" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
من أسباب الانحراف و عدم الثبات على الدّين الدخول في الفتن، و الفتن كثيرة، و هي نوعين: خاصة و عامة.
فالخاصة مثل فتنة المال و النساء. و العامة مثل اختلاط الحق بالباطل.
و التناقض سمة لكل أهل الباطل. قال تعالى( فماذا بعد الحق إلا الضلال) الحق واحد لا يتعدد، و ما انحرف أحد عن الدين إلاّ تناقض، قال تعالى :(هم في أمر مريج)، الأمر المريج هو المضطرب، ليس لهم ثبات، و ليس لهم طمأنينة، بخلاف المؤمنين فهم أهل طمأنينة و أهل ثبات على الدين، و لهذا من خالف الدين و السنّة فإنه في كل يوم يتغيّر رأيه وكلامه. ولهذا قال أحد المصلحين قديما : "من انتسب إلى غير الدين أكثر التنقل". و هذا الاضطراب يظهر في هيئتهم وفي معاملاتهم و أخلاقهم، ليس لهم ثبات، و ليس لهم إستقامة.
العقل بطبيعته لا يستطيع أن يميّز ما بين الخير و الشر، و ما بين المهم و الأهم و غير المهم، و الخطر و الأمن ، لقد جرّب المجربون، و عرف حذّاق الناس و أذكيائهم أن العقل يتجرّد له فهم و رأي، كما قال عمر رضي الله عنه :"اتهموا الرأي على الدين". إذا تعارض الدين و الرأي يجب اتهام العقل و الفهم و النفس، و دين الله هو هو، لكن من كان في نفسه هوى فلن يهتدي مهما ألقي عليه من مواعظ و علم، ومهما سمع من أهل العلم ، نعوذ بالله من سوء المنقلب.