قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 19 كانون1/ديسمبر 2022 09:19

هل من حل لمشكلة كراهية المدرسة؟

كتبه  الدكتورة رغداء زيدان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس من الصعب أن نرى الطلاب أثناء خروجهم من المدارس و قد ارتسم شعور الفرح و الانبساط على وجوههم، يعبر عنه صوتهم العالي و ركضهم و تدافعهم، و كأنهم كانوا في سجن و أُفرج عنهم، فهم يهربون خوفًا من إعادتهم مرة أخرى إليه.

و ليس من الصعب أيضًا ملاحظة حال المدرسين الخارجين من المدرسة أيضًا: وجه مكفهر ينبئ عن تعب و تكدير، و فم يتلفظ بكلمات غير مفهومة موجهة إلى الطلاب المندفعين و غالبًا ما تكون عبارات شتيمة و سباب، و مشي سريع كأنه سعي لشيء يُخاف فواته، و لولا العيب لركض المدرس مع طلابه خوفًا من إعادته للمدرسة هو الآخر.

و سؤالنا الآن : لماذا نكره المدرسة طلابًا و مدرسين؟

هذا السؤال توجهت به إلى بعض الطلاب، فكانت إجاباتهم تتركز حول نقاط متعددة، أهمها ما يلي:

1ـ نكره المدرسة لأننا نكره الدروس، فهي ليست ممتعة و صعبة.

2ـ نكره المدرسة لأننا نكره المدرسين، فهم دائمًا يحتقروننا و يشتموننا و يضربوننا.

3ـ نكره المدرسة لأنها تحرمنا من اللعب، و مشاهدة التلفزيون.

4ـ نكره المدرسة لأن أهلنا يريدون منا الدراسة في كل الأوقات، و يريدون علامات عالية، إذا لم نحصل عليها عاقبونا.

5ـ نكره المدرسة لأنها مملة، لا جديد فيها.

6ـ نكره المدرسة لأننا نستيقظ باكرًا بسببها، و نجبر على النوم باكرًا بسببها أيضًا.

7ـ نكره المدرسة بسبب الوظائف الكثيرة، فلا نكاد نخرج من المدرسة حتى نمضي معظم يومنا و نحن نكتب وظائف و واجبات.

8ـ نكره المدرسة لأنها بلا فائدة!، فها هم حملة الشهادة يتسولون لقمة عيشهم.

أما المدرسون، فيكرهون المدرسة لأسباب متعددة أيضًا، و أستطيع تلخيص أهم الأسباب بما يلي:

1ـ نكره المدرسة لأنها متعبة، تستنزف قوانا و أعصابنا.

2ـ نكره المدرسة لأننا نكره الطلاب المشاغبين الكسالى الذين يستفزوننا.

3ـ نكره المدرسة لأننا نشعر بأن جهودنا تذهب أدراج الرياح، فالطلاب لا يهتمون، و القائمون على الإدارة التربوية لا يقدرون تعبنا، و يطلبون منا ما هو فوق طاقتنا.

4ـ نكره المدرسة لأن المدرس أصبح سخرية للطلاب، فقد احترامه، و السبب هو هذه القوانين التي تصدر، و التي جردت المدرس من أي احترام و تقدير.

5ـ نكره المدرسة لأن مهنة التعليم لا تغني عن ذل السؤال.

6ـ نكره المدرسة لأننا ننافق، نعلم الأطفال أشياء لا تفيدهم، و الواقع شيء آخر.

7ـ نكره المدرسة لأنها لا تساعدنا على تحقيق أحلامنا التربوية، فالمناهج قاصرة و تافهة، و نحن مقيدون بها و بقوانين نلمس مدى بعدها عن التطبيق من خلال ممارستنا لمهنة التدريس.

8ـ نكره المدرسة لأننا لا نحب التدريس!

تحليل و مناقشة

إذا أردنا أن نحلل هذه الأسباب التي تجعل المدرسة كأنها عقوبة أو لعنة، أو بأحسن الأحوال شرّ لا بد منه سنجد ما يلي:

كلنا يعلم سوء العلاقة بين المدرسين و الطلاب، و كثيرًا ما نسمع أو نقرأ عن تندرات الطلاب على أساتذتهم، و النكات التي يؤلفونها عليهم، بل إن هذا الأمر منتشر لدرجة صار يستخدم في الإعلانات و الفيديو كليب، و لكن ما السبب الذي جعل العلاقة بين الطالب و الأستاذ سيئة إلى هذا الحد؟ هناك أسباب كثيرة لذلك، منها:

1ـ عدم تأهيل المدرسين بشكل جيد، و عدم تدريبهم على التعامل الأمثل مع الطلاب، فالمدرسون عندنا، حتى و لو كانوا من حملة دبلوم التأهيل التربوي، لا يدرسون الطرق اللازمة للتعامل مع طلابهم، و لا يدرسون أيضًا ما يجعلهم أكثر فهمًا لنفسية التلاميذ في مراحل سنيهم المختلفة، و هذا ينعكس على معاملتهم لطلابهم، فيتعالون عليهم و يحتقرونهم و يسخرون منهم، و لا يقدرون مدى الأذى الذي يلحقونه بطلابهم من جراء التعامل معهم بمثل هذه الطرق، و هذا يدفع الطالب إلى النفور من أستاذه و كرهه.

2ـ المدرس يعمل في ظل ظروف صعبة جدًا، فهناك عدد كبير من الطلاب في الصف الواحد، و كثير من هؤلاء الطلاب يميل إلى الحركة و الشغب، و المدرس ملاحق بالمنهاج الطويل، و الويل له إن تأخر في إعطائه، لذلك نراه يحاول بشتى الطرق ضبط الصف ليعرف كيف يعطي درسه و يكسب وقته، لذلك نراه يلجأ إلى الصراخ و الشتائم و أحيانًا الضرب مع معرفته التامة بأنه ممنوع و أنه سيحاسب على ذلك إن اشتكى عليه أحد الطلاب أو عائلاتهم، و لكنه يفعل ذلك لأنه يتعرض هو لضغوط كثيرة، فتفلت أعصابه و يلجأ إلى هذه الأساليب التي تنفّر الطلاب و تزرع في قلوبهم البغض للمدرسين.

3ـ إن كثيرًا من أهالي الطلاب يلعبون دورًا سلبيًا، ينعكس على علاقة الطالب بأستاذه، فكثير من الأهل يتحدثون عن الأساتذة باستخفاف و قلة احترام، و كثير منهم أيضًا يحرضون أولادهم على أساتذتهم، و يرفضون أن تُوجّه إلى أولادهم أية ملاحظة من الأستاذ، فنرى الطالب المقصر، و قد ملّ الأستاذ من كتابة الملاحظات لأهله، دون أن يجد تجاوبًا منهم، و لكنه بمجرد أن يمس الولد بسوء فإن قيامة الأهل تقوم و تثور ثائرتهم و يأتون للدفاع عن ولدهم ضد اعتداء المدرس الغاشم، و بالطبع فإن أسلوب التعامل هذا ينعكس على علاقة الطالب بأستاذه.

4ـ القوانين التي تصدر عن مسؤولي التربية تهدف بالدرجة الأولى لتحسين العملية التربوية، هذا ما يفترض فيها، و لكننا نجد أن كثيرًا من هذه القوانين لا تلتفت إلى تحسين ظروف التدريس، و لا تنتبه إلى ضرورة زيادة التقارب بين الطلاب و الأساتذة، فعلاقة المدرس مع طلابه تنحصر بالتلقين، و التلقين فقط، و ليس هناك نشاطات مشتركة يستطيع المدرس القيام بها مع طلابه، فالنشاطات المدرسية قليلة جدًا، و هي مع ذلك تتم بعيدًا عن الأساتذة و تكون من اختصاص لجان إما من الطلاب الأكبر سنًا، أو من اختصاص مدرس الرياضة و مسؤولي النشاط.

5ـ و بالنسبة للقوانين أيضًا، فإن كثيرًا من المدرسين يشعرون أنها موجهة ضدهم بالدرجة الأولى، فالمدرس يشعر أنه ملاحق، و مدان دائمًا، و لا يجد التقدير الكافي لتعبه، فهو إن قصّر يُحاسب، أما إن أجاد فلا أحد يشجعه و لو بكلمة، بل إن المسؤولين التربويين يأتون لتقييم عمل المدرس فيكون همهم الأول هو تصيد الأخطاء التي يقع فيها المدرس، دون وجه حق غالبًا.

