(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 06 حزيران/يونيو 2022 08:57

الموروث التاريخي 9

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(9 أصوات)

عواطفنا اللحظية المسروقة:


العواطف الآنية التي تتشكل كردة فعل على ممارساتنا للكثير من الأعمال و الافعال، و التي نردها دوما إلى عاداتنا و تقاليدنا دون ربطها بالضابط الديني الشرعي تأخذنا بعيدا بذهن مشوش و فكر يتخبط، يجعلنا نتنحى عن أهدافنا المرجوة بطريقة أكاد اصفها بالغبية.
إن من غير الممكن ترك مساحة خارج الإرث التاريخي و الثقافي و حتى الاجتماعي.. حفاظا على أصالتنا، و وفاءا لهوية أمتنا، و صقلا لقيمنا المستقلة و أخلاقياتنا، فالمرء يعرف بما ورث من تاريخ آباءه و أجداده، و هو المسؤول الأول عن أية تغيرات في هذا التاريخ.
لا زالت تحكمنا العادات و التقاليد و الأعراف و القيم كموروث تاريخي، منها ما يتماشى مع ديننا الإسلامي، و منها لا يتعارض معه، و منها خاطئ، و بالرغم أن موروث أي شعب قائم على إرث عاداته و قيمه و دينه و عقيدته، و لكن عندما تقيم العادات و التقاليد و الأعراف نظما تبلغ من الدقة أن تخنق الجرأة في التطور و التماشي مع متطلبات العصر بأسلوب مقنن بما لا يتعارض مع العقيدة، فلا شك أن تؤدي إلى التقوقع في نماذج ثابتة صعبة التغيير، و يصبح التمسك بالتقاليد و العادات الموروثة أيضا جامدا لا نمو فيه و لا حياة، و هذا خليق إلى أن يصبح الدفاع القوي عن مبادئنا دون تفكير.
يتبع الكثير من العرب و المسلمين منهج امتداح مآثر أسلافهم، و لكنهم لا يستطيعون أن يتساووا بهم... عندها يكون الفكر قد وصل مرحلة الابتذال، و المجتمع بمفكريه و أفراده قد دخل طور الركود.

البقاء البيولوجي طموحهم!!


لكل كلمة أذن.. و لعل أذانهم لا تناسبها كلماتنا، و فكرهم المنفتح و المتعدي على كل القيم و المبادئ الإنسانية – أي الغرب – لا يتناغم مع فكرنا الوسطي الذي يتناسب مع كل العصور فيتهموننا بالرجعية و الجمود و الغموض، بل تعدوه الى الوصف بالإرهاب!!
يلصقون التهم بنا، و نلام على ما نفعله أو لا نفعله ؛ و ليس على ما يحدث لنا بمعزل عن أفعالنا، ليس لشيء الا ليحافظوا على وجودهم البيولوجي، بغض النظر عن الوسيلة لذلك، حتى لو كانت على حساب دمار الشعوب و اراقة الدماء، هذا ديدنهم، فلا عقيدة تحكمهم و لا إنسانية تردعهم.
ثمة ضرورة لإعادة النظر في حوارنا مع الشرائع الأخرى فهي ليست أديان.. ثمة ضرورة في إعادة النظر فيما نفعل و فيما لا نريد ان نفعل، ضمن صلاحياتنا المستندة الى عقيدتنا و ما توجبه علينا مبادؤنا فيما يتواكب مع علاقاتنا مع العالم الذي يعيش معنا على كرة كوكب واحد بحقوق متساوية، لتحقيق ما يصبو اليه المسلمون من تكافؤ في عصر شديد التقدم.
أليس أكثر الناس بؤسًا هو "الإنسان المُؤَجَّل" الذي يقضي حياته كلها تسويفًا و تأخيرًا.. تسويفا في البعد عن التقدم، و تأجيلا للحاق بالآخرين.. تدنو منه كل أسباب العلم و التعلم فيقول: غدًا سأتعلم! و يظل في هذا التأجيل حتى يتآكل فيه كل شيء، إلا زفرة متحسِّرة!

قراءة 1732 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 حزيران/يونيو 2022 08:04