(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 02 آذار/مارس 2019 20:44

حقيقة السلام و الأمن

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
  • لا ريب أن القرون المفضلة هي القرون الي عاش فيها الصحابة، و هم أبلغ الناس في حياة
  • القلوب، و محبة الخير، و تحقيق العلوم النافعة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( خير
  • الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) و هذه الخيرية تعم فضلهم في كل  ما يقرب إلى الله من قول و عمل و اعتقاد.

 لن يتحقق الأمن إلا بتحقيق التوحيد  و نفي الشرك بجميع صوره قال تعالى: (الذين آمنوا و لم

يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون) و تصلح أحوال الأمة بصلاح أمر دينها، و

يفوتها صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.

 

لا يتحقق الأمن إلا بتحقيق التوحيد و نفي الشرك و المعاصي، لأنّ الأمن نعمة البارئ عز و جل

يمنّ بها على عباده الموحدين  قال تعالى :( السلام المؤمن المهيمن)الحشر 23.

 الله تعالى هو المؤمن الذي أمّن كل الخليقة من جوره في الأولى و العقبى، فأمّن  أولياءه من

ظلمه فلا ينقص من حسناتهم شيئا، و لا يبطل ما عملوا من الصالحات شيئا أمّن أعداءه من

جوره فلا يزيد على ما اجتروا من السيئات مثقال ذرة و لا أدنى، و أمّن من عذابه من لا

يستحقه، و أمّن من آمن به من عقابه. و هو تعالى الذي يؤمن الخائفين، فينشر الأمان و

الاطمئنان لمن يشاء من الأنام ، قال تعالى:( الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) سورة

قريش، و أخص من ذلك أنه يؤمن أولياءه و عباده المؤمنين فيهب لهم الاطمئنان في قلوبهم

في الدنيا و الآخرة، و هو عز و جل الذي يؤمّن المظلوم من الظالم فيجيره و ينصره عليه.

 

 لقد دلّت أنه على قدر التوحيد و طاعة الله يكون الأمن و السلام، و على قدر الشرك و المعصية

يكون الخوف و الظلم  و الشر، قال الله عز و جل (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله

بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون. أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين)

النحل 45-46.

لقد ضرب الله عزّ و جل لنا مثلا عن قرية آمنة مطمئنّة لا يهاج فيها أحد، و هذه القرية هي مكة

المكرمة، حتى أن أحدهم يجد فيها قاتل أبيه فلا يهيّجه مع شدّة الحمية  التي فيهم و النعرة

العربية، فحصل لمكة من الأمن التام ما لم يحصل في سواها، كذلك الرزق الواسع، كانت بلدة

ليس فيها زرع و لا شجر، و لكن يسّر لها الرزق يأتيها من كل مكان، فجاءهم رسول منهم

يعرفون أمانته و صدقه، يدعوهم إلى أكمل الأمور، فكذبوه، و كفروا بنعمة الله عليهم، فأذاقهم

الله عزّ و جل ضد ما كانوا  فيه، ألبسهم لباس الجوع و الخوف، الجوع الذي هو ضد الرغد، و

الخوف الذي هو ضد الأمن، و ذلك بسبب صنيعهم و عدم شكرهم، قال تعالى (و ضرب الله مثلا

قرية كانت مطمئنّة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و

الخوف بما كانوا يفسقون. و لقد  جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب و هم ظالمون)

112-113 النحل.

قراءة 1279 مرات آخر تعديل على السبت, 09 آذار/مارس 2019 07:15