قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 13 تموز/يوليو 2021 07:59

النضال السياسي في دولة المليشيات

كتبه  الأستاذ ياسر عبد العزيز
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قد تختلف مع كاتب هذه السطور حين تغوص في ما أراد أن يوصله خلال الدقائق المقبلة، و لكن لكي نصل معا إلى نقطة وسط علينا أن نراجع مصطلحا صدّرنا به عنوان هذا المقال، و هو مصطلح دولة المليشيات، فالمليشيات في المفهوم الجمعي هي تلك المجموعات المسلحة المنشأة خارج إطار مؤسسات الدولة، و لا تخضع للقوانين المنظمة و الضابطة لتسيير هذه الدولة، و قد استطاعت بعض الدول تقنين أوضاع تلك المليشيات على خلاف المعمول به، بدلا من حلّها، و لكن المقصود هنا ليس ذلك التعريف، بل المقصود هو فكر تلك المليشيات و أصل تأسيسها المبني على عدم اعترافها بالقانون، وكونها لا تقبل بالخضوع له، لذا فتجد أن فكر المليشيات مبني على مصالحها الخاصة التي في الغالب تتقاطع مع مصلحة الدولة، فالقائد المليشياوي لا يرى إلا نفسه ومجموعته، لذا فهو مستعد أن يخوض معارك سياسية أو حتى عسكرية من أجل تلك المصلحة، والمعادلة دوما عنده صفرية مبنية على الإقصاء، ولو مرحليا وحسب الفرصة المتاحة.

فوجود مؤسسات في الدولة لا يعني بالضرورة أن الفكر الذي يحكمها يبتعد عن فكر المليشيات، والتفاصيل مفهومة.

موجات الربيع العربي وأمنيات الشعوب

شهدت الأمة العربية موجات غضب شعبي راوحت بين التعبير عن الغضب والانتفاضة والثورة، على التدرج أو التوصيف، وحسب نظرة المحلل أو الكاتب، بدأت من تونس لتتلاطم أمواجها في مصر وتكون تسونامي يهزّ كلًّا من سوريا وليبيا واليمن، وتوجد ارتدادات في دول من العالم العربي، بصورة أخف، وتأسس على إثر تلك الموجات ناد مناهض تحت عنوان الثورات المضادة، استطاع أن يخمد تلك الثورات بخطة وخلطة موحدة، كتبنا عنها مقالا بعنوان (خلطة كنتاكي الإماراتية.. هل تطيح بثورة تونس؟) ولا تزال تلك الخلطة تُعدّ وتقدّم للشعوب في موجة الربيع العربي الثانية التي شملت السودان والجزائر والعراق، تلك الشعوب التي خرجت ثائرة وقدّمت دماءها فداء للحرية والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة في دولة قانون تحكمها الشفافية والمراقبة ومن ثم المحاسبة، ما يعني دولة مواطنة يشعر فيها المواطن بقيمته فيبذل وهو راض ليقينه بأن الثمار إن لم تكن له فستكون لأولاده، لا لفصيل بعينه أيًّا كان رسمه وترسيمه.

تنوع النضال من أجل الحرية

خرجت الشعوب في الربيع العربي بصدورها العارية لتقابل بالرصاص في الأغلب وبالمطاطي في أضيق الحدود لأن المليشيات القابضة على مقدرات بلادهم لا تقبل أن ينازعها أحد في قوتها، ومن ثم لا تقبل أن يحاسبها أحد، فتأديب من تجرّأ قرار اتخذ، من بدء الخليقة، ولا يمكن التراجع عنه، وإثخان القتل مدعاة لإخافة العامة والانفراد في ما بعد بقيادة أي حراك، وهناك من دفع لاتخاذ السلاح وسيلة للتغيير كما هو الحال في كل من سوريا وليبيا، وهي خيارات لا تشترى ولكن تدفع إليها الأنظمة الدموية.

وفي ظل تنامي نجاحات نادي الثورات المضادة اختارت بعض الشعوب خيارا سلميا آخر للوصول إلى التغيير المنشود أملا بدولة يحكمها القانون، مدفوعة بالمصلحة العامة في مستقبلها وتسعى لتحقيقها، فاختارت بعض الشعوب نموذج تشيلي في التغيير، فبعد أن قطع بينوشيه بانقلابه التسلسل الزمني للحياة السياسية والحزبية في البلاد وبعد أن عطل الدستور وما تبع ذلك من اعتقال وقتل المعارضين للخطوة، أفرزت المعارضة شكلا جديدا للمقاومة السلمية تمثل في المقاومة من الداخل بغرض التغيير، فكان التحالف المدني بين الكنائس ونقابة العمال والحزب المسيحي والحزب اليساري، فكونت جبهة لرفض تعديل الدستور وتمديد حكم بينوشيه 8 سنوات أخرى، أخفق التحالف في وقف تمرير الدستور ومن ثم إيقاف مسيرة الدكتاتور إلا أنه استطاع انتزاع وعد تم تضمينه في الدستور بالتحول الديمقراطي بعد 8 سنوات، أي بعد انتهاء ولاية بينوشيه، هذه المرحلة كانت مرحلة عمل للأحزاب والنقابات لتهيئة المجتمع لجولة جديدة في معركة التحرر من النظام المليشياوي، وعلى الرغم من أن بينوشيه وضع قوانين مكبلة للعمل السياسي، مراهنا على عدم اتفاق التيارات المختلفة، فإن مختلف التيارات استطاعت الاتحاد من أجل الخلاص من النظام القابع واخترقت البرلمان وأصدرت تشريعات كان من شأنها تقليص صلاحيات بينوشيه والطغمة الحاكمة من العسكريين، حتى انتهى الأمر بانتخاب رئيس مدني من المكونات السياسية لتتحرر تشيلي من الحكم المليشياوي الجاثم على صدرها، هذه التجربة الملهمة دفعت بعض الثوار للتحرك في هذا المضمار، ولكن كما أن الفيروسات تتحور فقد تحورت الأنظمة المليشياوية لتقمع التجربة.

بين القتل المعنوي والمادي تقف المليشيات

وتتنوع أساليب قمع الأنظمة المليشياوية للمعارضين في عالمنا العربي، فالأنظمة المليشياوية لا تقبل بأي حال من الأحوال أي صوت معارض غير ذلك الذي صنعته مخابراتها أو مخابرات الدول التابعة أو الداعمة لها، فلا تسقط أنظمة بها معارضة من جدول تصنيف الأنظمة المليشياوية، ولا تغترّ بذلك الصوت الذي يصرخ في ميكروفون إذاعة أو تلفاز منددا بواقعة ما، أو قرار ما، ولا تظن أن هذا النائب الذي اختير على عين الأجهزة الأمنية في تلك الأنظمة يمكن أن يمثل صوت الشعب الحقيقي، ولو فلتت في ذلك أصوات آحاد في بعض البلدان، ذلك أن خطة تجفيف المنابع من ثوابت الأنظمة القمعية، لذا فإن محاولات النضال السياسي عبر منظمات المجتمع المدني أو المؤسسات الدستورية تخضع أيضا لعمليات قمع شديدة لتئد أي محاولة يمكن من خلالها اختراق المنظومة، فالسماح لمجموعة مؤثرة بالدخول إلى المؤسسات الدستورية هو أمر من المستبعدات لكنه ليس من المستحيلات، ولنا في تحالف الأمل في مصر المثال، وهو تحالف، لمن لا يعرف، مكون من مجموعة من الثوار في ثورة 25 يناير/كانون الثاني وغيرهم ممن يؤمن بمبادئ ثورة يناير، عملوا على تنظيم الصفوف للاستعداد لخوض الانتخابات التشريعية في مصر عام 2020، في محاولة لوقف النزيف السياسي والاقتصادي والإستراتيجي الذي تعيشه مصر تحت حكم نظام الثالث من يوليو/تموز، وعلى الرغم من أن أعضاء التحالف قد انقلبوا على مكتسبات الثورة ومهدوا للانقلاب بالدعوة لإسقاط الرئيس المنتخب، فإن النظام الحالي لم يرحمهم، واعتقل أبرز رموز التحالف وأدرجهم على قوائم الإرهاب، ولعل المثل الثاني من أم الدنيا هو النائب أحمد طنطاوي الذي شارك أيضا في ثورة يناير ولما أبدى جسارة في المساهمة في إسقاط الرئيس المنتخب بعد الثورة وانقلب عليها مررته الأجهزة الأمنية إلى البرلمان، ولكن الرجل ظن ما لم يكن يعرف وعارض وكان جلّ معارضته حين تنازل النظام عن الجزيرتين المصريتين في البحر الأحمر للسعودية، فهوجم إعلاميا وبرلمانيا قبل إسقاطه في الدورة التالية، ليلاحق في ما بعد فيحارب طواحين الهواء عبر فيس بوك وتويتر على استحياء الآن بعد تهديده وهو من جهته فهم الرسالة.

وفي العراق كان اغتيال إيهاب الوزني رسالة سبقتها رسائل عدة للناشطين وثوار تشرين، ولكن رسالة اغتيال الوزني -الذي قرر خوض الانتخابات التشريعية في العراق كوسيلة إبداعية لاستكمال النضال الثوري الذي بدأه مع ثورة تشرين- كانت كافية لكل التجمعات الثورية التي اختارت أن تجرب الولوج إلى جحر الضب، ولمن لم يع الرسالة كان تفجير منزل حسين الغرابي أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار ومؤسس حزب البيت العراقي رسالة تأكيدية، على أن العصبة الحاكمة في العراق ومليشياتها وأجندتها لن تقبل بغريب في بيتها، فالمنظومة أغلقت على نفسها الباب وتعيد تدوير الوجوه لكي لا يملّ المشاهد، غير مدركين أن المشاهد قال رأيه في أكتوبر/تشرين الأول 2020 وأغلق هذا المسلسل الممل وأصبح لا يشاهده بل قرر أن يغيره.

ولكن الشاهد من المثالين أن هذه الأنظمة لن تسمح بأي حال من الأحوال أن يتم التغيير بالطرق الدستورية، إذ إن هذا التعنت والقمع المعنوي والمادي من قبل تلك الأنظمة يدفع الشعوب إلى إسقاطها وإسقاط المنظومة الدستورية التي يختبئون وراءها لكسب شرعيتهم، والوسائل في ذلك كثيرة لكن علينا أولا أن نخوض معركة أهم من إسقاط تلك الأنظمة، هي معركة إسقاط تلك الشرعية المزيفة من قلوب وعقول العامة، وإسقاط هيبة تلك الأنظمة، وإيجاد وعي ثوري يدرك أهداف الوسائل والعصيان من أجل الثورة الشاملة، وتدريب الشعوب على ممارسة هذه الوسائل وإلحاقهم بها، وإلا سيصدق علينا قول محمد رشيد رضا:

الثائر لأجل مجتمع جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كي يضيء الطريق لشخص ضرير.

الرابط : https://www.aljazeera.net/blogs/2021/6/30/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B6%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%AA

قراءة 633 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 تموز/يوليو 2021 10:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث