قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 19 كانون1/ديسمبر 2022 09:24

صدى الحياة

كتبه  الأستاذ خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:

يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة و همومها.. سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة، و أثناء سيرهما، تعثر الغلام في مشيته و سقط على ركبته فصرخ على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل:  آآآآه

نسي الغلام الألم، و سارع في دهشةٍ سائلاً عن مصدر الصوت: من أنت؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: من أنت؟

انزعج الفتى من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟ و مرة أخرى لم يكن الرد إلا بنفس الجفاء و الحدة: بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الغلام صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب، فصاح غاضباً: "أنت جبان" و بنفس القوة يجيء الرد: "أنت جبان".

و قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تمالك الابن أعصابه و ترك المجال لأبيه لإدارة الموقف.. لقد أدرك الصغير أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه.

تعامل -الأب كعادته- بحكمة مع الحدث، و طلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة، و صاح في الوادي: "إني أحترمك"  كان الجواب من جنس القول كالعادة، و جاء بنفس نغمة الوقار: "إني أحترمك".. تعجب الغلام من تغير لهجة المجيب، و لكن الأب أكمل المساجلة قائلاً: " كم أنت رائع" فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية: " كم أنت رائع".

ذهل الغلام مما سمع، و لم يفهم سر التحول في الجواب، و لذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية.. علق الأب الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة قائلا: "أي بني: نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى).. لكنها في الواقع هي الحياة بعينها.. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها.. و لا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها... الحياة مرآة أعمالك و صدى أقوالك.

أي بني: هذه سنة الله تعالى التي تنطبق على شتى مجالات الحياة، و هذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة.. إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت و ستحصد ما زرعت.

يقول عالم النفس الإرشادي «روجرز» -رائد الحركة الإنسانية في علم النفس-: "إن الناس قادرون على ضبط حياتهم، و توجيه سلوكهم، و اتخاذ قراراتهم، و التخطيط لمستقبلهم، و هم يحملون بداخلهم بذور سعادتهم، و هم ليسوا عبيداً للظروف البيئية، و لا رهائن للنزاعات الجنسية  العدوانية، و هم مسئولون أمام ذواتهم، و لا يحق لهم أن يلوموا إلا أنفسهم".

قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}[المدثر:38] {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . وَ أَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى}(النجم: 38-40).

الطريق من هنا:

-       فكر في نفسك، و في محيطك، و في عملك، و في نقاط ضعفك، و في نقاط قوتك، و في إمكانية تطوير مواهبك، و في السبل الكفيلة لنجاحك، و في تطوير أعمالك، و ترميم إنجازاتك.

-       قم بعمل دراسة وافية لكافة المعارف و المهارات و الإمكانيات التي تحتاجها للقيام بعمل ما و النجاح فيه، و طبق هذه الدراسة بجميع طرقها و إستراتيجيتها، و بالتالي سترفع من احتمالات نجاحك في هذا العمل بإذن الله تعالى.

-       أي شيء تريده في الحياة مهما كان شاقاً و صعب المنال تأكد أن بإمكانك الحصول عليه إن شاء الله تعالى .. فقط قم بكل شيء ممكن لتزيد من احتمالات الوصول إليه، و مهما يكن من ضآلة تأثير ما تقوم به من أمور، فقد يشكل هذا فارقاً في المستقبل لنجاحك أو إخفاقك في الحصول على ما تريد.

-       نظم حياتك و لا تجعل منها عرضة للعشوائية و التخبط، ضع خطة لمسيرتك، و نظام تمشى عليه لترفع من احتمالات بلوغك لأهدافك إلى الحد الأقصى. حدد أهدافك و كيف يمكنك بلوغها، و ما الأشياء و الأشخاص و الأحداث التي تحتاجها لإحكام السيطرة الكاملة على كل جزء من حياتك.. لا تترك أي شيء للمصادفة، استخدم إمكانياتك الكاملة، و اصنع واقع حياتك بنفسك.

-       سر على نفس طريق الناجحين أو كما يقولون عنهم «المحظوظين» و أفعل ما يفعلوه و اتبع خطواتهم و استفد من خبراتهم و آرائهم لتحصل على النتائج ذاتها بإذن الله تعالى  .

-       أعمل ما تحب، و اختر من الأعمال ما يتناسب مع قدراتك و إمكانياتك و مواهبك الفطرية، و لا تقوم بمهام تعجزك ثم ترجو منها نتائج جيدة .. دوماً اجعل مدخلاتك صحيحة لتحصل على النتائج المرغوبة أو المخرجات الصحيحة. زد دوماً من تحسين مقدار إنجازك فيما تريد النجاح فيه من أعمال فتصبح المحصلة النهائية نتيجة لعملك و ليس ضربة حظ. و تذكر دائماً أن الله سبحانه و تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.

من وعاء الحكمة:

- لا يهم أين أنت الآن، و لكن المهم إلى أين تتجه في هذه اللحظة.

- قبل أن تتمكن من استغلال طاقاتك و إمكانياتك، يجب أن تحدد أولاً ما هي هذه الطاقات و الإمكانيات.. (مايكل جوردن).

- خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح، على أن يكون غزالا في الطريق الخطأ.

- الأيادي المنقوشة بالحناء لا تستطيع إدارة الرحى.

- ليس للذل دولة، و ليس للعبيد وطن.

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين

الرابط : https://midad.com/article/206138/%D8%B5%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9

قراءة 431 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 كانون1/ديسمبر 2022 07:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث