(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Tuesday, 09 February 2021 06:56

رفـــــع الـمـــــــلام عن الإسلاميــــــين

Written by  الأستاذ عبد العزيز كحيل
Rate this item
(0 votes)

الاسلاميون هم انصار المشروع الإسلامي، دعاة، مصلحون، سياسيون، علماء، شرائح اجتماعية متعددة مرجعيتها القرآن و السنة و الإسلام كنظام شامل متكامل للحياة، تنتظمهم أحزاب و جمعيات و منظمات مختلفة و جهود فردية في البلاد العربية من المحيط إلى الخليج… اكتسبوا مواقع مرموقة في العمق الشعبي بفضل الصحوة الإسلامية المباركة و الثورات الشعبية العربية ضد الأنظمة الاستبدادية، لكن الثورة المضادة و مراكز الغزو الفكري المسيطرة على وسائل التوجيه عملت على تجريمهم فكرا و انتماء و أشخاصا، و ركزت على ذلك تركيزا قويا أدى إلى التضييق على النشاط الإسلامي بمختلف أشكاله كما أدت – خاصة – إلى إلقاء ظلال الريبة على المشروع الإسلامي و أنصاره و ربطهم بالإرهاب في مسعى واضح الأبعاد هو تجفيف منابع التديّن بواسطة استبعاد المشروع البديل و تقزيمه في الأذهان و تشويه صورته عند الرأي العام الإسلامي و العالمي.
الحقيقة ماثلة أمام الجميع: الإسلاميون أصبحوا يواجهون وحدهم التحديات في عالمنا العربي، تحديات حلف شيطاني هو تحالف الاستبداد و الرذيلة و النفاق و المال الفاسد و رؤوس الحداثة الكافرة و الإلحاد و الفن الساقط بمباركة بعض «رجال الدين» المرتزقة…هذا التحالف يحارب الإسلام و النخوة العربية و العزة الإسلامية و الهوية و الرقي و الأخلاق الرفيعة و الفضيلة و الغيرة على الأوطان و الحرمات.
و الذي يجري في الساحة العربية يتجاوز حماقات بعض الأنظمة الدكتاتورية، ذلك أن الإسلاميين – وعلى رأسهم جماعة الإخوان – يواجهون مؤامرة كونيّة عليهم باعتبارهم النموذج الحامل للمعنى الحضاري للإسلام الذي لا يرتاح له لا الغرب و لا الشرق، و ما كان الطغاة ليجرؤوا على فعلتهم الشنيعة في محاربتهم لولا الضوء الأخضر الذي أُعطي لهم من القوى الإمبرياليّة المتآمرة على أمّة الإسلام، و التي ترى في الإسلاميين – و الإخوان خاصة – النموذج العصيّ على الترويض، و الذي واجه الصهيونيّة و أبلى بلاء أسطوريا في مقارعتها لولا الخيانة التي اتّسعت خارطتها منذ ذاك التاريخ إلى يومنا هذا..و هم وحدهم اليوم في العالم كلٌه من يدافعون عن الإسلام و الوطن و الحرية و الكرامة، و لهذا لا يبغضهم إلا طاغية متجبر أو جاهل بيّن الجهل أو خائن لدينه و أمته.
و من المضحكات أن الخصوم جمعوا من حيث لا يشعرون كل المكارم في الإسلاميين: فمن تكلم عن الحرية فهو إخوان، عن الكرامة إخوان، عن المعتقلين إخوان، عن رفض الاستبداد إخوان، عن فلسطين و سورية و ليبيا و اليمن إخوان…و هذا شرف كبير للإسلاميين يشهد لهم به أعداؤهم، و الاسلاميون ليسوا داعش بل هذه صنيعة غربية مخابرتية لتشويههم، فقد كانت الأخبار تذيع يوميا أنباء القبض على دكتور إخواني، مهندس إخواني، طبيب إخواني، رئيس جمعية خيرية إخواني، و لم تذكر يوما القبض على بلطجي إخواني و لا مختلس أموال دولة إخواني و لا صاحب كباريه إخواني و لا متهم في قضية آداب…أرأيتم الحقيقة؟
إنها الحرب على دين الله بما فيه من طهر و فضيلة و استقامة و حرية و شورى و مساواة و سعادة للبشرية، لذلك وُجهت أدواتها القمعية لأصحاب الاعتدال و ليس التشدد، و لأصحاب الوسطية و ليس التطرف…إنهم لا يخافون فقط المنازلة السياسية التي يفوز فيها الإسلاميون دائما بل يخافون تربية الفرد و الأسرة و المجتمع، يخافون العمل الهادئ الهادف الهادي بسبب طول نفَسه و نتائجه المؤكدة، يخافون انتشار الإسلاميين في العمق الشعبي و حضورهم القوي في العمل الخيري الإنساني الجواري الذي لا ينقطع طوال السنة، و في مقدمة ما ينقمه الخصوم عليهم أنهم اصحاب إصلاح رباني لا ترقيع مؤقت، يشمل منهجهم في آن واحد الجهاد و التربيه و مكافحة الفساد…لهذا هي حرب على الاسلام بقيادة عربية متصهينة، يهودية، امريكية، روسية و حتى فارسية كما يشهد الواقع هنا و هناك و هنالك، يبررها بعض تجار الدين و فقهاء المخابرات الذين يدجلون و يدلسون على الناس بأحاديث مبتورة عن سياقها لتأييد الاستبداد و الاحتلال و التفسخ المجتمعي.
الإسلاميون بشر لكنهم من خير البشر، الاصطفاف معهم فيه خدمة للأمة و للمشروع الإسلامي، اما الانسياق خلف انتقادهم و التنقيب عن اخطائهم الحقيقية او المختلقة، و التشهير بهم فهو اصطفاف مع الطغاة و أعداء الحرية و الشخصية الذاتية و الاصلاح و التغيير، و حسن الظن بهم مقدم في هذه المرحلة فقد أصابهم من الظلم ما يكفيهم، و الالتفاف حولهم عين الصواب – مع دوام التبصير و التصحيح – و الدعاء لهم بالنصر أضعف الإيمان، فهم الحصن الخير الذي يحمي الأمة من السقوط.

الرابط :https://elbassair.org/12727/

Read 714 times Last modified on Tuesday, 09 February 2021 07:46