" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
منذ شهور قليلة، وفي رمضان الماضي بالذات قلت لإحدى قريباتي الكريمات: الأوضاع في دول الربيع العربي لن تستقر إلا بعد وقت طويل، فأمامهم عمل جبار بضخامة بناء الأهرام؛ لهذا من غير المجدي للفلسطينيين أن ينتظروا تطور إيجابي من جانب هذه الدول العربية، و الوضع في فلسطين مقبل على تطور خطير.
نعم تطورات الأحداث في منطقة فلسطين تشير من الآن بأن قضية الاحتلال لا حل لها في المستقبل المنظور، فقد تمادى الفلسطينيون كثيرا في مسلسل التنازلات، والإدارة الأمريكية بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية واستمرار أوباما في عمله في البيت الأسود الأبيض، لن تدّخر وسعا لتؤجل أي حل جزئي، كما يعمل له فلسطينيو السلطة، وقد قال رئيسها السيد عباس وبشكل نهائي أمام كبار الصهاينة في واشنطن منذ أكثر من عام :
"إننا لن نطالبكم بفلسطين 1948".
فما دام الحال على ما هو عليه، من له مصلحة في إيجاد حل عادل للقضية؟
لا أحد، دولة مثل الأردن لها معاهدة وادي عربة لن تريد أن تتغير الأوضاع على حدودها، وتبحث مصر عن استرداد فعليا سيادتها على سيناء، أقول سيناء وليس غزة. الكيان الغاصب في تل أبيب يريد أن يديم الوضع القائم الذي هو في صالحه تماما، دول أوروبا غارقة في وحل الأزمة الاقتصادية و المالية التي تعصف بشعوبها، و أما الإدارة الأمريكية فما يهمّها فقط في فلسطين؛ أن تبقي شبكة أنابيب النفط المتقاطعة في الشام تشتغل و مفتوحة، وضمان أمن شعب الله المختار الإسرائيليين، أما سوريا دولة المواجهة الثالثة، فهي تصارع أبناءها و أطراف خارجية لتظل "الدرع الواقي للكيان الغاصب في فلسطين 1948"، ماذا نستنتج من هذا التقييم؟
شيء ما سيحصل، و قد حصل بالضربة التي وجهها كيان العدو ضد رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة، فقد كانت ردة الفعل موحية، سقطت صواريخ المقاومة على القدس و تل أبيب، و هذا ضغط نفسي لصالح الجانب الفلسطيني، ونقاط تسجل ضد العدو الصهيوني، المؤسف حقا أنه لم يتبعه تحرك عربي قوي، بل من يفكر في حل رادع هو العدو، كيف نفسر الموقف العربي ما بعد الربيع العربي؟
متى ندرك أننا بتلقيننا درسا للعدو و نحن صف واحد خلف المقاومة الفلسطينية، لن تكون غزة بعد اليوم نهبا لجيش العدو؟
بانتظار الآت.