوع الجنسي، و المطالبة بتمكين المرأة من ممارسة حقها في اختيار النوع الجنسي الذي تريده، و شريك الحياة الذي ينسجم مع ميولها الشهوانية، بغض النظر عن كونه ذكرا أو أنثى، و في هذا الإطار تدعم الحركة النسوية العالمية الاتجاهات النسوية المثلية، و تؤيد مطالبها، و توعية المجتمع بحقوقها، و ضرورة قبولها و التعايش معها، بل و تعمل بلا هوادة على سن القوانين و التشريعات التي تحميها من ردود أفعال الأفراد و المجتمعات الرافضة.

    4. هدم بناء النظام الأبوي و بناء النظام النسوي

    تعتقد الحركة النسوية أن المجتمع البشري خضع للنظام الأبوي الذي يديره الرجال منذ فجر التاريخ، و  أنه آن الأوان لتقويض هذا النظام الذي أذاق المرأة كافة أشكال الظلم و العنف و التمييز و الاضطهاد، و ملأ العالم اضطرابا و عدوانا و تقتيلا، و إحلال النظام "النسوي" مكانه، ليعم السلام و الاستقرار و يسود العدل و المساواة. و من أجل ذلك تنصح "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" النساء و الفتيات قبل الخروج من البيت بألا تنسى الكمامة و المفاتيح و المحفظة و الموبايل و قائمة تفكيك الأبوية التي تنص على ما يأتي:

    • ارفعي صوتك بالمساواة على أساس النوع.
    • تعرفي على حقوقك.
    • لتدعم إحدانا الأخرى.
    • مقاومة التصورات النمطية.
    • أوقفي الخجل من الجسم.
    • حاربي الذكورية السامة.
    • شاركي في عبء العمل.
    • لا تكوني متسامحة.
    • علّمي الجيل القادم.

    و في هذا السياق، قامت الهيئة بالترويج لمقولة رائدة النسوية الفرنسية و العالمية "سيمون دي بوفوار" (1908-1986)، بمناسبة ذكرى ميلادها الشهر الماضي، التي تقول فيها "ليست المسألة قيام النساء بنزع السلطة من الرجال، و لكنها بالتحديد تدمير ذلك المفهوم للقوة".

    5. عولمة النسوية بين الجنسين

    بالعمل على تعبئة النساء و الفتيات بصورة متواصلة، و عن طريق العديد من الأنشطة المتنوعة، لتبني مبادئ و أهداف الحركة، و نشرها و الترويج لها، و كسب المزيد من المؤيدين لها و المتعاطفين و المتفاعلين معها. و تغرّد هيئة الأمم المتحدة للمرأة في 23 يناير/كانون الثاني الماضي قائلة "علموا أطفالكم النسوية". و كذلك العمل على تعبئة الرجال و الشباب و الفتيان لمناصرة الحركة النسوية، و تبني أفكارها و قيمها و سلوكياتها، و الوقوف إلى جانبها و مساعدتها على تحقيق أهدافها، و التكامل مع المرأة على تنشئة الأجيال القادمة على هذه الأفكار و القيم و السلوكيات.

    و مع مرور السنوات، و تعاقب الموجات النسوية، توالت النجاحات و المكتسبات و الإنجازات، و بدأت الحركة النسوية العالمية تتطلع إلى اليوم القريب القادم الذي تمتلك فيه أسباب القوة، وصولا إلى قيادة العالم. و إجابة عن السؤال الذي طرحناه في بداية المقال، و معرفة من الذي وقف وراء هذا التحول في مطالب النسوية، و الأسس الفكرية التي انطلقت منها، بحثنا مرارا و تكرارا في بحور المعرفة و المعلومات إلى أن تمكنا من الوقوف على ذلك، مما لم يكن يخطر على بال، و هو ما سنتناوله في مقالنا القادم بإذن الله.

  • الرابط : https://www.aljazeera.net/opinions/2022/2/15/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9
قراءة 544 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022 09:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث