قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 07 شباط/فبراير 2023 09:03

التربية الجمالية في الإسلام

كتبه  الأستاذ صفاء الدين محمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قبل الحديث عن أسس التربية الجمالية في الإسلام، تجدر الإشارة إلى توضيح معنى التربية الجمالية حتى يتسنى لنا التعرف على الهدف الذي ينشده الإسلام من وراء هذا النوع من أنواع التربية.

فالتربية الجمالية تعبير يقصد به الجانب التربوي الذي يرقق وجدان الفرد و شعوره، و يجعله مرهف الحس، مدركًا للذوق و الجمال، فيبعث ذلك في نفسه السرور و الارتياح، و يرتقى وجدانه، و تتهذب انفعالاته، و كل هذا يساعد على قوة الإرادة، و صحة العزيمة.

و لعل الثمرة التي تنتجها شجرة الجمال في الإسلام، يحتاج إليها المسلم في شؤون حياته العامة و الخاصة، لأنها تكسبه القدرة على الإبداع في العمل، و الاتقان في الصنعة.

و يمكن القول بأنه كي يستطيع الأفراد الإبداع في ميدان الصناعة و البناء لابد من التربية الجمالية، أو تكوين احساس جمالي عندهم، لأنه كلما زاد الاحساس الجمالي عندهم زادت قدرتهم في الإبداع الجمالي.

و فى ضوء ما تقدم نخلص إلى أن التربية الجمالية الإسلامية تقيم علاقة وثيقة بين الإنسان و الكون تقوم على التعاطف و الحب و الرحمة، و كذلك التكافل الحميم الذي يؤكد روح الود و الانسجام بين كل منهما.

أسس التربية الجمالية في الإسلام

حظى الإسلام بأسس التربية الجمالية منذ الوهلة الأولى التي خاطب فيها الكيان البشرى بلسان عربي مبين، و تجلت كلماته بشحنات وجدانية خاصة و قدرة على استثارة الصور الخيالية و المعاني القيمة.

و عندما نزل الوحي الإسلامى عربيًّا يبث في الكلمة العربية اعجازًا الهياً وتحولت الكلمات الى نوافذ تكشف المفاهيم الكامنة صورة و معنى و خيالاً.

فكلمة الله جل جلاله أو لا إله إلا الله أو ليس كمثله شيء ليست كلمات تبعث معنى فحسب، بل هي تكشف طريقًا لا نهائيًّا للسير خلاله بواسطة الحدس مرتقيًّا من اللفظ إلى المعنى، و من التجريد إلى القيمة، بحيث يكون شكل الكلمة الجمالي في خدمة مضمونها الروحي.

و هذا الأسلوب الفني المنزل من قبل الله سبحانه و تعالى، يؤكد أن الإسلام منهج تربوي جاء ليهدي النفس كمالاتها عن طريق إحدى أنواع التربية التي جاء بها، و هى التربية الجمالية التي جاءت في الإسلام على طريقين هما:

1- طريقة التأمل في المخلوقات تمثيليًّا

و يقصد بذلك دعوة القرآن الكريم للنظر و التدبر في آيات الكون  و مفردات الطبيعة و الانفعال بها، لأن ذلك يربى عند الانسان شعورًا جماليًّا يتمثل في الانسجام الدافئ بينه و بين الطبيعة، و يقوده – من خلال جمالها – إلى معرفة جلال الله تعالى و من خلال تنوعها إلى إدراك وحدانيته سبحانه.

و هناك كثير من الآيات القرآنية تسعى إلى توضيح كل الأشياء التي تصب في نظام واحد يفضي بالجمال إلى الجلال.

فقد يكشف جمال قوقعة صغيرة، أو جمال طير رقيق من جلال الله و عظمة خلقة، و هذا ما يجب أن يعيه المصور المسلم حتى يمكنه أن يتدبر الجمال في فلك الجلال، و أن يجعل من الأول جسر عبور إلى الثاني حتى تصبح الجماليات بحسب المنهج الإسلامى الحقيقي موضوعًا لمستوى آخر من الإدراك أدق و أعلى إلى تحويلها من الجمال إلى الجلال بالانتقال من الحسي إلى الوجداني.

و الانتقال من الحسي إلى الوجداني توجيه يخاطب النزعة الجمالية في الإنسان و يذكى روحها و يقوى أعضائها فهو بمثابة التربة الخصبة التي يمد بزورها بما يؤهلها للإنبات و النمو حتى تصبح أشجار ذات ثمار يانعة.

2- طريقة تأمل الموجودات تجريديًّا

و يقصد بذلك قراءة آيات الكون من منظور عقلي معنوي للمعاني و القيم المجردة التي تستتر خلف المحسوسات و غير المحسوسات.

و هي قراءة جادة و نافذه يسمو فيها الإسلام بملكات العقل، و يرقق بها مشاعر و وجدان الكائن البشرى ليتحسن صور الجمال المختلفة و المتنوعة فيما حول هذه الآيات.

و يمكن القول – في ضوء ما سبق – إن الرؤية الإسلامية للقيمة الجمالية رؤية خصبة و حيوية، الأمر الذى يؤدى – بالضرورة إلى ثراء و تنوع الخبرة الجمالية “فهناك طرق متعددة للإدراك الحسي و المعنوي، و التعبيري و الحدسي – تجسد الخبرة الجمالية التي تحرص على أن تخاطب الناس على قدر عقولهم، و على اختلاف مشاربهم و ميولهم، أو احساسهم أو ثقافتهم، فتضمن الخبرة بدورها ضربًا تربويًّا للارتقاء بالنفس المتلقية من مستوى إلى آخر، و كذلك بعدًا جدليًّا للحقيقة يمارسه المتلقي بين وجهيها التمثيلي و التجريدي، الكمي و الكيفي، الحسي و المعنوي، الانفعالي و الحدسي.

و هذا يجعلنا نقرر أن الجمال في الرؤية الإسلامية هو “تدريب للذات على الترقي من المحسوس إلى المجرد، و من المتناهي إلى اللامتناهي، و من الجميل الفيزيقي إلى الجليل الميتافيزيقي."

و هذا التنوع في النظرة التأملية التي دعا إليها الإسلام من خلال إحدى صور منهجه التربوي تستجيب له الفطرة الإنسانية و تهش له، و تسعد به النفس و تسكن إليه، لأنه – التنوع – يقضى على الالف و العادة اللذان يفسدان التطلع إلى التذوق بالجمال و التمتع به، و هذا يؤدى الى تبلد المشاعر و الأحاسيس، و من ثم جاء الإسلام بهذا المنهج المتميز من التربية الجمالية.

الهوامش

  • أضواء على التربية في الإسلام، لعلى القاضي، دار الانصار، القاهرة، 1979 م، صـ60.
  • فلسفة فن التصوير الإسلامى، لوفاء إبراهيم، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1992 ص: 25.
  • الرابط : https://hiragate.com/22427/
قراءة 372 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 شباط/فبراير 2023 08:08

أضف تعليق


كود امني
تحديث