قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 18 آذار/مارس 2022 09:03

المساواة و التمكين| النسويّة اليهودية.. ركوب الموجة الأولى (11)

كتبه  الأستاذ محمود عبد الهادي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هل سيأتي زمن على الدول العربية و الإسلامية تحقق فيه الحركة النسوية فيها ما حققته الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية، و تم تعميمه على العالم فيما بعد تحت لافتة الأمم المتحدة؟ سؤال نطرحه اليوم في ظل تزايد أعداد المنتمين و المؤيدين للحركات النسوية في بلداننا، و تغلغلها في شتى المجالات و على كافة المستويات، و ما نشهده من بسط لأفكارها و قيمها و سلوكياتها، و تمكينها من أدوات النفوذ الوطنية و الدولية، السياسية و الاقتصادية و القانونية، التي تساعدها على فرض تصوراتها و تنفيذ خططها، و تحقيق أهدافها.

الخطر المحدق

رأينا في المقالات السابقة كيف أن الحركة النسوية اليهودية لم تقم بإحياء أسطورة ليليث فقط، بل عملت على تبرئتها و إعادة تقديمها للمجتمع اليهودي و العالم كنموذج للتحرر المطلق، و الإرادة القوية المصرّة على المساواة و التمكّن و السيطرة، و رفض الاستسلام للثوابت الدينية و الاجتماعية. و قد ساعد ذلك على زيادة تغلغلها في المجتمع اليهودي، المحافظ و التقليدي و الراديكالي، في الولايات المتحدة الأميركية من جهة، و على قيادة الحركة النسوية في الولايات المتحدة عامة، و حضورها بقوة في أنشطتها القومية و الإقليمية و الدولية من جهة أخرى، مما أدى إلى الانحراف بالفكر النسوي الغربي عن مساراته الأولى التي انطلق منها، و إحداث تغييرات جوهرية في البنية الفكرية و الاجتماعية و السلوكية، و تصديرها عالميا بما في ذلك الدول العربية و الإسلامية، التي باتت مهددة بالوصول إلى المصير نفسه الذي انتهت إليه حاليا معظم دول العالم.

فتحت أسطورة "ليليث" أمامنا الباب واسعا لفهم دور الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة، بصورة أشمل، و لتناولها بشكل أعمق لم يسبق إليه أحد على المستوى العربي، و قادنا ذلك إلى اكتشاف الجذور الفكرية و السلوكية لما تروّج له الحركة النسوية العالمية في السنوات الأخيرة، و ما تطالب به من استحقاقات، باتت على رأس أولويات الأمم المتحدة و المنظمات الدولية.

كما قادنا إلى التعرف على رائدات الحركة النسوية اليهودية، و الأدوار التي قمن بها، و النجاحات التي حققنها، و اكتشاف مدى الخطورة المترتبة عليها، و التي لا تتعامل الدول العربية و الإسلامية معها بالجدية المطلوبة، رغم شراسة الهجمة النسوية التي تجتاح العالم منذ عدة عقود، و تكاد تصل إلى ذروتها في السنوات القليلة القادمة. و لذلك، كان علينا تخصيص مساحة أكبر في هذا المقال، و المقالات القادمة، للتعرف عن قرب على أبرز محطات مسيرة الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة، معتمدين في ذلك، بشكل كبير، على ورقتين بحثيتين، الأولى للمؤرخة الاجتماعية "د. باولا إي. هيمان" بعنوان "الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة"، و تم تحديثها بواسطة "د. راشيل كرانسون"، و الثانية للدكتورة "د. جويسي آنتلار" أستاذة التاريخ و الثقافة اليهودية الأميركية و دراسات النوع (الجندر) و الجنس بجامعة برانديز، و هي مؤلفة الكتاب الشهير "دور المرأة اليهودية في تشكيل أميركا الحديثة". و جميعهن من قيادات الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة.

ركوب الموجة الأولى

كانت الموجة النسوية الأولى في الولايات المتحدة بروتستانتية بأغلبية ساحقة، و مع ذلك فقد شهدت انخراط عشرات الآلاف من المهاجرات اليهوديات من الطبقة العاملة في حركة المطالبة بحق الانتخاب، و تحسين ظروف المرأة العاملة، أفرزت مجموعة من القياديات اليهوديات، و على رأسهن إرنستين روز، و مود ناثان، و كلارا ليمليش، وروز شنايدرمان، اللواتي كان لهن دور كبير في حركة المطالبة بحقوق المرأة في الولايات المتحدة.

عُرفت إرنستين روز (1810-1892) بميولها الليبرالية و موقفها الملحد الصريح المعادي للدين، و كانت من أوائل الناشطات اليهوديات في مجال تكافؤ الفرص للمرأة، و رائدة في الكفاح من أجل إصلاح قوانين ملكية النساء المتزوجات، و حق المرأة في الانتخاب، و إلغاء عقوبة الإعدام، على مستوى ولاية نيويورك، ثم على مستوى الولايات المتحدة. و قد أثار ذلك قلق النسويات اليهوديات المتدينات، و مع ذلك وقفت روز بشدة ضد معاداة السامية. رفضت روز الزواج من الرجل الذي اختاره لها والدها الحاخام بوتوفسكي. ثم سافرت إلى برلين و باريس و إنجلترا و أخيرا نيويورك حيث بدأت نشاطها السياسي بحلول عام 1850، 

و كان تركيزها على حركة حقوق المرأة و مناهضة العبودية و الدعوة إلى حرية الفكر، و كانت الأجنبية و اليهودية و الملحدة الوحيدة في الحركة. بعد الحرب الأهلية، أصبحت المتحدثة البارزة للحركة النسائية المبكرة في الولايات المتحدة.

بعد روز، برزت مود ناثان (1862-1946)، التي شغلت منصب نائبة رئيس الرابطة البلدية النسائية في نيويورك، و كذلك منصب رئيس رابطة المستهلكين. كانت تعتقد أن توعية المستهلكين بمعاناة العمال ستضع ضغوطا اقتصادية كافية على أصحاب العمل من أجل فرض إصلاح حقيقي. برزت ناثان باعتبارها الزعيم اليهودي الأكثر أهمية في حركة المطالبة بحق المرأة في الانتخاب، و في عام 1897 أصبحت أول امرأة تُدعى للتحدث في كنيس يهودي. وقد عملت بشدة من أجل تشريع يحمي النساء العاملات، في وجه المعارضين الذين كانوا يصوّرون النساء المؤيدات لحق المرأة في الانتخاب على أنهن نساء عدوانيات "ذكوريات"، قصيرات الشعر، و قصيرات التنانير. و كانت ناثان تعرف بفكرها الديني، و غالبًا ما كانت تقتبس من النصوص التوراتية ما يظهر قابليتها للتطبيق في المجتمع المعاصر.

أما كلارا ليمليش (1886-1982) فقد كانت ناشطة، و زعيمة نقابة عمال الملابس النسائية الدولية، و مؤسسة المجالس النسائية التقدمية. بصفتها عاملة ملابس مهاجرة في مدينة نيويورك، بدأت ليمليش في تنظيم النساء في الاتحاد الدولي لعمال الملابس للسيدات في عام 1905، مما أجبر قادة النقابات (الرجال) على إشراك النساء العاملات في الإضرابات. في اجتماع الإضراب عام 1909، أطلق خطاب ليمليش الناري انتفاضة الـ20 ألفا الشهيرة، و هو أكبر إضراب من قبل النساء العاملات حتى ذلك التاريخ. كما ساعدت في تأسيس ما أصبح فيما بعد "مجالس المرأة التقدمية".

و كان من بين رائدات هذه المرحلة، النسوية اليهودية إيما غولدمان (1869-1940)، كاتبة وناشطة و متحدثة عامة، تتمتع بشخصية كاريزمية. أثارت بأفكارها و معتقداتها التحررية الكثير من الجدل، و أوجدت لها العديد من الأعداء الأقوياء. تبنّت غولدمان اللامركزية السلطوية بسبب التعامل غير العادل من قبل الشرطة و المحاكم مع الاحتجاجات العمالية، فقد انتقدت المؤسسات من جميع الأنواع لإساءة استخدامها للسلطة، و دافعت عن حقوق العمال، و طالبت بحريات أكبر للمرأة و الحب الحر، مما عرّضها مرارا للاعتقال و المضايقة من السلطات و المنع من التحدث. و قد شجعت بذلك الكثيرين على الضغط من أجل حماية حرية التعبير، مما أدى في النهاية إلى إنشاء "اتحاد الحريات المدنية".

أما روز شنايدرمان (1882-1972) فكانت أول امرأة تُنتخب لمنصب في اتحاد عمالي على مستوى الولايات المتحدة. و بحلول عام 1906، كانت نائبة رئيس رابطة نقابات عمال نيويورك النسائية، و ساعدت في تنظيم انتفاضة الـ20 ألفا للنقابة الدولية لعمال الملابس النسائية في عام 1909. و أصبحت رئيسة رابطة نقابات عمال نيويورك النسائية (NYWTUL) من 1917 إلى 1949، و رئيسة رابطة نقابات العمال النسائية الوطنية (WTUL) من 1926 إلى 1950 على مستوى الولايات المتحدة، و وزيرة للعمل في ولاية نيويورك من 1937 إلى 1943. و قد أدت صداقتها مع "إليانور روزفلت" زوجة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، و محادثاتهما حول قضايا العمل و العمال، إلى تعيينها عام 1933 في المجلس الاستشاري الوطني للعمل. كما كانت عضوًا رئيسيا في المؤتمر الدولي الأول للنساء العاملات عام 1919، و الذي كان يهدف إلى التعريف بظروف عمل المرأة في المؤتمر السنوي الأول لمنظمة العمل الدولية. كما لعبت دورًا رئيسيا في تشكيل قانون علاقات العمل الوطنية، و قانون الضمان الاجتماعي، و قانون معايير العمل العادلة.

في عام 1915، قدمت الأحياء اليهودية في مدينة نيويورك أقوى دعم انتخابي لحق المرأة في التصويت، و كانت منطقة التجمع الوحيدة في مانهاتن التي صوتت لصالح الانتخاب، يهودية في معظمها. إلا أن التردد في الإشارة إلى اليهود صراحة أدى إلى إخفاء الدعم النسوي اليهودي المبكر للحركة النسوية الأميركية، حيث كانت النسويات اليهوديات حينها يخشين أن يتم التعرف عليهن مع اليهود الراديكاليين، الذين ارتبطوا بشكل بارز في العقل الشعبي بالاشتراكية الشيوعية، فكثيراً ما كن يتعرضن إلى تصرفات عنصرية ضد السامية و الصهيونية و المهاجرين.

شاركت النسويات اليهوديات، و المنظمات النسوية اليهودية، في العديد من جوانب الحركة النسائية الغربية، التي تجاوزت حق الانتخاب و الحقوق السياسية للمرأة، إلى قضايا مثل إصلاح ظروف عمل المرأة، و توزيع وسائل تحديد النسل، و إلغاء الاتجار بالنساء. و كان لهن دور بارز في الحراك و قيادة الحملات، التي لم تكن تقتصر على الولايات المتحدة فحسب، فقد كان لهن دور مماثل في العديد من الدول الأوروبية، مثل هولندا و المجر و ألمانيا و حتى في فرنسا و إيطاليا.

أسهمت القيادات النسوية اليهودية في الحراك النسوي الذي ساد الدول الغربية آنذاك مطالبا بحق المرأة في الاقتراع و العمل و التعليم، ممهدة الطريق أمام الجيل التالي من النسويات اليهوديات المتأثرات بأفكار هذه القيادات، حول الدين و السياسة و الحرية و الجنس، ليقدن الموجة النسوية الثانية، و يفتحن الباب على مصراعيه أمام مطالب المساواة و التمكين و الحرية، بصورة مطلقة، لا تعطي اعتبارا للأسس الدينية و الاجتماعية القائمة، و تفتح المجال لحدوث انهيارات شديدة الخطورة في البنية الاجتماعية و الدينية و السلوكية.

يتبع… (قيادة الموجة الثانية)

الرابط : https://www.aljazeera.net/opinions/2022/3/20/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9

قراءة 1108 مرات آخر تعديل على الخميس, 07 نيسان/أبريل 2022 08:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث