في يناير 2005 عند دخولي مقر جمعية العلماء المسلمين الجزائرين و إلتحاقي بطاقم أسبوعية "البصائر" ككاتبة عمود "نظرات مشرقة"، أنعم الله علي بالتعرف علي أختي أمال حملاوي، مجرد أن وقفت أمامها لأحييها، أدركت أنني أمام إنسانة متميزة بأتم معني الكلمة.
صامتة، هادئة، متقنة لعملها، تشعرك بالدفيء بإبتسامتها الحلوة و حالما تتكلم معك تطمئن لها. كانت زياراتي قصيرة لمقر "البصائر" و في كل مرة أجدها تؤدي عملها في وقار و مثل النحلة النشطة، غاية في الإخلاص مع كل من تتعامل معهم. فإستطاعت أن تفرض نفسها بعملها الجاد و طبعها الكتوم و الراق.
كلما كنت أتبادل معها الحديث، أشعر بأنني كسبت فيها الأخت و الصديقة و المعلمة، نعم تعلمت الكثير من أمال حملاوي السائحي و لازلت. كانت في البداية علاقتي بها مهنية بحتة، ألتقيها كلما أتوجه إلي مقر أسبوعية "البصائر". سنة بعد سنة، تكونت وشائج بيني و بينها و في مرة من المرات و أثناء إتصال هاتفي بها، وجدتني مشغولة البال، فأثلجت قلبي بقولها :
"عفاف إنني موجودة، لنوطد العلاقة الأخوية بيننا أكثر." لم أدري ما أقول لها سوي إن شاء الله. و بالفعل بإنتهاء مهمتي في "البصائر" و مغادرتي لها، إستمرت علاقة الأخوة في الله بيننا و سعدت أيما سعادة بالتواصل معها، هذا و قد إلتحقت أمال حملاوي السائحي بطاقم موقع نظرات مشرقة في 2012 و غدت أكثر العناصر فيه نشاطا، إخلاصا و أمانة.
يشهد الله أنني استأمنها علي الموقع في حضوري و غيابي، لا أحد يتصور حجم ما قدمته لي أختي نعم الأخت أمال حملاوي، تحملت معي أعباء المسؤولية و جعلتني أطمئن أن للموقع من يخلص له حتي أحيانا علي حساب راحتها و صحتها. قلما يجود الزمان بأمثال أمال، صبورة بشوشة، تعطي بلا حساب و تتحمل الأذية في صمت و لا تبالي، في محطات معينة خبرت حكمتها و لمست تسامحها.
كانت علاقتي بها مهنية أو شخصية، لم تجاملني و أهم صفة تتميز بها الصدقية، أمال حملاوي السائحي صادقة في تعاملاتها إلي أبعد الحدود. لا تخيب من يعتمد عليها و لا تداهن أحد. هي مدرسة بذاتها، فمهما سأسهب في الحديث عنها لن أوفيها حقها، دائما ما أشعر بأن الله أكرمني بأخوتها، و أي كان الظرف وجودها إلي جنبي عوضني الكثير، الكثير.
قلمها الرائع الذي إكتشفته و هي مشرفة علي صفحة الأسرة في أسبوعية البصائر، جعلني أحمد الله أننا كسبناها في موقع "نظرات مشرقة". كم من مرة و أنا أقرأ مقالاتها، أقف علي نجاحها الكامل في معالجة الكثير من المظاهر السلبية التي يعج بها مجتمعنا المسلم، قوة الحجة لديها مع فكر متبصر و جمال الأسلوب كلها عوامل تشد القاريء الكريم إلي قلمها.
أتقنت عملها و دورها كرئيسة تحرير الموقع لأكثر من عام و لولا كثرة مشاغلها و إلتزاماتها، كنت سأفرض عليها الإحتفاظ برئاسة التحرير، فإطمئناني لأداءها المهني الممتاز جعلني في الكثير من الأحيان أعتمد عليها و انا مرتاحة البال.
أمال حملاوي السائحي إنسانة كرست نفسها لخدمة دينها بصدق و أمانة و إستقامة أخلاقية عالية، أعود إليها في السراء و الضراء. فمهما سأكتب عنها، قليل، و مهما أثنيت عليها قليل و لست ممن تجامل.
كثيرة هي المواقف التي عشناها معا و هي رفيقتي في الموقع، تنصح و توجه و لا تردني أبدا عندما أحتاجها في مشورة، اللهم يبارك لنا فيها و في قلمها و اللهم يثيبها عنا جميعا خير الدنيا و الآخرة و يرزقها رضوانه و حسن الخاتمة.
أشهد أمام الله عز و جل أنها نعم نعم الأخت في الله.
Comments
الغالية الصديقة الحميمة عفاف عنيبة..لم يكن ليكون الذي بيننا من أخوة وصداقة إلا عندما كانت عفاف قمة في التعامل والأخلاق..شكرا جزيلا لك أختي العزيزة ..
RSS feed for comments to this post