قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 04 تشرين2/نوفمبر 2015 08:32

أيها الآباء.. ارحموا الأبناء مسؤوليات الآباء تجاه أبنائهم في الشريعة الإسلامية

كتبه  الأستاذ مسعود صبري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ربما يكون طرحا جديدا أن نتحدث عن عقوق الآباء و الأمهات لأولادهم، و ذلك انطلاقا من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، و التي قال عنها النبي صلى الله عليه و سلم: “كلكم راع، و كلكم مسئول عن رعيته”، و ليس من الحكمة أن يمرض الإنسان، و يخفي مرضه خشية منه، فذلك يعني أنه سيستمر المرض و يستشري في جسده، حتى يفتك به، و مثله السكوت عن أمراض المجتمع، فتركها يكاد يمزق بنية المجتمع و لحمته.

و قد كان من هدي النبي صلى الله عليه و سلم إذا انتشر مرض في المجتمع، جمع الصحابة و خطبهم قائلا: “ما بال أقوام يفعلون كذا و كذا”، حتى يلفت الانتباه إلى الخطر، و يقدم العلاج للناس.

و حتى نقف على الظاهرة من الناحية السلوكية في المجتمع يجب ألا نقف موقف المنظر الذي يقول: هذا واجب، و هذا حرام، و هذا حلال، و هذا خطأ، و هذا عيب، بل نحن في حاجة إلى الغوص في حالات المجتمع حتى تتكون لنا صورة قريبة إلى الصورة الشاملة لهذه الظاهرة.

صور عقوق الآباء للأبناء

و من أهم صور عقوق الآباء للأبناء:

  • التفرقة في المعاملة : فبعض الآباء و الأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ و هو ما يولد حقدا و كرها من الولد للأم و الأب و الإخوة أيضا، و لا يمكن لنا أن نحجر على الحب الزائد، فقد كان يعقوب عليه السلام يحب ولده يوسف -عليه السلام- أكثر من إخوته؛ و هو ما حدا بهم إلى محاولة قتله و التخلص منه، فرموه في البئر، غير أن يعقوب كان يدرك هذا تماما، و لم يكن يظهره.

و لما رأى يوسف عليه السلام الرؤيا {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، قال له أبوه يعقوب عليه السلام {يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، ثم فسر له الرؤيا، فقد أدرك خطر معرفة إخوته للرؤيا، و أن كيدهم سيزيد له، فقدم الأهم على المهم، و نصحه بإخفاء الأمر على إخوته أولا، ثم فسر له الأمر ثانيا.

و إن كنا لا نستطيع مصادرة القلوب، و أن نجعلها تقسم الحب بالتساوي، فيجب أن يظهر هذا في الأعمال المادية، من التسوية بين الأبناء في العطية، و الابتسامة و القبلات و غيرها قدر الإمكان، و قد رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، و قال له: “إني لا أشهد على جور”. و هذا يعني أنه قد يكون في القلب حب زائد لولد دون آخر، بشرط أن يبقى شيئا قلبيا “اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك و لا أملك”.

  • طبيعة التعامل : و بعض الآباء يرون أن تشديدهم على أبنائهم في بعض مظاهر الدين هو الدين كله، مع أنهم يخطئون في حق أبنائهم، فيتهمون أبناءهم في بعض السلوكيات على أنهم “فسقة”، و أنهم “منحلون”، و أنهم يريدون العبث و اللهو، و هذا حرام، مع أن هذا الشيء قد لا يكون حراما، فهذا التضييق و التشدد يجعل الأبناء في حالة تشتت؛ لأن التشدد من الآباء يلقي بظلاله عليه.

و على الآباء أن يدركوا طبيعة المرحلة التي يعيشها أبناؤهم، و أن يدركوا أيضا أن الأجيال مختلفة، و أن التأثيرات في البيئة المحيطة تحدث نوعا من التغيير. و لهذا ما أحسن ما كان يعالج به النبي صلى الله عليه و سلم خطأ الناس.

و مثال ذلك الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى، و كاد الصحابة أن يجنوا من طلبه و أن يبطشوا به، و لكنه قربه منه، و كلمه بحوار العقل و القلب، و طرح عليه أسئلة تهدم، بالحوار البناء، رغبته الهدامة، فقال له:” أترضاه لأمك؟” قال: لا و الله يا رسول الله. فقال له صلى الله عليه و سلم: “فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم”، أترضاه لأختك؟ قال: لا و الله يا رسول الله؟ قال: فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم… و ما زال به يذكر أقاربه من عمته و خالته، ثم وضع يده على قلبه، و دعا له بالهداية.

فخرج الشاب و هو يقول: و الله يا رسول الله ما كان أحب إلى قلبي من الزنى، و الآن ما أبغض إلى قلبي من الزنى. فإن رأى الآباء شيئا يكرهونه من أبنائهم، فليكن الحوار هو السبيل الأمثل للاقتناع لأجل ترك شيء، أو فعل شيء.

  • لا للاستبداد : و من صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، و أن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم و أمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، و أنهم يسيئون إليهم دائما؛ و هو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء و الأمهات.
  • إن احترام آراء الأبناء و سماعهم و التحاور معهم و إقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة، أما أن يكون الآباء و الأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه، و لا يظن الآباء أنهم باعترافهم أنهم كانوا خاطئين في هذا الموقف أن صورتهم تهتز أمام أولادهم، إنها إن اهتزت لأول وهلة، و لكنها ما تعود لتثبت كالجبال الرواسي، كما أنه يولد في الأبناء الاعتراف بالخطأ، و ما يتبع هذا من فوائد في حياة الأبناء.

    • و من صور العقوق أيضا؛ الاستبداد في الرأي، و خاصة إذا كان هذا الرأي متعلقا بالأولاد، و أخطر هذا الاستبداد أخذ قرار بتزويج فتاة دون رضاها، فهذا من أشد العقوق، و قد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه و سلم تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها ليرفع به خسيسته، فرد الرسول صلى الله عليه و سلم الزواج، فلما رأت الفتاة أن الأمر لها، قالت: يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبي، غير أني أحببت أن أعلم من ورائي من النساء أن ليس للآباء في هذا الأمر شيء.

    و هو درس للآباء أن من يتقدم قد توافق عليه الفتاة، و تراه مناسبا لها، غير أنها حين تشعر بالإجبار ترفضه، و موافقتها حق شرعي يسبق موافقة الأب نفسه؛ لأن هذه معيشتها و عشرتها لا معيشة أبيها و لا عشرته، و لكن يشترط موافقة أبيها لأنه الحارس الأمين عليها.

    • و من مظاهر العقوق أن يدخل الوالد ولده -أو بنته- كلية لا يرغب فيها، أو أن يفرض عليه عملا معينا لا يحبه، أو مهنة لا يهواها، كل ذلك نوع من الاستبداد المرفوض، و الذي يجب أن ينتهي الآباء عنه فورا.

    عوامل خارجية 

    • العلاقات المحرمة من أهم مظاهر العقوق، فعدد غير قليل من الآباء المتزوجين لهم علاقات حب و عشق مع نساء أخريات، و هذا -فضلا عن حرمته- فإنه يؤثر سلبا على تربية الأولاد، بل يكتشف الأبناء -في بعض الأحايين- هذه العلاقة، فتنهار كل المثل العليا التي يرونها في أبيهم، و تتحطم في عيونهم الصورة الجميلة للأب، و قد يؤثر هذا عليهم سلبا فينشئوا هم علاقات محرمة؛ لأنه عند غياب التربية قد يقع الأبناء في معاصي الآباء.
    • و مثل تلك العلاقات يجب أن تكون واضحة، إما أن تكون في إطار حلال أو ترفض، و ما أبلغ الرسول صلى الله عليه و سلم حين قال:” اتق المحارم؛ تكن أعبد الناس”.

      • و من مظاهر العقوق الاهتمام بالمظهر دون المخبر، فكثير من الآباء يعتقدون، بالخطأ، أن دورهم محصور في توفير الطعام و الشراب لأبنائهم، فيسعى للسفر حتى يعيش أبناؤه في معيشة أفضل، و هذا أمر لا بأس به لكن لا بد من دراسة الأمر جيدا من كل النواحي؛ فالسفر له موازناته، و قبل اتخاذ قرار بالسفر و ترك الأولاد و الزوجة يجب أن يقع حوار و مشورة بين الزوجين، كما لا بد من دراسة أثر ذلك على الأولاد، فمن الناس من سافر لجلب المال، فقامت الزوجة بدورها و حافظت على أبنائها، و من الناس من أضاع أبناءه بسفره، بل ربما ضاعت زوجته مع أولاده أيضا.

      و من أشد الخطر في السفر غربة الروح و الجسد، حين يسافر الوالد مع أبنائه إلى بلد غير بلده، فيبيع دينه لأجل دنياه.

      و من قصص الواقع أن والدا من إحدى الدول العربية سافر إلى بلد أوربي ليقضي هو و أسرته الصيف فيه، فإذا بهم يقضون الليل في أماكن لهو و عبث، ذهاب هنا و هناك، الحرية ممنوحة للجميع، مشاهدة كل الأفلام التي لا تتناسب مع مجتمعنا و قيمنا و ديننا، و بينا البنت تشاهد إحدى القنوات العربية، فإذا بها تسمع شيئا لم تسمعه منذ زمن، إنه الأذان من الحرم، فهز كيانها، و صرخت في وجه أبيها: لماذا أتيت بنا إلى هنا؟ أردت أن تضيع ديننا؟ و بعد هذا المشهد الذي أخرجت فيه الفتاة كل ما في قلبها، قرر الوالد العودة فورا، بعدما أفاق من غفلته.

      و إن كان من الناس من يستثمر في الأموال، و لكن هناك من العقلاء من يستثمر في أولاده، و كم تفوق أبناء الفقراء، بحسن رعايتهم و اهتمامهم؛ فالتفوق و حسن التربية لا علاقة لها بفقر أو غنى، و لكن لها علاقة بالتربية و البذل.

      أخيرا: العقوق من أمراض المجتمع، و التي يجب الانتباه لها، و أن توظف لها الطاقات المتنوعة، من دور العلماء في الدعوة و خطب الجمعة و دروس العلم، و من الإذاعة و التلفزيون، و لعله قد يكون من المفيد أن يتبنى بعض الكتاب تأليف بعض الروايات عن هذه القضية، و أن تتحول هذه الروايات إلى مسلسلات وأفلام، حتى نستخدم الفن الهادف في علاج قضايانا، و لا شك أن الطرح الإعلامي من أبرز الوسائل تأثيرا في حياة الناس، خاصة في ظل العولمة التي نعيشها، و التأثيرات المتبادلة بين الحضارات من جراء ثورة الاتصالات.

    • الرابط :http://islamonline.net/13953
قراءة 2104 مرات آخر تعديل على الجمعة, 06 تشرين2/نوفمبر 2015 05:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث