قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 25 آذار/مارس 2023 07:47

الضمير لا عمق ديني له؟!

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لنبدأ بتساؤل: أليس الضمير هو المسرح الرئيس للفضيلة، و يؤدي فيه المرء دوره؟
بكل تأكيد هو كذلك، و لكن ماذا لو لم يحكمه معتقد ديني هل سيؤدي عمله بنفس الفاعلية؟!
لا يوجد ما يسمى ضميرا منعزلا مآله الفوضى اللاأخلاقية، و لكن يوجد ضمير مستنير يستقي أحكامه من معتقد ديني راسخ يمنع هذه الفوضى.. ضمير يبقى حيا حتى و إن تقلبت الظروف لكن جوهره ثابت كالجبال.
إن الضمير الأخلاقي و الفطري يستند بالدرجة الأولى على الضمير الديني؛ فالأعمال التي تُرتكب (أو تهمل) فيما يتعلق بأوامر الضمير غير المستند على أوامر النهي عن كل ما هو مبتذل لها تأثير حتمي على ضمائر الآخرين. و بالطبع فإن حقوق أي فرد لا يمكن أن تمتد إلى ما لا نهاية دون أن تتصادم مع حقوق الآخرين من ذوي الميول العلمانية المعارضة التي تقلب الحقيقة – الضمير الديني يستند على الضمير الأخلاقي و ليس العكس-، مما يؤدي إلى خلق صراع في المجتمع ككل.
إن النفس السوية  تأنس  في نفس توافقها بالفكر و الطبع والغايات و القيم التي هي أساسا مستندة على الوازع الديني...تأنس بمن يطرق باب الضمير و الروح ترتجف و النبض بها ينتظم، وعندها ستمتد مبادئ الضمير الديني المتمثل أخلاقيا و فطريا من نطاق السلوك الخاص إلى نطاق السلوك العام في المجتمع عن طريق الموازنة بين الحد الأدنى من احتياجات الحرية الفردية المقننة مع احترام مسؤولية كل مجتمع (بما في ذلك المجتمعات الأخرى و هو ما حث عليه الإسلام ) تجاه حماية الصالح الجماعي لأفراد المجتمع الواحد المسلم﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[ آل عمران: 19] هو دين واحد منذ آدم الى يومنا هذا.
إن غاية المرء من طبيعة العلاقات في أي مجتمع هي أن يحسّ بأنه مرئي، ملموس، مرغوب و حضوره فارِق، أن تغمره المحبة، و أن يُقبل كما هو بلا رتوش أو زينة و أن يحيا بكرامة و عدل و أمان، و هذا ما ينادي به الإسلام، و لطالما نادى به "أن يكون المرء إنسانا و ليس مسخا ".
إن ذلك التكوين المتكسّر "الضمير" حين الشفق، ستشتم منه رائحة النار، و الريح التي تعصفُ بالكلمات المقهورة و تُحيلها رمادا نلملمه فلا بالخبز نحظى على مائدة الغد و لا بالحياة إن لم يُروَّضْ، و سوف نهيم في التماس قبلة ضبابية لا معالم واضحة لها، مجرد إغواءُ شفيرٍ و حديقةٍ بلا حدود، تحفها الورود و لكن النهاياتِ عصيّة!!
لا لون لهم، كأنهم خلقوا من دون جلد أولئك الذين يعيشون الخيال دوما على هامش الحقيقة، أولئك الذين يتبنون تلك الأفكار المستوحاة ممن لا وازع ديني و لا عقدي لهم، سيفنى العمر و نحن كذلك، فهل يستطيعون منع الماء من التسرب من بين الأصابع؟ لماذا تبقى العيون مطفأة لا ترى الحقيقة ليعيشوا الواقع؟!
فرق كبير بين الثراء المادي و الثراء الروحي، و تغلب هوس النوع الأول هو سبب سعي الناس وراءه في محاولة لتجنب الفقر بغض النظر إن كان الأسلوب أخلاقيا أم لا، و لكن لأجل رغباتهم في أن يلاحظهم الآخرون و أن يحترموهم و يتعاطفوا معهم و يقروا مسلكهم أهملوا و نسوا و مع نقص الوازع الديني، و غياب الضمير الأخلاقي المرتكز على العمق الديني يسعون وراء الحصول على كل الامتيازات الناجمة و الممكنة عن الثراء المادي.. إنها الخيلاء لا الراحة و لا اللذة تلك التي تعنينا، كأنهم خلقوا من دون جلد.. لا لون لهم.

قراءة 411 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 29 آذار/مارس 2023 08:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث