قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 20 كانون1/ديسمبر 2021 09:52

لأن كورونا سيستمر للأبد.. و هذا خبر جيد!

كتبه  The Atlantic
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مقدمة الترجمة

أي مستقبل ينتظر العالم في ظل التحوُّرات المستمرة لفيروس كورونا؟ يُقدِّم هذا المقال من مجلة "ذي أتلانتيك" نظرة متفائلة نسبيا لما ينتظر العالم مع الوباء خلال الأشهر و السنوات المقبلة، حيث يُخبرنا أن كورونا في طريقه بالفعل للتحوُّل إلى فيروس متوطِّن مع أعراض خفيفة و غير قاتلة. نعم، هذه أخبار جيدة، لكن هذا التحوُّل لن يخلو من مخاطر يجدر الانتباه إليها مبكرا.

نص الترجمة

في ثمانينيات القرن الماضي، حاول الأطباء عمدا في أحد المستشفيات الإنجليزية إصابة 15 متطوِّعا بأحد فيروسات عائلة كورونا. حينها، لم يكن "كوفيد-19" موجودا بعد، لكن ما أثار الانتباه هو فيروس يُطلق عليه "229E" يُسبِّب أعراضا خفيفة تُشبه نزلة البرد، خاصة في الأطفال. و بالفعل، من بين المتطوعين الـ15 الذين تعرَّضوا للفيروس، لم يُصَب بالمرض سوى 10 فقط، و لم تظهر الأعراض إلا على ثمانية منهم.

في العام التالي، كرَّر الأطباء تجربتهم على المتطوعين السابقين أنفسهم باستثناء واحد. و في هذه المرة أُصيب ستة من المصابين في التجربة الأولى، و لكن لم تظهر أي أعراض هذه المرة. بظهور هذه النتائج، توصَّل الأطباء إلى أن المناعة ضد فيروس كورونا تتلاشى سريعا و تتكرَّر الإصابات، لكن لحُسن الحظ أن الإصابات اللاحقة به تكون أخف وطأة و بدون أي أعراض. من المؤكَّد إذن أن الكثيرين منا قد أُصيبوا بفيروس "229E" أكثر من مرة على الأرجح.

كورونا المتوطِّن

لم تجذب هذه الدراسة الصغيرة انتباها كبيرا في ذلك الوقت، لأن فيروسات كورونا في فترة الثمانينيات و التسعينيات كان نجمها خافتا و لم تسترعِ انتباه الأبحاث الفيروسية، إذ بدت نزلات البرد التي تُسبِّبها بسيطة و لا تؤثر على الصحة العامة. لكن بحلول ربيع عام 2020، انقلبت الدنيا رأسا على عقب بعد انتشار "كوفيد-19″، و لم يكن أمام العلماء إلا إعادة اكتشاف هذا البحث الذي مضت عليه عقود في محاولة منهم لإيجاد أدلة مرتبطة بالمناعة ضد فيروس كورونا المستجد.

بالعودة إلى الماضي قليلا، قبل ظهور فيروس "كورونا-سارس-2″، المُتسبِّب الرئيسي في ظهور "كوفيد-19″، سنجد أن هناك أربعة فيروسات كورونا فقط كانت معروفة بين البشر حينها، بما في ذلك "229E"، و تسبَّبت جميع هذه الفيروسات الأربعة في إصابة الناس بنزلات البرد. و لتوضيح موقفنا الحالي، أفاد الخبراء طبقا للسيناريو الأكثر تفاؤلا بأن فيروس كورونا الحالي سينتهي به المطاف باعتباره أحد هذه الفيروسات. ربما في النهاية ستُشبه أعراضه نزلات البرد المتكررة و الخفيفة و غير الملحوظة التي يُسبِّبها فيروس "229E".

لعل من الصعب تخيُّل هذا المستقبل المُفعم بالتفاؤل و نحن نرى أمامنا وحدات العناية المركزة تكتظ مرة أخرى بالحالات خلال موجة دلتا التي نعيشها الآن (أو أمويكرون إذا صدقت التوقُّعات بشأن كونها خطرة أو أسهل في الانتشار). لكن ما لا ندركه جيدا أن هذه الجائحة ستنتهي بطريقة أو بأخرى، و أن الارتفاع الحالي في أعداد الإصابات و الوفيات هو نتيجة طبيعية لتصدي أجهزة مناعتنا الضعيفة ضد فيروس كورونا المتحوِّر الجديد، لكن عندما يكتسب عدد كافٍ من الناس بعض المناعة بالتطعيم أو بالعدوى -و يُفضَّل التطعيم- فسيتحوَّل الفيروس إلى ما يُسميه علماء الأوبئة بـ "الفيروس المتوطِّن"، صحيح أننا لن نتمكَّن من القضاء عليه، لكنه في مرحلة ما لن يُهدِّد حياتنا و لن يقلبها رأسا على عقب. (توطُّن الفيروس يعني أن المصابين ينقلون العدوى إلى أشخاص آخرين ثم يتعافون. بهذا المعدل ينقل كل شخص مصاب العدوى إلى شخص آخر، فيصبح عدد المصابين ثابتا أو يقل، و تصبح الأعراض خفيفة بمرور الوقت).

مع اكتساب مناعة أولية ضد هذا الفيروس المتحوِّر، ستصبح أعداد الإصابات و الوفيات أقل مما شهدناه أثناء جائحة كورونا العام الماضي، بالإضافة إلى أن التحصينات يمكن أن تُحفِّز المناعة ضد الفيروس، و قد تستمر الحالات في الارتفاع و الانخفاض موسميا، لكننا على الأقل سنتفادى أسوأ النتائج التي عانينا منها خلال العامين الماضيين.

قفزة مجهولة

لا نعرف بالضبط كيف أصابت فيروسات كورونا الأربعة البشر لأول مرة، لكن العلماء يتوقَّعون أن أحد هذه الفيروسات على الأقل بدأ أيضا بجائحة، و مع مرور الوقت، استمرَّت العدوى و ازدادت حالات الإصابة، لكن لحُسن الحظ، باتت الأعراض أيضا أخف وطأة. لذا لا بد من تعديل طريقة تفكيرنا إزاء فيروس كورونا الحالي، لأننا ببساطة لن نتمكَّن من تجنُّبه إلى الأبد.

بعبارة أخرى، علينا الاستعداد لاحتمالية تعرُّضنا جميعا بطريقة أو بأخرى للإصابة بالفيروس. تعليقا على ذلك، يقول ريتشارد ويبي، الباحث في مجال الأمراض المُعدية في مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال: "أضحى الفيروس أمرا علينا التعايش معه، و طالما أنه لا يؤثر بالسلب على صحتنا العامة كلها، فأعتقد أننا نستطيع النجاح في ذلك"، ناهيك بأن الجهاز المناعي لن يتعامل بعد ذلك مع الفيروس على أنه دخيل جديد.

يبدو من الواضح تماما أن فيروس كورونا الحالي سينتهي به المطاف مُتحوِّلا إلى فيروس متوطِّن، لكن تكمن المشكلة في كيفية الوصول إلى هذه المرحلة التي يبدو الطريق إليها ضبابيا. يعود ذلك جزئيا إلى أن المسار الذي سنسلكه في هذه المرحلة يعتمد علينا. في هذا الصدد، كتب إدموند يونغ، الصحفي البريطاني من أصل ماليزي و الكاتب المتخصص في مجال العلوم: "إن احتمالية انتشار "كوفيد-19″ المتوطِّن لا يعني التخلي عن جميع الإجراءات الوقائية أو التدابير الاحترازية، فكلما تمكَّنَّا من تسطيح منحنى الإصابات الحالية، قلَّ اكتظاظ المستشفيات بالمصابين، و اكتسبنا وقتا كافيا لتطعيم غير المُلقَّحين بمَن فيهم الأطفال".

أما إذا تركنا الفيروس يشق سبيله مُتنقِّلا عن طريق الأشخاص غير المُلقَّحين، فربما يؤدي ذلك إلى توطُّن أسرع للفيروس، لكن في الوقت نفسه قد يتسبَّب في كارثة تجرف في طريقها معظم المصابين. سيعتمد توطُّن "كوفيد-19" أيضا على مدى استمرار تحوُّر الفيروس نفسه، فكما رأينا كيف أفسد متحور دلتا معظم الخطط الصيفية لإعادة الفتح في جميع البلاد، و مع استمرار تعرُّض معظم العالم للعدوى، فإن الفيروس يحظى بفرصة ليتحوَّل إلى متغيرات جديدة ربما تُعزِّز قدرته على الانتشار و نقل العدوى من جديد. لكن هناك دائما خبر سار، و هو أن الفيروس لا يمكن أن يتطوَّر لدرجة يُعيد فيها مناعتنا إلى الصفر مجددا. و تأكيدا لذلك، تقول سارة كوبي، عالِمة الأحياء التطورية بجامعة شيكاغو: "إن استجاباتنا المناعية معقدة للغاية، و محالٌ أن يُفلت منها تماما أي فيروس دخيل".

ماذا عن اللقاحات؟

تنخفض كفاءة الأجسام المضادة التي تعمل سريعا للتصدي لفيروس "كورونا-سارس-2" بمرور الوقت كما يحدث مع معظم الأمراض التي تهاجم الجسم، لكن الخلايا البائية و التائية تقف متربِّصة للفيروس (إذ تلعب هذه الخلايا أدوارا مهمة في التعرُّف على الفيروس، و إفراز أجسام مضادة لمهاجمته و تدميره)، مما يعني أن المناعة ضد العدوى قد تتراجع في البداية، لكن في النهاية ستكون أجسامنا قادرة على حماية نفسها من الأعراض الخطيرة و من مواجهة خطر الموت.

نعم، علينا أن نعرف أن الهدف الرئيسي للقاحات هو الحماية ضد الإصابات الخطيرة و التقليل من حالات الوفاة، لذا كان خبراء اللقاحات واضحين حينما طلبوا أن نخفض من سقف توقُّعاتنا تجاهها، فنادرا ما تحمي اللقاحات الجهاز التنفسي من الإصابة المباشرة، لأنها أفضل في تحفيز المناعة في الرئتين منها في الأنف، و هو المكان الأول الذي تجتاحه فيروسات الجهاز التنفسي. تعليقا على ذلك، تقول روث كارون، مديرة مركز أبحاث التحصين في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة: "على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة 10-60% سنويا، فإن "الكفاءة الاستثنائية" التي أحدثتها التجارب الأولية في تلقي لقاح "كوفيد-19″ رفعت سقف الآمال".

و مع ارتفاع كفاءة لقاحَيْ موديرنا و فايزر الفعَّالَيْن بنسبة 95%، بدا فجأة أن القضاء على "كوفيد-19" ممكنا، و بات الأمر أشبه بالقضاء على الحصبة أو الغدة النكافية. لكن سرعان ما صدمتنا مفاجأة غير سارَّة، و هي ظهور المتحورات الجديدة مثل بيتا و جاما ثم دلتا التي تُضعف الحماية التي تفرضها اللقاحات. تعقيبا على ذلك تقول كارون: "نحن الآن نعيش السيناريو نفسه الذي توقَّعنا أن نصل إليه منذ عام، فلا تزال اللقاحات تتصدَّى جيدا للأمراض الخطيرة، لكن المشكلة أن مناعة العامة تبدو مرة أخرى هشة و ضعيفة أمام هذه المتغيرات، لذا ليس أمامنا إلا أن نقبل حقيقة استمرار الفيروس في الانتشار، في الوقت الذي تقل فيه أعداد الإصابات الشديدة و كذلك الوفيات".

ما يُثبت صحة هذا الكلام هي ظاهرة تفشي المرض بين المُلقَّحين التي أحدثت ضجة إعلامية كبيرة مؤخرا، إذ شهدت دول بأكملها ذات معدلات تطعيم عالية ارتفاعا في أعداد الإصابات مع نسبة ضئيلة جدا من الوفيات. بمجرد أن يصبح "كوفيد-19" فيروسا متوطِّنا، سيعتمد توقيت و شدة إصابة الناس على مدى تراجع التأثيرات الوقائية لأجهزتنا المناعية ضد الفيروس، و يتوقَّف كل ذلك على عاملين: أولهما، السرعة التي ستفقد بها هذه الأجهزة قوتها أمام فيروس "كورونا-سارس-2″، و ثانيهما، سرعة تطور الفيروس و قدرته على إخفاء نفسه.

على الرغم من ذلك، تُضيف الأخصائية في علم المناعة بجامعة بنسلفانيا "لورا سو" قائلة: "إن اختراق الفيروس مرة أخرى لأجهزتنا المناعية يجعل منه مادة محفزة للقاح في أجسادنا". دعنا نَعُد للدراسة التي ذكرناها سابقا التي أُجريت في ثمانينيات القرن الماضي عن فيروس "229E" المُسبِّب لنزلات البرد، إذ اكتشف الأطباء أيضا أن المتطوعين الذين لم يُصابوا بالعدوى في المرة الأولى كانوا أكثر عُرضة للإصابة بها بعد عام مقارنة بالآخرين الذين سبق و أُصيبوا بها في المرة الأولى.

بمرور الوقت، سيتغيَّر الفيروس و يتحوَّر، و مع اكتساب المزيد من الناس مناعة إما بالعدوى و إما بتلقي اللقاح، سيحاول فيروس كورونا باستماتة إيجاد طرق للإفلات من هذه المناعة أيضا. هذه نتيجة طبيعية للتعايش مع فيروس منتشر، يحدث ذلك أيضا مع فيروس الإنفلونزا الذي يتحوَّر سنويا في محاولة للتملُّص من الأجهزة المناعية. لكن ستختلف الأمور بمجرد أن نشهد على توطُّن فيروس كورونا، فحينما يكتسب الكثير من الناس بعض المناعة، لن يتمكَّن الفيروس من إصابة أعداد كبيرة أو التكاثر عدة مرات في كل شخص يُصيبه.

تقول سارة كوبي، عالِمة الأحياء التطورية بجامعة شيكاغو: "أنا على ثقة تامة بأن معدل تكيُّفنا مع الفيروس سيعتمد على مدى انتشار "كورونا-سارس-2″ في العالم". فلتتخيَّل معي أن فيروس كورونا يشبه عملية شراء تذاكر يانصيب، حيث يحتفظ الفيروس بطفرات أو متغيرات عشوائية تساعده أحيانا على الانتشار، و كلما قلَّ عدد تذاكر اليانصيب التي يمتلكها الفيروس، قلَّت احتمالية فوزه بالجائزة الكبرى للطفرة، و تباطأ ظهور المتغيرات الجديدة المُقلِقة.

مستقبل "كوفيد-19"

من المُحتمَل أن يكون السبب وراء إصابتنا بفيروسات كورونا الأربعة الشائعة من جديد هو تراجع مناعتنا من جهة، و تطوُّر الفيروسات و تحوُّرها من جهة أخرى، فسارت العملية كالتالي: أثناء طفولتنا، تعرَّضنا لهذه الفيروسات للمرة الأولى من حياتنا، و لأن أعراض المرض طفيفة، فإن أجهزتنا المناعية تتراجع عن عملها إلى أن تتوقَّف تماما، فيتحوَّر الفيروس و نُصاب بالعدوى من جديد، فتنشط استجابتنا المناعية جرّاء ذلك مرة أخرى، لكن بمرور الوقت يُصيبها العطب مرة أخرى، و يستمر الفيروس في التغيُّر، فنُصاب من جديد، و هكذا تستمر هذه الدوامة دون توقُّف.

يقول ستيفن مورس، عالِم الأوبئة بجامعة كولومبيا: "في السيناريو الأفضل، سيتَّبع "كوفيد-19″ الطريقة نفسها التي ذكرناها سابقا و يصير مصحوبا بأعراض خفيفة، و في النهاية سنتمكَّن من السيطرة عليه". و مع ذلك، فإن الأعراض التي تُسبِّبها هذه الفيروسات مثل نزلات البرد ليست حميدة تماما، إذ تسبَّب أحد فيروسات كورونا الشائعة في تفشي أمراض مُميتة في دُور رعاية المسنين من قبل.

أما في السيناريو الأسوأ، فستصبح أعراض "كوفيد-19" مثل الإنفلونزا التي تقتل ما بين 12-61 ألف أميركي سنويا، و يتوقَّف ذلك على شدة الموسم. لكن عدد الوفيات وحده لا يعكس التأثير الكامل لفيروس كورونا الحالي. في السياق ذاته، يقول يوناتان جراد، الباحث في الأمراض المُعدية و علم المناعة بجامعة هارفارد: "ثمة علامة استفهام كبيرة إزاء فيروس كورونا المترافق مع أعراض طويلة الأمد، فلا توجد حتى الآن بيانات تُشير إلى مدى فعالية اللقاحات في منع انتشار هذه الحالة تحديدا، لكن اتفق الخبراء عموما على أن جهاز المناعة المُلقَّح يكون أفضل استعدادا لمحاربة الفيروس دون التسبُّب في أضرار جانبية".

يُعَدُّ انتقال "كوفيد-19" إلى فيروس متوطِّن انتقالا نفسيا أيضا، فعندما يتحلَّى كل فرد ببعض المناعة، سيصبح تشخيص الفيروس روتينيا مثل تشخيص البكتيريا العقدية أو الإنفلونزا. صحيح أنها ليست أخبارا جيدة للغاية، لكنها على الأقل لم تعد سببا لإثارة الخوف أو القلق إزاء المستقبل. و إذا كان للارتباك الذي أحدثته توصيات مركز مكافحة الأمراض (CDC) في وقت سابق من هذا الصيف، التي سمحت لمَن تلقوا اللقاح بالتخلي عن ارتداء أقنعة الوجه، أي دلالة، فإنها تُخبرنا بأن تحوُّل كورونا إلى فيروس متوطِّن سيكون عملية شاقة نفسيا. في النهاية، تملَّك البعض إحساس بأن إعادة الفتح كانت سريعة جدا و شعروا بالشك و الخطر، في حين أن البعض الآخر تخلَّله شعور بمدى بطء هذه الخطوة، و كانوا مُتعجِّلين لممارسة حياتهم "الطبيعية".

تتفق المجتمعات على المخاطر التي كنا على استعداد لتحمُّلها لمواجهة الإنفلونزا، لكننا لم نتفق بعد بشأن المخاطر المتعلِّقة بـ "كوفيد-19". هذه المخاطرة ستكون أقل بكثير مما هي عليه الآن وسط موجة دلتا، لكنها لن تختفي أبدا. في هذا الصدد تقول جولي داونز: "نحن بحاجة إلى أن يُدرك الناس أن المخاطر التي نواجهها لن تتلاشى تماما، لكنها على الأقل ستنخفض إلى مستوى نجده مقبولا إلى حدٍّ ما".

قد تُقلِّل اللقاحات الجيدة و العلاجات الأفضل من خطر الإصابة بـ "كوفيد-19″، و لعل التجربة التي نعيشها الآن ربما تدفع الناس أيضا إلى الانتباه أكثر تجاه جميع فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى (مثل الإنفلونزا) و أخذها على محمل الجد، فيؤدي ذلك إلى التزام الناس بارتداء أقنعة الوجه و المحافظة على التهوية. في النهاية، علينا أن نفهم جيدا أن الوصول إلى مرحلة توطُّن فيروس كورونا الحالي معناه إيجاد طريقة جديدة مقبولة للتعايش معه. لا بأس إن تملَّكنا في البداية شعور بالغرابة، لأن هذا الإحساس سرعان ما سيتلاشى و يحل محله تدريجيا شعور بأن ما نعايشه أمر طبيعي.

_________________________________________________

ترجمة: سمية زاهر

هذا التقرير مترجم عن The Atlantic ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.

المصدر : الجزيرة
الرابط : https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/science/2021/12/7/%D9%84%D8%A3%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%AF-%D9%88%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%AE%D8%A8%D8%B1-%D8%AC%D9%8A%D8%AF

 

قراءة 680 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 22 كانون1/ديسمبر 2021 09:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث