قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

هذا النص في حلقتين، كتبته في الذكري الحادي عشر من رحيل والدي رحمه الله مختار عنيبة في 27 سبتمبر 2002.

كنت في السادسة عشر من عمري، و كنت أقيم في دولة تونس الشقيقة و الحبيبة، كان والدي رحمه الله مختار عنيبة يعمل في القنصلية العامة الجزائرية بتونس العاصمة، حيث كان منصبه قنصلا عاما مساعدا. و قد كان ذلك العام هو عامنا الثاني من إقامتنا في بلد الياسمين و الفل المعطر، كنا في بداية شهر رمضان في صيف حار جدا، فإذا بي أتحدث لأبي رحمه الله :

-بابا، أريد أن امضي بقية رمضان و عيد الفطر المبارك في ربوع جزائرنا الخالدة.

فكان رده :

-لم أبرمج ذلك يا ابنتي، نحن لن نزور الجزائر هذه الصائفة.

-بابا، لكن هذه رغبتي الشخصية.

نظر إلي والدي رحمه الله، نظرة كلها محبة و حنان :

-طيب، يا ابنتي سيكون ما تريدين بإذنه تعالى.

اتصل أبي رحمه الله بأحد أصدقاءه الأثرياء، و هو تاجر تحف و سليل عائلة عريقة جدا من الجزائر العاصمة، و إتفق معه أنه يستقبلني في بيته، و هو قصر تركي في أعالي العاصمة الجزائرية بأرقي الأحياء آنذاك و هو حي حيدرة، لأقضي أواخر شهر رمضان و عيد الفطر المبارك مع أفراد عائلته الكريمة.

لقد عودني والدي رحمه الله منذ الأيام الأولى من مراهقتي و بعدها في فترة الشباب على السفر بدون محرم و هذا لعدم قدرته علي مرافقتي لأسباب قاهرة تتعلق بمهنته، و كان يحرص على ايصالي إلى المطار بنفسه، و يسعى لضمان من يستقبلني في الجهة الأخرى، في الدولة التي أتجهه إليها، شخص يكون من أفراد أسرته أو أحد أصدقاءه، هذا بالإضافة إلى أنه كان يوصي علي مسؤول الخطوط الجوية الجزائرية المقيم في الدولة التي كان يمثل فيها مصالح دولة الجزائر، و الشهادة لله أن طواقم طائرات الخطوط الجوية الجزائرية كانوا يحسنون معاملتي و يراعون دائما وضعي كوني أسافر وحيدة.

نزلت ضيفة على صديق الوالد رحمه الله، و قد أكرمني و أحسن ضيافتي طوال أقامتي عنده، و لكن في غضون نلك الفترة وقعت واقعة، ستثبت لكم رؤية والدي رحمه الله لدوره كمربي. و لعلم القراء، هذه الواقعة بقت سرا بيني و بينه و لم تعلم بها والدتي الكريمة حفظها الله لأكثر من ثلاثين سنة، حتى جاء اليوم الذي أخبرتها فيه ما حصل مني، فاندهشت والدتي الكريمة للأمر، و مرة أخرى ازدادت قناعة بحكمة والدي رحمه الله في التعاطي معي في أمور التربية.

أثناء إقامتي عند صديق الوالد و أسرته، أخبرت "صديقة الطفولة" بوجودي في الجزائر العاصمة، و بمجرد ما علمت الصديقة العزيزة و الجارة في آن، قررت أن تُعلم والدها الكريم لتزورني بعد الإفطار، و لتأخذني معها لزيارة بيتها، و في نفس الوقت تتاح لي فرصة زيارة بيتنا العائلي الذي تركناه أمانة في عنق أحد الرجال الصالحين و عائلته.

وافقتُ على عرضها و قلت لها أنني سأنتظرها بعد وجبة الإفطار، و قد حصلت من جهتها على الضوء الأخضر من أبيها الكريم. أثناء تناولنا الإفطار في ذلك اليوم، لاحظت أن رب البيت لم يفطر معنا و قد كان غائبا، فسألت زوجته:

- هل عمي سيحضر بعد قليل خالتي؟

- لا، يا ابنتي، سيتأخر هذه الليلة لدواعي العمل، لماذا تسألين عفاف؟

-لأنني سأخرج بعد قليل رفقة صديقة الطفولة و والدها الكريم لأزورها في بيتها، و هي جارتنا، و سأمر إن شاء الله على بيتنا العائلي أيضا.

فكان رد زوجة صديق والدي:

-لا، يا ابنتي لا تستطيعي الذهاب هذه الليلة ما لم يجز لك ذلك زوجي، و هو غائب حاليا. ارجئي زيارة جارتك ليوم آخر.

-معذرة، خالتي لا أستطيع ذلك. فأنا لا أعرف ظروف والد صديقتي، فلربما لن تسنح له فرصة أخرى ليأتي و يأخذني، على كل حال لا بأس حتى و لو كان عمي غائبا، فقد استأذنتك في الخروج و لن أطيل الغياب، ثم إن والدي يعرف جيدا والد صديقة الطفولة، سأذهب أحضر نفسي و أرجو أن تخبروني بمقدم صديقتي حالما تصل.

فنظرت إلي زوجة صديق والدي غير راضية :

-لم أسمح لك بالذهاب لأني لست أنا من تعطي الإذن، فهذه مهمة زوجي الغائب، و إن ذهبت رغم منعي لك، سأخبر زوجي بفعلك حالما يعود إلى البيت.

-لا بأس أخبريه، خالتي أما أنا فعازمة على الذهاب.

و بالفعل جاءت صديقة طفولتي و غادرت بيت صديق الوالد تلك الليلة، أمضيت معها وقت لا ينسى، و زرت بيتنا العائلي، و تحدثت للرجل الصالح الذي أعرناه له، ثم عدت أدراجي إلى بيت صديق الوالد، هناك ودعت صديقة الطفولة و شكرت لوالدها ضيافته و حرصه علي. دخلت البيت، فإذا بالبنت الكبرى لصديق الوالد تخبرني بأن أباها يطلبني في قاعة الاستقبال.

ذهبت إلى هناك و أنا أتخيل ما سوف يقوله إلي.

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab