قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 14 آب/أغسطس 2022 19:04

من منطلقات العلاقات الشرق و الغرب (العلمنة - تغييب النصوص)

كتبه  أ. د. علي بن إبراهيم النملة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يمر على الأمة حينٌ من الدهر تُضحي فيه نهبًا للآخر، بأي شكل من أشكال النهب السياسي و الاقتصادي و العسكري و الديني و الثقافي، و تكون في هذا مسلوبة الإرادة، مغلوبة على أمرها، لا تستطيع دفاعًا عن نفسها، فيتقلص نفوذها، و يضمحل تأثيرها، و يهرب منها أبناؤها باحثين عن فكر الآخر و ثقافته، على اعتبار أن المغلوب - على رأي عبد الرحمن بن خلدون - يتبع الغالب، و الأمة حينها مغلوبةٌ على أمرها[1].

من أخطر أنواع النهب: أن تنهب الأمة في دينها الذي هو منبع ثقافتها، فيفرض عليها من الغالب أن تحور في دينها، ليس مباشرةً، و لكن بإغفال ترديد النصوص التي تبين حقيقة الآخر (غير المسلمين)، الحقيقة التي نزل بها الوحي، و لا يمكن أن تكون مقصورة على زمان أو مكان، بل هي ملازمة لهذا الآخر، و الإيمان بها جزء من الإيمان بهذا الدين، و هي تدخل في أصل الاعتقاد.

إغفال النصوص التي تبين هذه الحقيقة فيه تدخل في المعتقد، و تغييب لأصل من أصوله، مما يؤثر على الإيمان، فيؤدي إلى الموالاة، في الوقت الذي تدعو فيه النصوص إلى البراءة من الآخر، إذا انطبق عليه ما ينطبق على ما يجب البراء منه.

الذي يبدو أن مفهوم البراء نفسه غير واضح في أذهان بعض الذين يثيرونه بين الفينة و الأخرى، مما أدى إلى الدعوة إلى تناسي النصوص التي تؤكد عليه و التغافل عنها؛ ذلك أن البراء لا يشمل - فيما يبدو - المقاطعة بكل أشكالها، و إعلان الحرب على الآخر و رفضه باسم البراء أو بحجة البراء.

الذي يظهر - كذلك - أن مصطلح الولاء و البراء لم يتم التركيز عليه بهذه الصورة و بهذه القوة على الساحة الإسلامية إلا في الآونة الأخيرة، و بنبرة سياسية، و إن كان المسلمون يرددون آيات الولاء و البراء، لا سيما في مطلع سورة التوبة منذ زمن غير قصير[2]،و هذا أمر يحتاج إلى بحث؛ إذ إنه لا يطرح على أنه من المسلمات، و هناك محاولات لتغييب مثل هذه النصوص.

لم يقتصر العمل في تغييب النصوص على هذا الجانب، بل إن هناك أصلًا لدى الآخر بتغييب تلك النصوص التي تتعلق بزرع دولة يهودية في قلب الأمة، و أصبح كثير منا الآن يدعوها إسرائيل، و هناك رغبة - كذلك - في تغييب النصوص التي تتحدث عن اليهود عمومًا، و النصوص التي تتحدث عن اليهود لا تتحدث عنهم بإيجابية؛ و لذا تظهر الدعوة إلى تغييبها كلها.

السؤال المطروح هنا يتعلق بمدى جدوى تغييب النصوص و مدى نجاح هذا التغييب، ما دام له علاقة مباشرة و قوية بأصل الاعتقاد الوارد لدى المسلمين بالذكر، و يؤمن المسلمون جازمين أن الذكر محفوظ، و حفظه يعني فيما يعني تطبيقه على الواقع ؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

اللوم كله لا يقع على الآخر الذي يحاول هذه المحاولات في تغييب النصوص؛ لأنه بذلك يدافع عن وجوده الذي لا يقوم إلا بتغييب كل النصوص، و إنما ينصبُّ اللوم جلُّه على أولئك الذين يستجيبون لهذه المحاولات، و ينصبُّ على لوم أهل الزمان الذين وصلوا في حين من الزمان إلى أن يكونوا أداةً تغيَّب بها النصوص، و هو زمان لن يدوم طويلًا، و لكنها مرحلة من المراحل التي تمر بها الأمة، و قد مرت بها من قبل، و هي الآن تحاول الخروج منها، مع ما يتطلبه الخروج من تمحيص يقتضي هذا الوضع الذي نحن فيه على مختلف الصعد.

هذه دعوة إلى إدراك هذه النقطة المهمة المتعلقة بمحاولات تغييب النصوص، في الوقت الذي نسعى فيه إلى التنبيه إلى هذه المحاولات، و نؤكد على خطورتها، و نعمل على إيقافها في دور التربية و المراكز الفكرية و الأدبية، و غيرها من بيوت الحكمة التي تتعامل مع العقل.



[1] انظر في النهب الاقتصادي والسياسي: جان زيجلر،سادة العالم الجدد: العولمة، النهابون، المرتزقة، الفجر - مرجع سابق - ص 304.

[2] انظر: محمد بن سعيد بن سالم القحطاني،الولاء و البراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السلف - مرجع سابق - ص 476.

قراءة 516 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 17 آب/أغسطس 2022 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث