قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 15 كانون2/يناير 2023 17:45

الممنوع و المسموح في الحوار مع الأبناء

كتبه  الأستاذة عزة تهامي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هل أنا فشلت في تربية أولادي؟ عادة ما يتردد هذا السؤال على الكثير من الناس، و مثل كل الآباء و الأمهات بل مثل كل البشر يخطئون و يصيبون، يتعثرون و يقومون، و لكن لم يفت الوقت بعد، و كما يقول المثل: “لأن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا”، الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر و المثابرة و الوقت و الجهد و هذا ليس بالأمر المستحيل. فكيف نتعامل مع أولادنا؟ و ما هو الممنوع و المسموح في الحوار مع الأبناء؟

لنبدأ و نحدد معا مشكلة الممنوع و المسموح في الحوار مع الأبناء، و يتبلور هذا التحديد في أمرين أساسيين ألا و هما:

1- اللبس الذي يحدث عادة عند قراءة الموضوعات التربوية عن أسلوب الحوار و النقاش مع الأبناء.

2- طبيعة المرحلة التي يمر بها الأبناء و لنفرض أنها مرحلة المراهقة. و لنبدأ بالأمر الأول، فمن الموضوعات التربوية التي نقرؤها أن التربية تقوم على الحوار و النقاش بينك و بين أبنائك و إقناعهم بكل أمر أو طلب تطلبه منهم، و هنا بالتحديد الخطأ أو اللبس، فليس معنى أن العلاقة بين الوالدين من ناحية و الأبناء من ناحية أخرى تقوم على الحوار ألا يكون هناك حزم في التعامل، و ألا يكون هناك ثوابت و خطوط حمراء ينبغي للأبناء عدم تجاوزها، فالحوار و النقاش لا يمنعان الحزم في الأمر كله، فلا يصح مثلا أن الحوار مع الأبناء فيما إذا كان من حقهم أن يصلوا أو لا يصلوا، و لكن من حقهم أن يفهموا من خلال الحوار بعض الحِكَم التي من أجلها شرعت الصلاة، و من حقهم أحيانا أن يعترضوا على بعض الأوامر لكن بمنتهى الأدب و الاحترام، و لا يحدث هذا إلا من خلال أسلوب تربوي يجمع بين الحب و الحزم، فلا ينفع طغيان الحب على حساب الحزم كما لا يصح العكس. و هناك تجربة قامت بها إحدى المدارس في المرحلة الثانوية، حيث وزعت استطلاع رأي على طلابها عن مُعلمَين من معلميها لمادة الكيمياء؛ أحدهما متمكن من مادته و يغلب على أسلوبه مع طلبته الحب و اللين في المعاملة، و الآخر مستواه جيد بمادته لكنه أقل تمكنا من المعلم الأول، و كان الحزم من أهم صفات هذا المعلم الأخير، و في وسط دهشة إدارة المدرسة تظهر نتيجة هذا الاستطلاع لصالح المعلم الحازم رغم تفوق الآخر عليه في تمكنه من مادته.

و هذا بالضبط ما يحتاجه أطفالنا، و لا أعني بالحزم الصرامة و الغلظة و القسوة، بل أعني أمرا آخر سيتضح خلال نقاط عملية بعد أن نوضح النقطة الثانية من المشكلة ألا و هي طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الأبناء، فلا بد أن ندرك أن مرحلة المراهقة مرحلة لها سماتها و تغيراتها الجسمية و الانفعالية و الاجتماعية و العقلية، و هي سمات لا بد من التعرف عليها حتى نتمكن من التعامل مع هذه المرحلة (علينا بالاطلاع على أهم خصائص هذه المرحلة من خلال كتب علم نفس النمو، و هي متوفرة بجميع المكتبات المعنية بالتربية)، و لكن ما يهم هنا هو أن نتناول النمو الانفعالي لدى الأبناء في هذه المرحلة: يذكر الدكتور علاء الدين كفافي في كتابه “رعاية نمو الطفل” عن هذا النمو ما يلي: يمر المراهق في المجتمعات المدنية بصراعات نفسية؛ و ذلك بسبب رغبة المراهق في الاستقلال عن والديه و عمن يمثل السلطة بشكل عام (كالمدرسين و الإدارة المدرسية، و المدربين بالنوادي… إلخ)، و تتمثل هذه الصراعات في: رغبة المراهق في الاستقلال، و في الوقت نفسه هو ما زال يعتمد على والديه.

لديه دوافع جنسية يتطلب إشباعها، لكن هناك الدين و العرف و المجتمع يحول بين ذلك. الرغبة في الانطلاق و الحرية، و نظم المجتمع تمنع هذا. و هذا النمو الانفعالي يتسم بعدة سمات أو بعدة صفات، ألا و هي:

التعبير عن الغضب بحدة و ثورة شديدة. الغضب كالطفل بسرعة شديدة و لأسباب قد تبدو تافهة. الحساسية المفرطة، فهو يخشى التواجد في اجتماعات و مناسبات اجتماعية، و يشعر بأنه محط أنظار و تعليقات الجميع، و لذا نجد أن كثيرا من المراهقين -إن لم يكن كلهم- يشعرون بالأمن و الراحة بالتواجد أطول فترة ممكنة مع من هم في مثل سنهم و ليس مع الكبار. و هو دائما يشعر بالذنب لأنه يرسم لنفسه صورة مثالية لا يستطيع الوصول إليها، و من ثم يحاسب نفسه كثيرا على هذه الأخطاء و ليس الأخطاء السلوكية فحسب، بل كل ما يراوده من أفكار و هفوات، و هذا أيضا يجعله أكثر حدة و عصبية. يشعر دائما بأن من حوله لا يقدرونه و لا يحترمون رغباته؛ و هو ما يزيد من شعوره بالغربة و الإحباط. و من أسباب الصراع لدى المراهق أحيانا:

عدم التوازن بين الجوانب المختلفة للنمو، فالنمو الجسمي يسبق النمو العقلي، و من هنا يبدو المراهق في حجم كبير، الأمر الذي يترتب عليه أن يتعامل معه الجميع على أنه أصبح راشدا، مع أنه لم ينضج بعد، و يتوقعون منه ما لا يستطيع، و يوقعون عليه كثيرا من اللوم لأخطائه التي تبدو طفولية و لا تتناسب مع حجمه.

كل هذه الأسباب و غيرها - و التي سنجدها عندما نقرأ عن مرحلة المراهقة التي تسبب ما يشبه الأزمة عند المراهقين. و الآن بعد أن حددنا المشكلة لنتناول معا الأسلوب الذي يجب التعامل به مع الأبناء، أو بمعنى آخر الخطوات العملية، بناء على ما سبق تناوله من معلومات:

على الزوجة مثلا أن تتحدث مع زوجها و تخبره بأنها سوف تقوم بتغيير في أسلوب تعاملها مع أبنائها، و أنها قد علمت أن الحزم مطلوب إلى جانب الحب و الحوار و النقاش، لكن لكلٍّ مكانه و مواقفه، و عليه أن يساعدك في ذلك. على الوالدين الاجتماع مع أبنائهما، و أن يوضحا لهم أنهم جميعا أسرة واحدة و أن مسئولية البيت و أعماله ليست مسئولية تقع كلها على فرد واحد، و أن الجميع لا بد أن يشارك في هذا، و عليه فلا بد من تقسيم المهام المنزلية، و هنا لا بد من تحديد مسئولية كل واحد في لوحة كبيرة تعلق على الحائط في مكان يراه الجميع، و أن يكون هناك مسئوليات ثابتة لكل فرد، كأن يقوم بترتيب سريره و الحجرة التي ينام بها، و لا بد أن يكون له أيضا مهمة إضافية أخرى، فعلى البنات المساعدة في تنظيف البيت و الطهي، و على الصبيين شراء ما يلزم البيت من الخارج، و مهمة كي الملابس مثلا.. و هكذا. لا يجب استجداء العطف و الاحترام من الأبناء، فلا يجب مثلا ذكر أن الزوجة تتعب كثيرا في أعمال المنزل و أنهم لا يقدرون هذا التعب، و لكن البديل عن هذه الشكوى و هذا الاستعطاف هو ما ذكرته سابقا من تحديد مسئولية كل فرد بالبيت. على الأم ألا تلعب دور الضحية و الأم المغلوبة على أمرها قليلة الحيلة، فهذا يستفز الأبناء و يجعلهم أكثر انفعالا، و كذلك أكثر جرأة، و لذا لا بد أن تظهر الأم بمظهر الواثق من نفسه المعتد بآرائه.

على الأم أن تنتهز فرصة أن أحد الأبناء قد تحدث إليها بطريقة غير لائقة و تعلن بصوت حازم حاسم (غير صارخ) قائلة: ربما تكون غاضبا أو منفعلا لكن هذا لا يعني أن تصرخ أو تنفعل بهذا الأسلوب، و أنا لن أسمح بمثل هذا التصرف مرة أخرى، و عليك أن تخبرني بما أغضبك حينما تهدأ. و تتركه يفكر فيما قالته، فإن تكرر هذا الأسلوب تعرض عمن يصدر منه هذا التصرف، و تطلب منه ألا يتحدث معها حتى يعرف كيف يتعامل مع أمه. و لا يعني ما سبق أن الأم تعلن الحرب على أبنائها؛ بل عليهم أن يدركوا أنهم كلما أحسنوا إليها كلما كانت أكثر لطفا و تفهما، و لا بد أن يعرف كل منهم حدوده.

على الأم أن لا تخشي أن تتحول طريقتها إلى خشونة و جفوة بينها و بين أبنائها، ربما يحدث هذا في بادئ الأمر لأنهم لم يعتادوا منها على هذا الأسلوب، لكن في الوقت نفسه عليها أن تشعر أبناءها بأنها تهتم بما يهتمون به، و أن جسور المحبة بينهم موصولة في إطار الاحترام المتبادل بينهم، و من ثم فتح مجال للحوار و المناقشة في الأمور التي تسمح بهذا، و يا حبذا  أن تجتمع الأسرة لمناقشة موضوعات عامة تهم المجتمع أو الأسرة. على الأم أن تشعر بناتها المراهقات باهتمامها بأمورهم خاصة من الناحية الأنثوية، و أن تتحدث معهم في الموضوعات التي تهم الفتيات في مثل هذه السن، و لكن يجب الحذر أن يحدث ذلك عن طريق استجواب أو “محايلة” من الأم لكي يتحدثا معها، بل كل ما عليها فعله أن تكون على استعداد لتسمعهم و تحتوي مشاعرهم و تقدرهم حينما يرغبن في الحديث معها دون إلحاح منها. على الأم أن تتدارك الأمر بالنسبة للأبناء الأقل سنا، بتعويدهم على هذا الأسلوب الجديد، أسلوب الحب الحازم. إن هذه الطريقة الحازمة لن يتمكن منها الأولياء بين يوم و ليلة، و خاصة أن هذا الأسلوب يصطدم قليلا مع طبيعة الأم السمحة الودودة، و بالتالي يمكنها تعلمها و التدرب عليها، و سوف تمتلكها يوما ما بالصبر و المثابرة.

الرابط : https://islamonline.net/archive/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%85%D9%88%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/

قراءة 444 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 18 كانون2/يناير 2023 07:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث