قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 28 تشرين1/أكتوير 2020 15:01

«فورين بوليسي»: لم ينشر التنوير بل الظلام.. هل تتوقف فرنسا عن تقديس فولتير؟

كتبه  ترجمة فريق عمل موقع ساسة بوست
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان الفيلسوف الشهير، فولتير، شخصية عنصرية و غير مستعدٍ للاعتذار عن أي شيء يقترفه،  و كان معاديًا للسامية، حتى أنه أصبح ملهمًا لهتلر في هذا الصدد، و من هنا كانت إزالة تمثاله عن العاصمة الفرنسية باريس خطوة متأخرة للغاية. 

نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالًا للصحافية و المذيعة الفرنسية الجزائرية نبيلة رمضان تناولت فيه إزالة تمثال الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير في أعقاب احتجاجاتٍ لحركة «حياة السود مهمة» بعدما أثيرت عدة من الأقاويل و البراهين على أنه كان يُموِّل تجارة الرقيق في أفريقيا، و دعت الحركة إلى ضرورة نبذ الأفكار الداعية إلى تقديس أي شخصيات شهيرة كرَّست مجهوداتها للعنصرية أو التفرقة بين بني البشر. و كانت إزالة تمثال فولتير قد أثارت غضبًا يوم الاثنين، و قال مسؤول من مجلس مدينة باريس: «إن التمثال أزيل مؤقتًا فقط للتنظيف و الترميم بعد تخريبه في فصل الصيف».

إستهلت الصحافية مقالها بالقول: «إن إزالة تمثال فرانسوا ماري أرويه بطريقة دراماتيكية من أمام الأكاديمية الفرنسية في باريس هذا الشهر لم تُثِر إلا غضب أعضاء اليمين المتطرف وحدهم. و على العكس من ذلك، أكَّد بعض المعتدلين المُزيَّفين من جميع الانتماءات السياسية على ضرورة ألا يُمسَّ تمثال أكثر الكُتَّاب إنتاجًا في القرن الثامن عشر، و المعروف باسمه المستعار فولتير. كما أعربوا عن سخطهم الشديد حيال استمرار رش كتابات و رسومات مناهضة للعنصرية على تمثاله الحجري بسبب صلاته بتجارة الرقيق».

الفيلسوف التاجر

في المقابل استند المسؤولون عن تشويه التمثال في اتهاماتهم إلى أن فولتير استثمر أمواله في شركة الهند الشرقية الفرنسية، و التي تأسست عام 1664 لاستغلال منتجات العالم الجديد، و كان من بين أنشطتها شراء الأفارقة و بيعهم كسلع من أجل تحقيق الربح.

و صحيحٌ أن فولتير كان له أعداءٌ كُثُر، و حتمًا كانت هناك شائعات عديدة ضده كالوثائق المزعومة التي تثبت صلته بتجارة الرقيق. لكنه مع ذلك كان يُحب أن يُعرِّف نفسه بـ«الفيلسوف التاجر»، و ساهم دون شك في تمويل شركة الهند الشرقية الفرنسية في أربعينات القرن الثامن عشر، عندما كانت فرقاطاتها المسلحة تركز على رحلات التجارة الثلاثية إلى أفريقيا. و بخلاف الأسهم التي كان يمتلكها فولتير في الشركة، ثبت أنه استثمر أمواله مباشرة في مغامرات نقل الرقيق على متن السفن، مثل سفينة سانت جورج، التي غادرت مدينة كاديز في إسبانيا في ديسمبر (كانون الأول) 1751 متجهة إلى غينيا. 

و ذكرت الكاتبة أنه بعد أكثر من 250 عامًا من موت فولتير، اشتد غضب هؤلاء الباريسيين، الذين أنكروا هذه الأدلة باعتبارها غير مهمة على الإطلاق، بعدما نقل العمال تمثال فولتير إلى مخزن بعيد. و في حين أن الجهات الرسمية أوضحت أن سبب نقل التمثال يتلخص في الحاجة إلى تنظيفه جيدًا، لا زال أصحاب نظرية المؤامرة يخشون عدم عودة التمثال مطلقًا، و اتهموا السلطات بالإذعان لمطالب النشطاء في حركة «حياة السود مهمة» و ما يسمى بثقافة الإلغاء التي ينشرونها.

و أضاف المقال أن حركة «حياة السود مهمة» لها تأثير كبير في فرنسا، مدفوعًا بمقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في مدينة مينيابوليس الأمريكية في مايو (أيار)، لكن هناك عديدًا من الحالات المماثلة التي قُتل فيها أفراد من الأقلية العرقية الفرنسية داخل مقار احتجاز الشرطة. 

فلويد الفرنسي.. أداما تراوري

و من بين هؤلاء – حسبما ذكرت الكاتبة – أداما تراوري، الذي تُوفي في ذكرى ميلاده الرابعة و العشرين داخل زنزانة في ضاحية بومونت سور أويز في باريس في يوليو (تمّوز) 2016، و برغم أنه لا يُوجد تسجيل بالصور أو الفيديو يُثبت ما تعرض له من انتهاكات، لكن أسرته و المقربين منه يقولون إن تراوري، مثل فلويد، مات خنقًا بعدما صرعه ثلاثة ضباط أرضًا.

و أشارت الكاتبة إلى أن فرنسا شهدت احتجاجات منتظمة لحركة «حياة السود مهمة» أدَّت إلى حضور قرابة 23 ألف شخص في إحدى التظاهرات في يوم 2 يونيو (حزيران) أمام مجمع محاكم باريس، و قد قابلتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع و الهراوات لتفريق التجمع غير القانوني، و كانت الحشود تهتف خلال هذه الاحتجاجات بشعارات «العدالة من أجل أداما» و«حياة السود مهمة». 

و بعيدًا عن احتجاجات الشوارع، باتت مساءلة الرموز العامة المشهورة و ملاحقتها، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، بسبب حالة من الكراهية ضدهم، مسألة ذات اتجاه قوي و متنامٍ في فرنسا. و دلَّلت الكاتبة على ذلك بوقف عرض فيلم (ضابط و جاسوس)، أحدث عمل للمخرج الفرنسي رومان بولانسكي الهارب من العدالة الأمريكية لعقود لاتهامه باغتصاب طفلة، بعد مطالبات من مجموعات نسوية بإيقاف الفيلم. و أعقب ذلك توجيه اتهامات جديدة تفيد بتورط بولانسكي في اعتداءات جنسية، و هو ما نفاه المخرج الفرنسي.

كما يُعد رش الطلاء الأحمر – و الذي يرمز إلى لون الدم – على النصب التذكارية التاريخية جزءًا من الثقافة نفسها. و قد دُمِّرت عدة تماثيل لمسؤولين و جنرالات، بعد تمثال فولتير، و منهم تمثال هوبير ليوطي البرونزي، الحاكم الاستعماري الراحل الملقب بـ«باني الإمبراطورية»، الذي دنَّسَهُ المحتجون بباريس في نفس اليوم الذي نُقل فيه تمثال فولتير الحجري.

فلتة زمانه

و أفادت الكاتبة أن المدافعين عن فولتير، المُتوفَّى عن عمر يُناهز 83 عامًا في 1778، يقولون إنه كان فلتة زمانه و رجل عصره. و إن سألتهم ما تقولون عن استثمار أمواله بشركة متورطة في نقل العبيد إلى المزارع؟ يجيبون: كان من حق فرنسا منافسة القوى الاستعمارية الأخرى في هذا الصدد، و خاصة بريطانيا. و يدَّعي المدافعون عن فولتير بشراسة قائلين: حتى إذا كان هذا يعني ضرورة مشاركة الشخصية الألمع و الأفضل في نظام اقتصادي يشمل تجارة الرقيق الاستعمارية، فليكن ذلك.

و بحسب الأساطير المقدَّسة، تُعد نظريات فولتير المهمة بالنسبة للإنسانية هي تلك النظريات التي قادت خطى الإنسان إلى عصر التنوير – و هي فترة تاريخية أَعْلَت من قيم العلم و العقل على الخرافات و ظلامية الأديان و الملكوت. و نظرًا لأن حرية الفرد هي حجر الزاوية الأساس في فرنسا العلمانية، أصبحت أسماء مثل فولتير في وقتنا الحالي رمزًا للتفكير العقلاني والفكر الليبرالي. 

و ألمحت الكاتبة إلى أن فولتير، بالنسبة لعديد من مؤيديه النظريين (الذين يتحدثون دون خبرة عملية)، يُشبه هؤلاء الجالسين داخل الأكاديمية الفرنسية، المؤسسة المهيبة المتألفة من الشخصيات الخالدة (نعم هذه هي الكلمة المستخدمة لديهم) الذين يفصلون في الأمور المختصة بالفكر الفرنسي؛ إنه مفكر مؤسسي يبعث الطمأنينة في النفوس قد لا يعرف عنه الناس كثيرًا، باستثناء أنه لا يُفترض مسائلته مطلقًا. 

ألا تستحي فرنسا!

و تصف الكاتبة هذا الأمر بأنه وضع مثير للسخرية و التراخي و أن على الجمهورية الحديثة أن تستحي من ذلك و هي تحاول الوفاء بوعدها في أن تغدو نموذجًا يُحتذى به في الحرية و المساواة و الأخوة. و الحقيقة أن فولتير لا يزال شخصية رمزية شهيرة يرتبط بها إلى حد خطير المنافقون غير المتعلمين و غير الشرفاء فكريًّا – و الذين يُعدُّون انتقائيين للغاية في تناولهم لأعماله، إما لأنهم لم يدرسوها مطلقًا أو لأنهم يكتفون عمدًا بانتقاء ما يوافق أهواءهم منها.

و ليس غريبًا أن يصدر ذلك عن هؤلاء الذين أقاموا تمثالًا لرجال مثل توماس جيفرسون و وينستون تشرشل بينما يتغافلون عن حقائق أكثر قتامة في حياتهما، إذ امتلك جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، مئات العبيد بفضل المزارع الموروثة عن والده في ولاية فيرجينيا. و في وقت لاحق من حياته، أصبح تحرير هؤلاء العبيد مهمًا لجيفرسون، و لكنه، كحال فولتير، كانت الأولوية في الغالب للاعتبارات المالية على حساب الآداب و الفضائل العامة، و الذي يقصد به احتفاظه بممتلكاته البشرية.

 أما تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا في زمن الحرب العالمية الثانية، فكان يُجاهر بعنصريته و اعترف ذات مرة قائلًا: «أنا أكره الهنود… إنهم أناس همجيون و يعتنقون دينًا وحشيًّا»، لذا ألقى نشطاء حركة «حياة السود مهمة» بالطلاء على تمثاله في ساحة البرلمان في لندن في يونيو.

الفرق بين فولتير وجيفرسون وتشرشل

و بيَّنت الكاتبة أن الفرق بينهما و بين فولتير أن جيفرسون و تشرشل ليسا فلاسفة، بل كانا سياسيَّين ذوي عقل جامد و مضطلعين بالأمور العملية الضرورية التي تفرضها قيادة الدول، مثل التعامل مع النزاعات الرئيسة. كما يُنظر إلى تشرشل بوصفه بطلًا للحرب العالمية الثانية و يُنسب إليه جزئيًّا تدمير النازية. بينما صاغ جيفرسون إعلان الاستقلال، مُمهدًا الطريق أمام الحرب الثورية الأمريكية ضد الحكم البريطاني، و بطبيعة الحال يُعد النصر في الحروب التي يُعتقَد أنها أخلاقية سببًا في التجاوز و غض الطرف عن الحوادث الأقل مجدًا و تشريفًا.

و في المقابل، كرَّس فولتير جهوده للأفكار، بما فيها تلك الأفكار ذات التأثير الخبيث على عقول اللاعبين التاريخيين على مر العصور. و كانت كراهيته الشرسة للطوائف الدينية كافية للتحريض بسهولة على أعمال العنف ضدهم، كما أكدت عنصريته البيولوجية (أو العلمية و هي التحيُّز و التمييز المبني على الاختلافات البيولوجية الملحوظة بين المجموعات الإثنية) على التدرج في أشكال الحياة و أن السود نشأوا في مكان ما بالقرب من القاع، أعلى قليلًا من منشأ «القرود». و في رسائله Les Lettres d’Amabed المنشورة عام 1769، صوَّر فولتير الأفارقة على أنهم حيوانات ذات أنف أسود مسطح، و ذكاؤهم محدود أو منعدم.

منطق شبه علمي لتكريس العنصرية

و أردفت الكاتبة قائلة كان فولتير مهووسًا بمعاداة السامية، مستخدمًا نصوصًا عديدة لإبعاد اليهود عن الحضارات العظيمة لليونان و روما القديمة التي كان معجبًا بها. و على سبيل المثال، كتب فولتير عن اليهود في كتابه (رسالة مميوس إلى شيشرون Letter of Memmius to Cicero ) عام 1771، يقول: «وُلد اليهود كافة، و قد ملأ التعصب الجامح قلوبهم، تمامًا كما وُلد البريطانيون و الألمان بشعر أشقر». و في العام الذي يليه نشر فولتير مقالة حكم فيها على اليهود بعبارة «أنتم تستحقون العقاب، لأنه هو قدركم».

و على عكس الدوافع المعتادة لمعاداة السامية، كالخوف غير المنطقي المصحوب بالجهل – بحسب الكاتبة – كانت معتقدات فولتير المخيفة قائمة على منطق شبه علمي. و كان هذا أمرًا عاديًّا لدى فلاسفة التنوير، الذين صاغوا تبريرات مشوشة للحث على بُغْض الفئات العرقية و الدينية. إذ كتب ديفيد هيوم، في كتابه (من الشخصيات الوطنية  Of National Characters)، قائلًا: «أميل إلى الاعتقاد بأن الزنوج هم أدنى درجة من ذوي البشرة البيضاء بطبيعة الحال». كما وصف الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط اليهود بأنهم «أمة من الغشاشين». 

