قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 25 شباط/فبراير 2022 12:04

المساواة و التمكين| النسوية اليهودية و إعادة إحياء ليليث (9)

كتبه  الأستاذ محمود عبد الهادي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حسب أرشيف المرأة اليهودية حتى أواخر القرن العشرين، كانت الشيطانة ليليث -زوجة آدم الأولى- ذات سمعة مخيفة، إذ يرونها خاطفة و قاتلة للأطفال، وغاوية للرجال. و فقط مع ظهور الحركة النسوية في الستينيات، اكتسبت ليليث مكانتها العالية الحالية بوصفها نموذجا للمرأة المستقلة؛ إذ لعبت المفسّرة و العالمة اللاهوتية اليهودية الحديثة "جوديث بلاسكو" دورًا رئيسيًا في تحويل ليليث من شيطانة إلى نموذج يحتذى به. فمن هي ليليث؟ و كيف أُعيد إحياؤها من جديد لتكون النموذج الكامل الذي تسعى الحركة النسوية العالمية إلى فرضه على نساء العالم؟

يحاول هذا المقال لفت أنظار المتابعين للحركة النسوية، من المهتمين و المؤيدين و المعارضين و المنتمين، و إطلاعهم على الحقيقة الغائبة التي لا تذكرها المنظمات الأممية، و لا المؤتمرات العالمية و الاتفاقيات الدولية، و لا المراكز النسوية التي ملأت الأرض بأفكارها و فعالياتها و أنشطتها و ضجيجها، بذكر حقيقة دور النسوية اليهودية الأميركية في الانحراف بمطالب النسوية الغربية، و تصعيدها إلى المطالبة بالمساواة و التمكين المطلقين، و إعادة إنتاج أسطورة ليليث المرعبة كنموذج بطولي لما يجب أن تكون عليه المرأة المعاصرة.

شهد عقد السبعينيات من القرن الماضي ظهور حركتين غريبتين، لم يكن من المتوقع حينها أن تصلا إلى ما وصلتا إليه من الانتشار و النجاح، و لا أن تتمكنا من فرض أفكارهما على المؤسسات السياسية و التشريعية و الإعلامية و التعليمية في العديد من دول العالم، بل و أن تصبح في سدة اهتمامات المنظمات الدولية؛ و هاتان الحركتان هما الموجة الثانية من الحركة النسوية، و المثلية الجنسية، و كلتا الحركتين ظهرتا في الولايات المتحدة الأميركية على أيدي قيادات الحركة النسوية اليهودية، و تجمعات اليهود "المنحرفين جنسياً" حسب وصف ذلك الوقت. أما الحركة الأولى فهي موضوع هذا المقال، و أما الثانية، فسنتناولها في فرصة أخرى بعد الانتهاء من هذه السلسلة، إن شاء الله.

أسطورة "ليليث"

تعود أسطورة "ليليث" إلى القرن الثامن أو التاسع في ما يعرف بـ"أبجدية بن سيرا"، و هي عبارة عن كتابات تفسيرية للنصوص التوراتية، و التي تعرف في اللغة العبرية بـ"مدراشيم". و تزعم الأسطورة أن ليليث هي الزوجة الأولى لسيدنا آدم -عليه السلام- التي خلقها الله -عز و جل- هي و آدم من التراب نفسه، فكانت تشعر أنها متساوية مع سيدنا آدم في كل شيء، و في أحد الأيام رفضت ليليث أن تخضع نفسها لآدم في علاقتهما الحميمة، فتركته و غادرت الجنة و لجأت إلى الشيطان، و عندما اشتكى آدم لربه مما فعلته ليليث، أرسل الله لها 3 ملائكة لتعيدها، و لكنها أخبرتهم أنها لا تستطيع العودة، لأنها تزوجت من الشيطان، و صارت تعترض طريق الرجال من بني آدم و تغويهم لتنجب منهم شياطين. و عندما طالت الوحدة على سيدنا آدم، سأل ربه أن يخلق له زوجة بديلة، فخلق له من ضلعه حواء، المطيعة لسيدنا آدم.

و على مر التاريخ، وصفت ليليث بأبشع الأوصاف، فهي غاوية الرجال، و منجبة الشياطين، و هي تقتل و تهلك و تمزق و تخنق و تأكل الفتيان و الفتيات، و لها أجنحة و شعر طويل و تظهر في الليل، و هي متسلطة على حديثي الولادة من الذكور حتى اليوم الثامن، و من الإناث حتى اليوم الثاني عشر من الولادة.

و استمرت أسطورة ليليث في الكتابات التفسيرية لحاخامات العصور التالية بوصفها رمزا للشر الكوني و الشهوة و التسلط و الخطيئة و التمرد و الجريمة و الفجور و العصيان.

و هكذا قدمت لنا الأسطورة نموذجين للمرأة: الأولى هي ليليث العاصية المتمردة التي ترى نفسها ندّا بند و سواء بسواء مع سيدنا آدم، و الثانية هي حواء المطيعة المسالمة التي تتكامل مع سيدنا آدم و تهتم بشؤونه، و تربي له الأطفال، و تعينه على أعباء الحياة.

و بغض النظر عن الحديث الطويل حول أصل هذه الأسطورة، و رواياتها و تطورها و علاقتها بالتوراة، فإنها استمرت في التداول، على مدى العصور الماضية حتى يومنا هذا، و تحولت إلى مصدر إلهام لرجال الدين و الأدباء و الشعراء و الفنانين من الرسامين و الموسيقيين و السينمائيين و الكهنة و الدجالين الذين يتاجرون في صنع التمائم و التعويذات للوقاية من ليليث و شيطانيها، فمنذ القرن التاسع عشر، أصبحت ليليث مشهورة في جميع أنحاء العالم الغربي، و قد تم تصويرها في الكتب و الأفلام و البرامج التلفزيونية و ألعاب الفيديو و الرسوم المتحركة و الكوميديا ​​و الموسيقى. و أخيرا، كانت مصدر الإلهام الأكبر للحركة النسوية.

إعادة إحياء الأسطورة

عانى اليهود كثيرا في الدول الغربية و الولايات المتحدة في النصف الأول من القرن الماضي و القرون التي سبقته، و كما عانت المرأة الغربية من الاضطهاد و التمييز، عانت المرأة اليهودية كذلك من الأمر نفسه، بل بصورة أشد. و قد بدأت الحركة النسوية اليهودية في ستينيات القرن الماضي، و كانت آنذاك منسجمة مع الحركة النسوية الغربية، و تطالب بتحرير المرأة، و قد تجسّد ذلك بوضوح في كتاب النسوية اليهودية بيتي فريدان "الغموض الأنثوي" عام 1963، إلا أن الحركة اكتسبت زخما كاملا في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن وجدت في أسطورة ليليث نموذج الأنثى القوية التي تستحق التقليد. يقول الحاخام مناحيم ليفين -أحد الحاخامات البارزين في الولايات المتحدة- "منذ ذلك الوقت، نما الاهتمام بشخصية ليليث بين النسويات اليهوديات و غير اليهوديات".

و هكذا عمدت الحركة النسوية اليهودية -في بدايات السبعينيات من القرن الماضي- إلى إحياء أسطورة ليليث و الاحتفاء بها و تقديمها بوصفها نموذجا نسويا متكاملا، و العمل على تسويقه وسط النساء و الفتيات، بما يتوفر له من امتدادات تاريخية و صِلات دينية، و أبعاد إنسانية ملهمة، فهم ينظرون إلى ليليث، ليس باعتبار ليليث زوجة آدم الأولى القوية فحسب، بل باعتبارها أول امرأة مستقلة على الإطلاق.

في مقال بعنوان "رحلة ليليث: الأدب النسوي الأميركي اليهودي الحديث" نُشر في يناير/كانون الثاني 2010، أوضحت البروفيسورة آن آر شابيرو -من مؤسسات الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة- أنه في الوقت الذي سيطرت فيه النساء البروتستانت المتعلمات على الموجة النسوية الأولى في النصف الأخير من القرن الـ19 التي تركزت على حق الاقتراع، باعتباره الهدف الأوسع للمساواة، فإن الموجة الثانية كانت يهودية بشكل ملحوظ؛ فتقول شابيرو: "من الصعب تخيل حركة نسوية بدون مساهمات النساء الأميركيات اليهوديات، معظم هؤلاء النساء اليهوديات اعتبرن أنفسهن يهوديات علمانيات، و لم يربطن في البداية نسويتهن باليهودية".

بحلول عام 1972، صدرت المجلة النسائية الجديدة "مس" (.Ms) مع طاقم تحرير نصف يهودي، و في السنة نفسها، نشرت الكاتبة و الصحفية اليهودية الأميريكية الإسرائيلية، ليلي ريفلين، فيها مقالاً عن ليليث تدعو فيه إلى استعادة شخصية ليليث للنساء المعاصرات. و تعتبر ريفلين -المتخرجة من جامعة جورج واشنطن عام 1959- واحدة من قائمة النسويات اليهوديات اللواتي غيرن وجه الولايات المتحدة و المرأة اليهودية؛ تقول ريفلين: "إن النساء المكتفيات ذاتيا في الحركة النسوية، اعتمدن أسطورة ليليث على أنها أسطورتهن، لقد حولوها إلى رمز أنثوي للاستقلالية والاختيار الجنسي و التحكم في مصير المرء، فقد وجدت الحركة النسوية المعاصرة في صورة ليليث مصدر إلهام، بصفتها امرأة لا يمكن السيطرة عليها، و غيرت بشكل حاسم صورتها من شيطان إلى امرأة قوية".

عام 1976، صدرت مجلة يهودية نسوية تحمل اسم "ليليث"، و شعارها كان "مجلة المرأة اليهودية المستقلة"، و كان لهذه المجلة دور كبير في تسويق نموذج ليليث، و استلهام كفاحها من أجل المساواة مع سيدنا آدم، حسب الأسطورة اليهودية. و قد أشار العدد التمهيدي إلى جاذبية ليليث و رفض فهمها كشيطان. و تبنت المجلة عملية إعادة تأهيل سمعة ليليث، و تأكيد مدى ارتباطها بأصوات النساء اللواتي لا يخشين المخاطرة لضمان المساواة بين الجنسين.

تقول أفيفا كانتور زوكوف -العضوة المؤسسة بهيئة تحرير مجلة ليليث، و المنظمة النسوية اليهودية و الاتحاد الصهيوني الاشتراكي- عن المرأة و المساواة المرتبطة بأسطورة ليليث و الكتاب المقدس: "لقد أنشأ اليهود بشكل دوري حركات ’للعودة إلى مصدر‘ اليهودية، و التاريخ اليهودي حافل بمثل هذه الجهود. فعندما نكافح من أجل المساواة بين المرأة و الرجل و نرى ليليث على أنها تجسيد لهذا النضال، فإننا جزء من هذا التقليد بالعودة إلى المصدر، و البناء من أساسه النقي غير الملوث. لقد كان إنشاء المجلة اليهودية النسوية أول فرصة للنسوية اليهودية و لاحقا للنسوية بشكل عام للمضي قدما، و كانت أسطورة ليليث بمثابة إطلاق لهذا التطور المثير للاهتمام".

و في عام 1998، صدر في الولايات المتحدة كتاب "أي ليليث؟ كتّاب النسوية يعيدون إحياء المرأة الأولى في العالم" الذي شارك في إعداده 3 من كبار النسويات اليهوديات في الولايات المتحدة: ليلي ريفلين، وإينيد ديم، و هني وينكارت، و قالت عنه البروفيسورة اليهودية الأميركية وإحدى قادة الموجة النسوية الثانية، فيليش تشيسلر، "ليليث واحدة من النماذج الأصلية العظيمة للإناث، إنها قدوة تم دفنها و رفضها و احتقارها، و سيئت قراءتها من قبل النساء و الرجال على حد سواء".

لم تقف الحركة النسوية اليهودية عند تصدير أسطورة ليليث، و تبنيها بوصفها نموذجا للمساواة الكاملة و التمكين الشامل، بل عملت على تبرئتها و تقديم تفسير مغاير لأحداثها، و لم تقف عند ذلك أيضا، بل عملت كذلك على سن التشريعات و المواثيق التي تضمن لهذا النموذج البقاء و الديمومة.

يتبع… (النسوية اليهودية: تبرئة ليليث)

الرابط : https://www.aljazeera.net/opinions/2022/2/23/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9

قراءة 629 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 02 آذار/مارس 2022 09:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث