قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 آذار/مارس 2015 19:56

خصومات أسرية و نزاعات عائلية

كتبه  الأستاذ فؤاد أبو سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تنتشرُ هذه الأيامِ و منذُ زمنٍ خُصُومَاتٌ أُسَرِيَّةٌ، وَ نِزَاعَاتٌ عَائِلِيَّةٌ، تؤدِّي إلى التفكُّكِ بين الأُسَرِ، و التعادي بينَ الأفراد، و الاختلافِ و التفرقِ في الأمة، و هذا ما يحدثُ بين الخاطبِ و مخطوبتِه، و الأزواجِ و الزوجات، و الأولادِ و البناتِ مع الآباءِ و الأمَّهات، و الإخوانِ و الأخوات، و الجيران و جيرانهم، و أذكر أمثلةً على ذلك:

يفرحُ الشابُّ إذا وجدَ فتاةَ أحلامِه، و تفرحُ الفتاةُ إذا تقدَّمَ لِخطبتِها فارسُ أحلامِها، الخاطبُ و مخطوبتُه، و هذه بدايةُ الحياةِ الزوجيَّة، و أوَّلُ عَلاقةٍ من العلاقاتِ الأسريَّة، و بعد الوفاقِ و الاتفاق؛ يبدأُ الاختلافُ على أمورٍ بسيطةٍ يمكنُ تلافيها، و التغاضي عنها و تحاشيْها، مثلُ الاختلافِ على قدْرِ المهرِ المعجَّلِ و المؤجَّل، أو بدعةِ عفش البيت، أو صالةِ الأفراح، أو بطاقاتِ الدعوات، أو عددِ السيارات الناقلة و نوعِها، أو كيفيةِ إقامةِ الحفْل، و عددِ "المعازيم" أي المدعوِّين من أهلِه أو أهلِها، و نوعيَّةِ و قدْرِ المطعومِ و المشروب الذي سيوزَّع إلى غيرِ ذلك من الأمورِ الثانويَّةِ الهامِشيَّة.

لقد رفَضَت مخطوبةٌ خاطبَها، و عندما طلبوا مِنِّي الوساطةَ وجدتُ أن الخاطبَ عندما أراد أن يعلمَها تلاوةَ القرآن؛ اعترضَ على بعضِ مخارجِ الحروف عندَها، كما أخبرتني هي بذلك.

و رفض خاطبٌ مخطوبتَه لأنَّه اشتُرِط عليه المداومة على الصلاة.

و رفضوا خاطبَ أختِهم لأنَّ شعرَه طويلٌ رفض قصَّة أو تقصيرَه, و هكذا.

إنَّ المخطوبةُ إذا رفضت الخاطبَ فلا شيء لها و لا عليها، و إن كان الرفض من الخاطب فطلَّقها؛ فلا له و لا عليه قبل تسمية المهر، و لكن! إن سُمِّيَ المهرُ و بُتَّ فيه؛ فلها النصفُ، إلاَّ إن كان هناك عفوٌ و صفح، قال سبحانه: {وَ إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَ قَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة237],و إن طلَّقها بعد الدخول فلها المهرُ كاملاً، و يكونُ الدخولُ بالخلوةِ و إرخاءِ الستور, أما النـزاعات بين الأزواج و زوجاتِهم فحدِّث و لا حرج.

قبل الزواج/ يكون الزوج منشرحاً، مسروراً فرِحاُ، يُتعِب نفسَه بجمعِ المهر، و تجهيزِ البيت، و إقامة الوليمة، و غيرِ ذلك مما يكلِّفُ الأزواجُ بها أنفسَهم، و ما تطلبُه مخطوبته منه يُنَفِّذُه فوراً، و كأنَّه حملٌ وديع، و زوجُ المستقبلِ المطيع، فعندما وصلت فتاةُ أحلامِه إليه، وأَمْسَتْ بين يديه، أصبحَ عليها أسداً غضنفراً، وشجاعاً لا يشق له غبار، ولإثباتِ رجولته، وتعريفِها مدى فحولتِه، يصفعُها ويَلطِمُها، وفي وجهها يلْكُمُها، ويرفِسُها وبرجله يركُلُها، ويعلوها بالدِّرَّةِ، ويمشُقُها بالسَّوْطِ، ويخْفِقُها بالنَّعْلِ والحذاء، ناهيك عن الألفاظ النابية؛ من سبِّها و لعنِها، و سبِّ أبيها و أهلِها، أو وصفِها و أهلِها بالألقابِ القبيحة، و الأوصافِ الذميمة.

شكت امرأةٌ زوجَها؛ الذي جعلَ وجهَها مرتفعاتٍ و منخفضاتٍ مختلفاً ألوانُها، فيه جُدَدٌ زرقٌ و خضرٌ و غرابيبُ سودٌ، و كأنّ رُوحَ هذا الزوجِ و نفسَه و إنسانيتَه غابَ عنها إيمانُها، و بخِلَت بعفوِها و صفحِها و إحسانِها، لم يجدْ عصاً مناسبة، أو هراوةً مواتية، فاقتلع رجلَ السرير و قائمتَه، فراغَ عَليها ضرباً بِاليمينِ، و كأنه ينفِّذُ قوله تعالى: {وَ اضْرِبُوهُنَّ} [النساء34]؛بل كأنَّه جلاَّدٌ فارقتْه شفقتُه و رحمتُه، و سجَّانٌ يؤدي مَهَمتَه و وظيفته، و نسي قولَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: (فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ). حديث صحيح

و تناسى قولَه: (لاَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ، ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ اليَوْمِ). حديث صحيح

و تغاضى عن قولِه صلى الله عليه و سلم: (أَلَا وَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) "يَعْنِي: أَسْرَى فِي أَيْدِيكُمْ" . سنن الترمذي (1163)

عَنْ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟) قَالَ: (أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَ تَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوِ اكْتَسَبْتَ، وَ لَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ)، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ["وَلَا تُقَبِّحْ"؛ أَنْ تَقُولَ: قَبَّحَكِ اللَّهُ] سنن أبي داود (2142),فضَرَبَها هذا الضربَ المبرِّحَ لأسباب تافهة، و قبَّحها أشدّ تقبيح.

عَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي امْرَأَةً وَ إِنَّ فِي لِسَانِهَا شَيْئًا ,يَعْنِي الْبَذَاءَ) قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: "فَطَلِّقْهَا إِذاً"، قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لَهَا صُحْبَةً، وَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ)، قَالَ: فَمُرْهَا يَقُولُ: (عِظْهَا فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ، وَ لاَ تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ) سنن أبي داود (142)، و عند ابن حبان: "وَ لاَ تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ إِبِلَكَ".صحيح ابن حبان (10/ 368، رقم 4510) أي: [أَنْ لَا يَضْرِبَهَا كَمَا يَضْرِبُ أَمَتَهُ، "أي خادمتَه أو بعيرَه أو ناقتَه"، وَ لَكِنْ يَضْرِبُهَا ضَرْبًا دُونَ ذَلِكَ, وَ كَانَ ذَلِكَ أَوْلَى مَا حُمِلَ عَلَيْهِ، إِذْ كَانَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَبَاحَ ضَرْبَهُنَّ فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ: {وَ اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ}]. (النساء: 34)، شرح مشكل الآثار (6/  342)

فالضرب المباحُ هو الضرب غيرُ المبرِّح، الذي لا يكسرُ عظماً، و لا يمزِّق لحماً، و لا يسيل دماً.

و رسالتي إلى الشاب: إذا تزوجت فتاة؛ فكن لها أبا و أما و أخا؛ لأنها تركت أباها و أمها و إخوتها و تبعتك، فمن الحق أن ترى فيك رأفة الأب، و حنان الأم، و رفق الأخ؛ فاصبر عليها فإن أغضبك منها خلق، أرضاك منها آخر.

http://www.wdawah.com/contents/37306

قراءة 1670 مرات آخر تعديل على السبت, 29 آب/أغسطس 2015 06:36

أضف تعليق


كود امني
تحديث