6ـ و بالنسبة للقوانين أيضًا، فإن المدرس يجد بين طلابه كثيرًا من الكسالى و المقصرين، الذين يحيلون الدرس إلى ساحة معركة، و ممنوع على المدرس إخراجهم خارج الصف، كما أنه ممنوع من معاقبتهم، و حتى من تهديدهم بإنقاص العلامات، مما يثير أعصابه، طبعًا إلزامية التعليم أمر ممتاز و جيد، و لكنه يحتاج إلى دراسة و متابعة، فهؤلاء الطلاب المقصرون نجد أن كثيرًا منهم قد لا يعرف كتابة اسمه، فيجلس في الدرس و هو لا يعرف شيئًا و لا يفهم شيئًا، فيلجأ للشغب و الحركة من أجل تمضية الوقت، فنحن في مدارسنا لا نراعي التفاوت بين مستويات الطلاب، و أعتقد أن فتح مدارس للمتفوقين لا يعفي من العناية بالمقصرين، فالهدف الأول من إلزامية التعليم هو القضاء على الأمية، و ليس حبس الطفل في المدرسة حتى سن الثامنة عشرة ثم تخريجه منها دون أن يعرف كتابة اسمه أو القراءة بصورة صحيحة.

كثير من الطلاب يكرهون المدرسة بسبب الضغوط التي يتعرضون لها، فبالإضافة إلى سوء العلاقة مع المدرسين الذي مر الحديث عنه، نجد ضغطًا من الأهل و الأساتذة من أجل الحصول على العلامات العالية و التفوق، و الحجة تأمين المستقبل، و كما نعرف فإن الشهادة الثانوية و ارتفاع المعدلات جعلت من الجامعة حلمًا للكثيرين، لذلك نجد أن الأهل يضغطون ضغطًا كبيرًا على أولادهم، من أجل الحصول على أعلى العلامات، و كثير منهم لا يهتمون بمدى فهم الطالب لما يدرسه، و لا بطريقة حصوله على العلامات حتى لو استخدم أساليب الغش المتنوعة.

هناك خلل كبير في فهمنا لضرورة التعلم، فالكثير من الناس يعتبرون أن الشهادة هي الغاية، هذه الشهادة التي ستؤمّن العمل، و المركز الاجتماعي، و ليس المهم أي شيء آخر، و القليل جدًا من الناس، يرون في العلم الغاية المرجوة، و يسعون لكي يكون أبناؤهم متعلمين حقًا، و مثقفين حقًا، يعرفون كيف يستفيدون من علمهم، حتى لو لم يحصلوا على معدل عالٍ يدخلون بواسطته إلى فروع الجامعة الحلم.

كل هذا يجعل الطالب يكره المدرسة، و خصوصًا إذا كان لا يملك الإمكانات اللازمة للتفوق، فالأهل و المدرسون لا يقدّرون قدرات الطلاب، و لا يسلّمون بأن هناك اختلافات بينهم في درجة الفهم و الاستيعاب، و قابلية الاستجابة، و سرعة الحفظ، و حتى الرغبة في التعلم.

من الأمور التي تجعل الطلاب يكرهون المدرسة، هي كون المدارس تفتقر إلى الجاذبية، بدءًا من شكل البناء المدرسي، وصولًا إلى افتقار المدارس لما يمكن أن يجذب هؤلاء الطلاب:

1ـ فالدروس تعتمد على الجانب النظري البحت، و قليلًا ما تكون عملية، أو تتيح للطالب إبراز شخصيته و مواهبه، بالإضافة إلى فقر مدارسنا بوسائل النشاط المختلفة، فالرياضة المدرسية تعاني من قصور كبير، و دروس الرسم و الموسيقى عبارة عن تمضية للوقت ليس إلا، و المكتبة المدرسية تحتوي على مجموعة قليلة من الكتب التي لا تغري الطالب بالقراءة، أما المخابر العلمية فوضعها لا يسر غالبًا.

2ـ طبعًا فإن تكاليف التعليم كبيرة جدًا، و الميزانية المخصصة للإنفاق على التعليم قليلة، لكن مدارسنا تفتقر إلى روح التعاون، و روح المسؤولية، و نحن إلى الآن لا نشعر بأهمية التربية و التعليم، صحيح أن هناك عبارات كثيرة تُردد دائمًا عن أن الأطفال هم أمل المستقبل، و أن المعلم هو صانع الأجيال... إلخ، و لكننا حتى الآن لا نشعر بأهمية التربية و التعليم، و لا نسعى فعلًا لتنشئة جيل يعرف واجباته و حقوقه، و يعرف مسؤوليته في بناء مجتمعه، و هذا القصور في فهم أهمية التعليم و غايته و أهدافه يجعلنا بعيدين عن جعل المدرسة متعة، يجب أن يشعر الطالب بمتعة الاكتشاف، و متعة المغامرة، و متعة التميز، و متعة الطفولة، و كل ذلك لن يتحقق طالما بقيت مدارسنا أماكن حبس للطلاب، يُحشرون فيها في صفوف مكتظة، و يقوم مدرس، و بطريقة عنيفة في أغلب الأحيان، بعملية حشو أدمغتهم بمعلومات لا يعرفون فائدتها لمستقبلهم، و لا يشعرون بمدى ارتباطها مع واقعهم.

3ـ المناهج التي تُعطى للطلاب تعاني من مشاكل خطيرة، فليس هناك ارتباط بينها، بالإضافة إلى أنها لا تساعد على بناء شخصية متوازنة فاعلة للطالب.

و ليس هناك دراسة جدية لمعرفة ما نحتاج تعليمه لطلابنا، هناك حشو كثير، و تكرار، و أحيانًا سطحية و مثالية كبيرة، بحيث يشعر الطلاب و المدرسون على حد سواء بعدم منطقية ما يعطى للطلاب من معلومات و خصوصًا في المواد الأدبية.

أما المواد العلمية فهي بعيدة عن التطور، بعيدة عن التطبيق، بعيدة عن الممارسة، لا يعرف الطالب فائدة دراسته لها، مع أن من المفترض أن تكون هذه المناهج بوابة للمستقبل.

بالإضافة إلى أن هذه المناهج لا تساعد أبدًا على اكتشاف مواهب الطلاب، فالمطلوب من الطالب بعد كل درس كتابة وظيفة، يقوم معظم الطلاب بكتابتها بطريقة سيئة أو يقومون بنسخها من بعضهم أو من دفاتر من سبقهم من الطلاب، و من ثم يُطلب منه حفظ الدرس من أجل ترديده كالببغاء.

و حتى لو حاول المدرس بجهده الفردي أن يعطي للطالب نشاطًا خارجيًا، و تطبيقًا للمناهج يجد عقبات كثيرة تقف في طريقه، بالإضافة إلى أنه مطالب بإنهاء المنهاج في وقته المحدد، فإن هذا المنهاج طويل، مع كون عدد الحصص و توزيعها و مدتها لا تترك للمدرس فرصة للقيام بمثل هذه النشاطات.

لا أعرف الحكمة من إعطاء الطلاب دروسًا كثيرة لا يعرفون لماذا يتعلمونها، و لا أعرف الحكمة من حشو أدمغتهم بمعلومات لا يستطيعون تطبيقها على أرض الواقع، و لا أعرف المغزى من تكثير الدروس بهذا الصورة المتضخمة، و التي لا تترك للطالب وقتًا لممارسة هواية يحبها، أو تنمية مهارة يريدها و يحتاجها في حياته.

نحن لا نشعر بخطورة تقصيرنا بحق أولادنا و أنفسنا، نطالب بالحقوق و نشتكي و نتحمل التعب و الإرهاق، و لا نحاول الخروج مما نحن فيه، أو تغيير هذا الوضع المأساوي في مدارسنا.

إن تعاوننا جميعًا هو السبيل الوحيد لتحسين العملية التربوية، ليس المهم كثرة الأموال التي تنفق على التعليم، و لكن المهم هو الرغبة في العمل الفاعل المنتج، و فهم وظيفة التعليم، هذه الوظيفة التي يجب أن تسعى لخلق الإنسان الفاعل، الإنسان المهتم بمجتمعه و أمته، الساعي لرفعتها و نهضتها و العامل لخدمتها، المؤدي لواجباته دون ملاحقة أو تهديد، الذي يؤمن أنه راع و أنه مسؤول عن رعيته، فمتى نبدأ؟

الرابط : https://www.noonpost.com/content/14011

قراءة 624 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 كانون1/ديسمبر 2022 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث