(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 22 آذار/مارس 2014 19:42

هــن السبب !! هموم الشباب

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(3 أصوات)

امتطيت الحافلة عائدا من العمل، فجلست بإزاء شاب يضع محفظة أوراق في حجره و يمسك بيديه هاتفا، مكبا على لعبة فيه، و كان يظهر عليه الغضب و الانزعاج.... ففكرت في أن اسبر أغواره، و أعرف ما وراء الأكمة، لعلي أسرّي عنه، و بعد دردشة لطيفة عرفت سبب غضبه، و هو أنه لم ينجح في مسابقة الأساتذة الأخيرة، و السبب في رأيه لخصه بالقول " هن السبب"، فكان هذا الحوار بعد أن نقلته من عربيته إلى عربيتنا.

قال رفيقي في السفر: تخيّل أنّ نسبة الذكور المتقدمين للمسابقة في ولايتنا لم تتجاوز 15% ، و مع ذلك نسبة نجاحهم لم تتعدّ 07% ! قلت :لعل شروط المسابقة لم تتوفر فيهم و حازتها الفتيات ؟

قال: - و الغضب يعلو محياه – كلا ! إن الممتحنين يفضلون الفتيات لأسباب شخصية و أخرى سياسيّة !... لقد تحولت الذكورة فينا إلى لعنة، فبسببها تفضّل علينا زميلاتنا خاصة الجميلات، و بسببها نؤخّر عن العمل عامين على الأقل جبرا؛ بسبب الخدمة الوطنية، لست ضد خدمة الوطن؛ و لكني ضد قصرها على أبناء الفقراء و من لا جاه لهم، فيما " أبناء الكبار"يسيحون في ما وراء البحار، ثم بعد أن ينجوا منها معافين، يجدون دفعات بعدهم يعملون و أغلبهنّ فتيات- شهادات نجاح بعضهم "لا تزال ساخنة" - ! و إني و الله لا أشك في أن الدولة تفعله عمدا، حتى " تؤنث" الوظيف العمومي.  قلت :و لمَ قد تفعل ذلك ؟ قال: إن المرأة صبورة و مسالمة بطبعها، و تقنع باليسير، و قلما تلجأ إلى الخصومة و التصعيد للمطالبة بحقها، و إن وجد بينهن جريئات في الحق و لا يسكتن على الضيم، فهن قلائل و لا يحركن الجموع المؤثِرة للسّلامة، فنادرا ما ترى امرأة في مظاهرة. حتى أن أغلب المنادين بحقوق المرأة في العالم هم رجال !

قلت:يستقيم هذا لو تساوى الذكور و الإناث المتقدمون للوظائف ! فبلغة الأرقام: الفتيات أكثر، فإني أعرف أربعة من ستة أصدقاء تزوجوا حديثا رزقوا فتيات، كما أنّ الذكور - على قلّتهم تلك - أكثر عرضة لأسباب الموت في البحار و حوادث السيارات و العمل و الإدمان، مضافا له أن "التسرب المدرسي"في الذكور أكثر، و منه تكون نسبة الناجحات منطقية جدا.

قال: لقد تعددت إليهم أسباب الموت بسبب الظلم و القهر، ثم كيف لا يكون "التسرب" فيهم أكثر و الولد يضطر إلى العمل ليشتري أدواته المدرسية و ملابسه، وبعضهم يشارك في إعالة الأسرة، و فيهم من يستغني بمال أبيه عن الدراسة ؟ أما من يكابد منهم و يصل إلى المتوسطة أو الثانوية فلا يمكنه الدراسة و هو المراهق المندفع فيما يرى زميلاته كعارضات الأزياء، إن لم أقل شيئا آخر...و هن مع ذلك أحرص على الدراسة هروبا من عمل البيت و قيوده، و أملا في المكانة و التحرر...قلت:و لكن هذا المراهق عليه بعض المسؤولية في ذلك، لإنفلاته و إطلاقه العنان لعينيه. قال : أيمشي مغمض العينين مثلا ! إن المغريات حوله كثيرة، و هو مراهق لم تستحكم مداركه بعد حتى يتحكّم بنفسه، ثم هن لو كنّ محتشمات لما طاوعنه، بل و لا تجرأ أن يتعرّض لهنّ.. فقاطعته: لعل هذا بعض معاني الحجاب المرادة بقوله تعالى:"ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ".

واصل رفيقي: إن توظيف الشابّ منا يرجع بالفائدة عليه و على الأسرة و على المجتمع و على الدولة و على المرأة أيضا، فإنّ الشاب الموظف سينشغل أغلب النهار؛ و بالتالي ستقل المشاكل الاجتماعية التي تنشأ بسبب الصحة و الفراغ، كالتحرش و السرقة و الإدمان و الحرقة و..و.. ثم سيتزوج و يحصّن نفسه و امرأة معه، ثم سيعيل أسرته تلك و أسرته الكبيرة أيضا، و في هذا النفع للمجتمع و للدولة من بعد.... بينما توظيف المرأة فنفعه - غالبا- مقتصر عليها، على المساحيق و الألبسة و..و غيرها من مسارب التبذير، و لا يتعداها إلى أسرتها إلا قليلا، أليس الأفضل لهؤلاء النسوة و للشباب و للأسرة و للأولاد و للمجتمع و للدولة من بعد أن لو وقرن في بيوتهن، على الأقل في هذه الظروف التي تنتشر فيها البطالة بدل أن يزاحمن الرجال على الوظائف، فيما قدّمن استقالتهن من أهم وظيفة و هي "الأمومة"، و التي لا يستطيعها عشرات الرجال... لماذا لا تنظر المرأة و المسؤولون إلى الأمر من هذه الزاوية ؟.....أرأيت فإن الأمر حيثما قلّبته وجدت للمرأة يدا فيه بشكل أو بآخر...و أخشى أن يأتي علينا زمان نطالب فيها بنظام " الكوطة " للرجال في المناصب والوظائف، و ربما نلجأ إلى إنشاء "جمعيات حقوق الرجال " مستقبلا !

قلت: العظماء أنفسهم يقولون " وراء كل رجل عظيم امرأة " فيما أنت تجعلهن سبب مشاكل الرجال و المجتمع و الدولة أيضا...قاطعني بتهكم: ذاك كان قديما ؛ أما الآن فلو قالوا "وراء كل مشكل عظيم امرأة "لما أبعدوا، إبحث و ستجد أن وراء كل شاب "حراق" أو مدمن أو منتحر أو مسجون امرأة، و ستجد وراء كل أسرة تفككت أو والدين رُميا بدار العجزة أو أبناء يتّمو أو عراك الجيران و قطع الرحم امرأة، و ستجد امرأة وراء عزل أو استقالة قادة العالم، أليس قد حصل ؟! ثم أليس وراء خروج أبينا آدم عليه السلام من الجنة امرأة ؟ ! قالها و هو يقهقه بسخرية، كأنه وجد الدليل القاطع.

قلت :أما هذه فمن "الإسرائيليات "التي فنّدها القرآن تصريحا و تلميحا، ثم إنك تبالغ في كل ما أتيت،لم يبق إلا أن تقول :إن وراء الحربين العالميتين امرأة !! قال :لا أستبعد ذلك ! و أظنهم لو فتشوا جيدا في المصائب عبر التاريخ لوجدوا خلفها نساءً ! ثم أليس في الحديث :"إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "!

قلت: ستغير رأيك بعد أن يذهب عنك الغضب، و تعود إلى البيت لتجد أمك الحنون – و هي امرأة- لتربّت على كتفك، و تدعو لك بالنجاح في المرة القادمة، و ستنسى معها ما لقيت في يومك هذا، ثم إنك لا تدر أين يكون الخير .....و هنا توقفت الحافلة فنزلتُ ؛ فيما عاد رفيق سفري إلى لعبته، يفرغ فيها ما تبقى من غضب....

قراءة 2310 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2018 15:13