قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 09 تشرين1/أكتوير 2014 16:38

غرداية .. يا واحة الخير.. ويا أرض الطهر منذ الأزل .

كتبه  الأستاذة قوادري أم وفاء
قيم الموضوع
(3 أصوات)

 

مررت بك يا غرداية، يا واحة الخير، و يا أرض الطهر منذ الأزل .. وجدتك حزينة مطرقة. أجواؤك الكئيبة آلمت قلبي. و اعتصرت الآه مني. فصرختك المدوية تملأ أفق الجزائر كلها، بل أفق هذه الأمة؛ الممزقة الأشلاء، و التي يتقاتل أبناؤها في كل الربوع.

آه .. ثم آه .. ألم نفقه قول الله تعالى :"إنما المؤمنون إخوة "[الحجرات / 10]إنها أخوة الدين و العقيدة، التي تفوق في متانتها و قوتها كل أخوة ..

ألم نقرأ قوله (صلى الله عليه و سلم ): "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم ؛ مثل الجسد؛ إذا إشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى."[ رواه مسلم ].

أين نحن من الجسد الواحد ..؟ كان من المفترض بنا - كمسلمين- أن نغلب دائما جانب تماسكنا و ترابطنا. و أن نرد كل المصالح الصغيرة التي قد تتراءى للبعض  منا. لأن مصلحتنا الكبرى هي في وحدتنا. ففي الوحدة قوة و غلبة. و في التفرق هزيمة للأمة،و تقزم لها في نظر الآخر. و قد علمنا التاريخ درسا. يجب ألا نغفل عنه. و هو« أن الأمة متى تفرقت حرمت من نصر الله.»(1)

أولا :

إن الدارس للنسيج الاجتماعي لمدينة غرداية يلاحظ الانسجام العجيب و التعايش الجميل الذي يطبع سكان هذه المدينة الجميلة، التي تتميز بتاريخها العريق. و بتجارتها الزاخرة. و لعل هذا ما حز في نفوس بعض السفهاء، فحاولوا المرة تلو الأخرى، تشويه هذه الصورة، بإثارة الفتن و القلاقل.

ثانيا :

يعد المذهب الإباضي من أعرق المذاهب الفقهية في الجزائر. حيث أنه كان المذهب السائد إبان عهد الرستميين (144هجري -296هجري) «و ينسب هذا المذهب إلى الداعية عبد الله بن إباض المري التميمي. و من أئمتها أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي العماني(21هجري-93هجري). الذي يعتبر المؤسس الفعلي للإباضية. و كان من أكبر علماء عصره. بالشريعة و الفقه، متبحرا في أصول الفقه. تتلمذ على العديد من الصحابة »(2)

كان ابن عباس يمدح علمه فيقول : «إسألوا جابر بن زيد. فلو سأله من بالمشرق و المغرب لوسعهم علما »(3) . قال عنه مالك (رضي الله عنه ) حين علم بموته : « مات اليوم أعلم من في الأرض.» (4)

«اضطهد الأمويون جابر بن زيد »(5). و لما توفي «خلفه تلميذه أبو عبيدة مسلم على إمامة الإباضية. فسجنه الأمويون مع بعض علماء الإباضية. و هكذااقتنع بأن المشرق مسيطر عليه من الأمويين الذين لا يسمحون للمذهب بالانتشار. لأنه ينادي بتطبيق تعاليم الإسلام المؤسسة على المساواة و العدل.و إتباع الشورى لاختيار الإمام »(6)

فبعث بأحد تلاميذه إلى المغرب هو سلمة بن سعد «و ما أن وصل ابن سعد لسرت حتى راح المذهب ينتشر بقوة بين القبائل البربرية التي كانت ساخطة على ولاة الأمويين و العباسيين » (7)

«و قد أعلن قيام الدولة الإباضية سنة 140هجري ». إلا أن قدم الرسوخ و الاستقرار لم تكتمل بهذه الدولة حتى سنة 160 هجري .«حيث نجح عبد الرحمن بن رستم في تأسيس دولة قوية غنية  »،«و دويت سمعتها بالمشرق و المغرب و الأندلس »،«و عرف في ظلها المغرب الأوسط (الجزائر)عشرات السنين من الاستقرار و الأمن و الازدهار.»(8)

«امتازت الحياة الفكرية بالدولة الرستمية بالتسامح المذهبي و الديني. و كان فقهاء الإباضية يناضرون شيوخ المذاهب الأخرى. و يفسحون المجال لكل شيخ مذهب أن يدافع عن مذهبه» (9)

و لا يفوتنا أن نذكر أن إمارات إباضية كثيرة نشأت في تلك الحقبة التاريخية. إلا أن إمارة بني رستم بتيهرت كانت «أشهر الإمارات الإباضية و أقواها تأثيرا على الحياة الاجتماعية و السياسية بتيهرت و نواحيها و أبعدها صيتا لدى جيرانها.» (10)                                   

و قد زحفت جيوش الشيعة الفاطميين سنة 296هجري، فاكتسحت المنطقةالرستمية. و بذلك انقرضت دولة الإباضيين بتيهرت.

«هاجر الإباضيون إلى وادي ميزاب الأجدب هروبا بمذهبهم. فحفروا الآبار و بنوا ما يعرف بالمدن السبعة الرائعة العمارة، التي تذكرنا بعمارة تاهرت و الدولة الرستمية الجزائرية» (11)

و هذه المدن هي : العطف، بو نورة، غرداية، بني يزقن، مليكة، القرارة، بريان.

و تطلق كلمة "ميزابي " اليوم على الإباضي«فالميزابي أو الإباضي كلمتان مترادفتان تعنيان مفهوما واحدا بالتناوب اصطلاحا و عرفا.» (12)

 

«كما تعد الإباضية طائفة من الخوارج، لكنها أكثر فرقهم اعتدالا، و أقربهم إلى الجماعة الإسلامية و أهل السنة. مما أتاح لهم سبيل البقاء و الاستمرار. و يبرأ علماؤهم اليوم من نسبتهم للخوارج » (13)

ثالثا :

يقول المؤرخ "بيروني" :« إحتار كل المؤرخين من سرعة تأثير العرب على البربر في ديانتهم و عاداتهم و أخلاقهم .» و يعلل ذلك الشيخ مبارك الميلي :«بصفاء الفطرة البربرية؛ و الإسلام دين الفطرة، و بحب البربر للحرية، و الإسلام يدعو إليها. و بحاجتهم إلى الرقي الاجتماعي، و الإسلام أتى لتحقيق ذلك كله.»(14)

و مما لا شك فيه « أن البربر اعتنقوا الإسلام عن رغبة أصيلة فيه و عن حب لمبادئه و تعاليمه.» (15)

«و لم يفكروا يوما واحدا في رفض لغة العرب و ديانتهم » (16)

«و قد كانت لهم يد طولى في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري مثلهم. و كأن نشر الإسلام بها إنما هو خدمة بربرية خالصة للإسلام. »(17)

ختاما :

نحن أبناء الجزائر، ندرك أكثر من سوانا، مدى تلاحم فئات المجتمع الجزائري، و بكل أطيافه. فقد صهر التاريخ بأحداثه الجسام جذورنا. فكلنا واحد. و كلمة "عربي " إنما تعني عندنا مفهوما واسعا هو " مسلم "و شعارنا دوما مقولة شيخنا و عالمنا الإمام "عبد الحميد بن باديس " عليه رحمة الله  : «ما جمعته يد الرحمن، لا تفرقه يد الشيطان. »

إن الدارس  لتاريخ المغرب العربي الإسلامي، يدرك مدى عظمة هؤلاء الآباء؛ عربا كانوا أو أمازيغا. و بالرغم مما قد نعانيه من إجحاف في حقهم، نتذكر دائما حادثة تقسيم الغنائم في فتح مكة حين قالت الأنصار : إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دمائهم، و إن غنائمنا ترد عليهم. فبلغ ذلك رسول الله " صلى الله عليه و سلم "، فجمعهم فقال : ما الذي بلغني عنكم. قالوا : هو الذي بلغك – و كانوا لا يكذبون - قال : أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم و ترجعون برسول الله إلى بيوتكم. لو سلك الناس واديا أو شعبا، و سلكت الأنصار واديا أو شعبا. لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار .

 

فكأني بك يا حبيبي يا رسول الله تقول لهؤلاء الآباء العظماء في مغربنا العربي الإسلامي الكبير :«أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم، و ترجعون برسول الله إلى بيوتكم.. » فيجيبون و قد أحنوا رؤوسهم تواضعا .. و نعم بالله.

الأستاذة : قوادريأم وفاء / ثانوية طهيري عبد الرحمن.

هوامش :

1)- واقعنا و مستقبلنا في ضوء الإسلام لوحيد الدين خان ص:104 بتصرف

2-3-4-5-6)-/الجزائر في التاريخ لعثمان سعدي ص :223

7)ص:224   /المصدر السابق

8)ص: 229/ نفس المصدر السابق

9- ص: 244/ نفس المصدر السابق

10) المغرب العربي تاريخه و ثقافته / رابح بو نار ص: 34

11)الجزائر في التاريخ / ص: 243

12 –العزابة و دورهم في المجتمع الإباضي / أ :صالح بن عمر

 أسماوي / ص: 566 (ح 3)

13- مرجع العلوم الإسلامية د محمد الزحيلي ص :369

14-15-16- رابح بونار ص: ( 23-24- 26 )

17- نفس المصدر الأخير ص: 28 بتصرف طفيف

 

 

 

قراءة 6702 مرات آخر تعديل على السبت, 20 حزيران/يونيو 2015 08:12

التعليقات   

0 #2 خرشي كمال 2014-10-15 18:24
مقال اكثر من الرائع و ممتاز
اقتباس
0 #1 علي عدلاوي 2014-10-15 09:53
مقال ممتاز وينمك عن روح مؤمنة ونفس صافية تحب الخير والوحدة والألفة للأمة، والغريب فيمن يضرمون نيران الفتن وهم لا يدركون أنهم يعملون لصالح أجندات خارجية؟؟؟؟
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث