قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 25 شباط/فبراير 2022 12:25

غُرُوبٌ بِلَوْنِ الْحِنَّاءِ

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(3 أصوات)
اِتِّخَاذَ الْقَرَارِ تَبعَا لِلْهَوَى أَوْ عَلَى أَسَاسٍ عَاطِفِيٍّ غَالِبًا مَا يَكُونُ قَرَارًا خَاطِئًا.
قَدْ يُلَوِّحُ الزَّمَانُ بِأَنَّهُ عَصِيٌّ، وَ يُدْخِلُنَا فِي مَتَاهَةٍ وَ حُمْقِ قَرَارَاتِنَا..
قَرَارَاتٍ عَشْوَائِيَّةِ فَوْضَوِيَّةٍ، تَبعَا لِعَاطِفَةٍ كَاذِبَةٍ، بِعِيدَة عَنِ الْيَقِينِ، مِثْلَ إِلْقَاءِ النَّفْسِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فِيهَا الْكَثِيرَ مِنَ الْآلَاَمِ وَ عَدَمِ الْإِدْرَاكِ، وَ قَدْ تَتَّسِمُ بِالتَّفَاهَةِ، مِثْلُهَا كَمِثْلُ اِلْتِقَاطِ صُورٍ سَخِيفَةِ لِحَيَاةٍ مَضَتْ، أَوْ مَاضٍ فِيهِ الْكَثِيرُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّدَمِ.
يَوْمٌ جَمِيل نَتَطَلَّعُ نَحْنُ إِلَيْهِ، بَهجَةُ وَقْت الْغُرُوبِ بِاللَّوْنِ الْأحْمَرِ..
* أَحمرٌ كَلَوْنِ الْحِنَّاءِ*، لَا شِيَةَ فِيهِ...
لَوْنَا نَخْتَارُهُ وَ لَا يَخْتَارُنَا، فِيهِ الْكَثِيرَ مِنَ الْعَبقِ، وَ الْكَثِير مِنَ الصَّفَاءِ وَ النُقَاءِ وَ رَاحَةِ النَّفْسِ وَ الضَّمِيرِ.
إن الْمَكْسَبَ الرَّخِيصُ عِنْدَ اِتِّخَاذِ قَرَارٍ بِلَا دِرَاسَةٍ، وَ تَبعَا لِهَوَى النَّفْسِ، عَنْدَمَا تَسَيْطُرٍ عَلَيْهِ الْعَاطِفَةَ هُوَ* كُنْتُ أَظُنُّ وَ أَتَوَقَّعُ*، متناسيا أَنَّ كُلَّ تَوَقُّعٍ غَيَّرَ مَدْرُوسٍ سَيَحْتَمِلُ الْخَطَأَ أَوِ اللَّغْطَ فِي كَثِيرِ مِنَ النَّوَّاحِيِّ.
كُلُّ أُمَرِّئ يَتَصَوَّرُ نَفْسهُ قَدْ مَلَكَ الْحِكْمَةَ، وَ أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ تَصْدِيرُهَا إِلَى الآخرين، وَ أَنَّ عَلَيْهُمْ أَنْ يَتَقَبَّلُوا تِلْكَ الْحِكْمَةَ أَوْ ذَاكَ الرَّأْي وَ ذَاكَ الْقَوْلُ، فهُوَ أحْمَق!!
حُبُّ السُّلْطَةِ وَ السَّيْطَرَةِ هُوَ نَقِيضُ الرَّحْمَةِ وَ التَّسَامُحِ، خَطَّانِ مُتَوَازِيَانِ لَا يَلْتَقِيَانِ، فَإِنْ طَغَى حُبُّ السُّلْطَةِ وَ السَّيْطَرَةِ مَاتَ حُبُّ الرَّحْمَةِ وَ التَّسَامُحِ، وَ عِنْدَهَا سَيُمْحَقُ صَوْتُ الضَّمِيرِ فِي عَقْلِ الْمَرْءِ، وَ لَا غرَابَةٌ فِي تَكْرَارِ الذَّنْبِ، فَهُوَ الطاغي، وَ عِنْدَهَا لَا يَبْقَى غَيْرَ الذَّنْبِ وَ الْكَثِيرِ مِنَ الْمُبَرِّرَاتِ الْوَاهِيَةِ.
الْكَثِيرُ يَعِيشُ فِي الْوَهْمِ، قَدْ يَكُونُ قَسْرًا وَ قَدْ يَكُونُ طَوْعَا، وَ كِلَاهُمَا كَمَرْهَمٍ سحرِيٍّ، يَجْعَلُ الْمَرْءُ يَنْعَمُ بِهُدُوءِ أَمْسِهِ، وَ سَيْطَرَةَ حَاضِرِهِ، بَلْ إِنَّ كِلَاهُمَا يقَودُ إِلَى الشُّعُورِ بِجُنُونِ الْعَظْمَةِ، وَ الْفَوَقِيَّةُ عَلَى الآخرين.
بَعْضُ الْبَشَرِ يَتَقَمَّصُونَ شَخْصِيَاتٍ لَا تَمُتُّ إِلَى وَاقِعِهِمْ بِصِلَةٍ، ثُمَّ لَا يَلْبَثُونَ يَتَقَوْقَعُونَ فِيهَا نَاسَيْنِ شَخْصِيَاتِهِمِ الْحَقِيقِيَّةَ، وَ أَصْبَحُوا سُجَنَاءً فِيهَا، وَ لَا يَلْبَثُونَ يَخْتَفُونَ خَلْفَ أَسْوَارِهَا حَتَّى لَا يَبْزُغُ لهم فَجْرٌ بَعْدَهَا.
* أَلَيْسَ الْبَشَرُ هُمْ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الظَّوَاهِرَ و لَا يَكُونُونَ فِي الْفَرَاغِ؟ أَلَيْسُوا نِتَاجَا لما يَصْنَعُونَهُ فَيَكُونُونَ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخِرِ ذوات الظَّوَاهِرَ وَ مَوْضُوعَاتِهَا فِي آنَ*
الْهَوِيَّةُ مُبْهَمَةٌ، لَا أحَدٌ يُظْهِرُ مَا بِدَاخِلِهِ لِأَنَّ الْكَلَّ يَخَاف! نَعَمْ يَخَافُ مِنْ فِكْرَةِ الرَّفْضِ أَوِ الْاِسْتِخْفَاف!! لَكِن فِي الْيَوْمِ الَّذِي سَيَقِفُ الْمَرْءُ فِيهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ لِيَتَحَدَّثْ عَنْ فِكْرَةِ عَبَثِيَّةٍ أَوْ لِيَصُفْ مَشْهَدًا سَخِيفَا أَوْ يَصْمُتْ بِسَبَبِ التَّلَعْثُمِ، أَوْ يَصْرُخُ مَنِ التَّعَبِ أَوِ التَّهَوُّرِ فِي الْحَديثِ عِنْدَهَا سَتَكُونُ الْحَقِيقَةُ:
* نَحْنُ نَتَعَايَشُ مَعَ تَنَاقُضَاتِنَا و اضدادنا وَ مَخَاوِفَنَا*.
انَّ التَّفْكِيرَ الْعَمِيقَ قَبْلَ اِتِّخَاذِ الْقَرَارِ بَعيدَا عَنِ الْعَاطِفَةِ وَ اِتِّبَاعِ هَوَى النَّفْسِ هُوَ الْخَطْوَةُ الاولى نَحْوَ حِكْمَةِ التَّمْحيصِ فِي تَبِعَاتِ هَذَا الْقَرَارِ..
بَعْدَهَا يَكُونُ الشُّعُورُ هُوَ مُرْشِدُنَا إِذَا اِتَّفَقَ الْعَقْلُ وَ الْقَلْبُ، بَعيدَا عَنِ الْمُغَالَاةِ فِي الْخَوْفِ وَ الشُّعُورِ بِالْهِسْتِيريَا مِنَ الْوَقَائِعِ وَ النَّتَائِجِ.
انَّ الْعَلَاَّقَةَ الْوَطِيدَةَ بَيْنَ الْعَقْلِ وَ الْقَلْبِ فِي حَالِ اِتَّفَقَا عَلَى اِتِّخَاذِ قَرَارِ وَاحِدِ وَ كَانَا عَلَى نَفْسُ الْوَتِيرَةِ حَرِّيّةً أَنْ تَخْلقَ الدِّفْءَ حَيْثُمَا تُوجَدُ الْبرودَةُ..
وَ تَخْلقُ الْجَمَالَ حَيْثُمَا يُوجَدُ الْقُبْحُ.. وَ تُؤَدِّي بِشَكْلِهَا الْاِنْبِسَاطِيِّ الى مَهَارَاتٍ اِجْتِمَاعِيَّةٍ فِي الْحَثِّ و الاقناع وَ بِنَاءِ جَسُورَا بَيْنَ الْبَشَرِ، مِمَّا يُؤَدِّي بِالتَّأْكِيدِ الى السَّعَادَةَ الْحَقِيقِيَّةَ، كَسَعَادَتِنَا بِتَشَكُّلِ أَلْوَانِ الْغُرُوبِ بِلَوْنِ الْحِنَّاءِ الْأحْمَرِ الْمُبْهِجِ لِلْعَيْنِ وَ الشَّارِحِ لِلصَّدْرِ.
وَ مَا عَدَا ذَلِكَ مَحْضِ هُرَاءٍ! فالْوَلِيدُ لَا يُشْبِهُ أحَدًا، إِنَّهُ مُجَرَّدُ رَضيعِ، كُومَةَ لَحْمٍ تُصدرُ أصواتاً غَيْرَ مَفْهُومَةٍ، هَكَذَا قَدْ كَانَ او هَكَذَا قَدْ يَكُونُ، وَ هَكَذَا سَوْفَ نَكُونُ إِن بَقِينَا نَتَمَسَّكُ بقرارت مَصِيرِيَّةٍ بِهَمَجِيَّةٍ وَ دِيكْتَاتُورِيَّةٍ دُونَ تَخْطِيطٍ!!
قراءة 652 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 02 آذار/مارس 2022 07:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث