(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 05 نيسان/أبريل 2014 23:37

هل وحدها ترحل الأجساد؟!

كتبه  الدكتور خاطر الشافعي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نسمع كلمة "الرحيل"، أننا أمام حالة افتقاد أو مُغادرة شخصٍ ما أو مجموعة من الأشخاص، فهل وحدها ترحل الأجساد؟!

أمرٌ بديهي أن يكون تفكيرنا في كلمة "الرحيل" مرتبطًا بالغياب المادي، و لكن ثمة معانٍ كثيرة ستَنبثِق من رحِمِ الكلمة لو نظرنا إليها من منظور آخر.

إن مُعطيات ما يَحدث الآن على الأرض يَخلق آفاقًا أرحب لمعاني الكلمات؛ إذ لم يعد الرحيل مقتصرًا على الأشخاص، بل تعداها إلى المعاني و القِيَم، فنظرة بسيطة جدًّا حولنا ستخبرنا عن الكم الهائل من الصفات و المعاني و المبادئ الجميلة الراحلة.

و الغريب أننا ندَّعي التقدم و الرقي بمرور الزمن، و نمضي على قدمٍ وساق في طريق الرحيل لمعانٍ كثيرة، و إلا فأين نجد قيم العدل و الحق و الوفاء و الإخلاص و الأخلاق الفاضلة؟!

و كم من المفردات الجميلة رحل وسط زحام ما حلَّ من مفردات كثيرة تعودتْها الأذن، و مشاهدَ تعودتها العين، و نحن نرى ما هو كائن من ظلمٍ و غدرٍ و خيانة و كذب و غشٍّ و تدليس، و كافة أشكال الافتقار البشري للقيَم التي اختصَّ بها الله جِنسنا بالعقل و الحكمة، فادَّعينا الرقي، مع أن نظرة إلى المخلوقات الأخرى بفِطرتها، تضعنا موضع اتهامٍ و تقصير، بعدما رحلت عن عالمنا المعاني الفاضلة، فهل حقًّا رحلَتِ المعاني الفاضلة؟!

محزنٌ جدًّا أن ترحل المعاني الفاضلة، و بات الباحث عنها و كأنه يبحَث عن المستحيل في جوٍّ يجبر القابض عليها على الشعور بالغربة؛ فهل نحن نعيش زمن المعاني المستحيلة؟!

مِن المخجل أن ندَّعي التقدم و الرقي ونحن نَسير على مُنحدَرِ القِيَم بأقصى سرعة، فرحلت المبادئ التي عليها قامت الأمم و شيدت الممالك!

عن أي تقدُّمٍ نتحدَّث و قد قلَّ الصالحون و المُصلحون، و زاد الفاسِدون و المفسدون؟!

عن أي تقدم نتحدث و نحن نرى نشرات الأخبار تتصدَّرها مشاهد الدم و القهر و التنكيل و الجَبروت؟!

عن أي تقدُّم نتحدَّث و نحن نرى الصدارة للجلاَّدين، و لا حظَّ للمَظلومين؟!

عن أي تقدُّم نتحدَّث و نحن نرى سيرك الزيف، و نسمع تصفيق الأفَّاكين الكاذبين؟!

عن أي تقدُّم نتحدَّث ونحن نرى "المثاليَّة" قد خُرِقَ ثوبها في "وصلة رقص" قميئة ضجَّت منها و اشتكت "أمهات" المبادئ و القِيَم و الأخلاق؟!

نحن حقًّا نعيش "عصر الرحيل"؟
رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/Culture/0/68619/#ixzz2y3HBttsy

قراءة 1479 مرات آخر تعديل على الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 07:43