و أكدت الكاتبة أن هذه العنصرية المنهجية كرَّست لتسلسل هرمي علمي مزيف عن الحياة، و أبرزت هذه العنصرية أن المفكرين متشابكين على نحو لا يمكن فصمه عن الاستعماريين الذين أرادوا إذلال أعراقٍ أخرى و قمعهم على افتراض أنهم أدنى منهم منزلة. و لم يكن تأثير مثل هذا التنوير الخبيث هامشيًّا بالنسبة لأعمال أصحاب الأيدلوجيات هؤلاء، إذ انتشرت قراءة كتاباتهم على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، بما فيهم صديق فولتير العظيم، الملك فريدريك الثاني ملك بروسيا.

الرابط بين فولتير و هتلر

و شددت الكاتبة على أنه من غير الصعب رسم خط تاريخي بين معاداة فولتير للسامية و ألمانيا ذات النزعة القومية المتعصبة التي استهدفت قتل أعدائها الذين تَعدُّهم أدنى من البشر. و بدون شك أصبح أدولف هتلر تلميذًا شغوفًا بمناقشات فريدريك العظيم و فولتير عندما وضع خططه للرايخ الثالث.

و ظاهريًا، روَّج فريدريك الثاني لأفكار فولتير مثل (رسالة في التسامح، Treatise on Tolerance) 1963 في الوقت الذي كان يصدر فيه المراسيم الملكية المعادية لليهود و التركيز على القومية العسكرية و نوع من الانضباط غير المنطقي الذي كرَّس للنازية. و لا تزال مناصرة فولتير للعنصرية البيولوجية و تفوق البيض على الملونين يبرر للمتطرفين جرائمهم كافة. 

و الأهم من ذلك – بحسب الكاتبة – هو أرشيف سجلات لمحادثات هتلر الخاصة التي أكد فيها دراسته للرسائل المتبادلة بين فولتير و فريدريك الثاني و اجتماعاتهم، إلى جانب تعليق صورة فريدريك في قبو الفوهرر في برلين حيث لقى حتفه في أبريل (نيسان) 1945.

 و بينما أشار الكتَّاب المختزلون للحقائق إلى ما قاله هتلر في عام 1941: «إن قراءة الكتابات الجدلية في القرنين السابع عشر و الثامن عشر، أو المحادثات بين فريدريك الثاني و فولتير، تثير شعورنا بالخزي على المستوى الثقافي المتدني، خاصة بين العسكريين».

لقد آمن هتلر، مثل فولتير، أن اليهود لا يمتلكون ثقافة خاصة جديرة بالثناء و أنهم ببساطة ساروا على درب الآخرين مقلدين. كما كانت خطابات هتلر مليئة بالعبارات المقتبسة من أدبيات فولتير، مثل: «إن الشعب اليهودي، مع كل سماته الفكرية البادية، بالرغم من ذلك فهم مجرَّدون من أي ثقافة حقيقية تخصهم… و لهذا، يفتقر اليهودي إلى تلك السمات التي تُميز غيره من الأجناس المباركة ثقافيًّا تمييزًا مبدعًا».

عصر جديد من الرشد والعقلانية

و تخلص الكاتبة إلى أن المشكلة لا تكمن ببساطة في فشل فولتير في دمج المجموعات المضطهدة مثل السود و اليهود فيما يسمى بالفكر التقدمي: لكن المعضلة أن دفاعه عن العنصرية البيولوجية و تفوق البيض على الملونين لا زال يُستخدم كمبرر للمتطرفين كافة. و من بينهم المتعاطفين مع النازية و المرتبطين بالتجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا (الجبهة الوطنية سابقًا)، و كذلك الإرهابيين الذين يستهدفون المعابد اليهودية و المساجد.

و في ظل وجود مثل هذه النماذج الفكرية، لا يستغرب تصويت الملايين في فرنسا لحزب أسسه جان ماري لوبان المتهم بمعاداة السامية، و إنكار الهولوكوست. كما أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن تماثيل الشخصيات ذات الصلة بأيديولوجيات شائنة جدًّا جزء من تراث فرنسا، و لا ينبغي إزالتها.

و اختتمت الكاتبة تقريرها بالقول: «إن هذه وجهة نظر رجعية تتجاهل تمامًا التساؤل وثيق الصلة بالموضوع: لماذا ينبغي أن يظل التنويريون العنصريون في مكانة مُقدَّسة؟ فقد ظل الفرنسيون الراضون عن أنفسهم يُبجلون الفلاسفة سيئي السمعة منذ أمد بعيد، و حان الوقت أن يتعلموا كيف يكفرون بهم من أجل الانتقال إلى عصر جديد من الرشد و العقلانية».

الرابط : https://www.sasapost.com/translation/voltaire-spread-darkness/

قراءة 818 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 28 تشرين1/أكتوير 2020 16:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث