اليوم سأقلد قلمي شرف هتك الأسرار.. أي أسرار. إنها أسرار الضياع والحرمان! لم يكن رجوعه إلى خالقه نتيجة ظروف قاسية أو محن زائفة.. كان ينعم بشتى أنواع الترف والحرية في كل شيء.. كان يجسد العلمنة بمعناها الصحيح. كانت أفكار الحداثيين وخططهم نهجه ودستوره، وكتبهم مرصوصة في مكتبته، وقلمه تتلمذ على الأشعار المارقة.. تمنى أن يكون أول من يترجم فكرة التحرر إلى واقع ملموس. ولطالما سهر الليالي يخطط لهذا الحلم... قدم مفهوم التحرر على طبق من ذهب لكل من تابعه! شوه صورة الرجل المتدين على أنه اكتسب الخشونة والرعونة من الصحراء وتعامل مع الأنثى كما تعامل مع نوقه وهو يسوقها بين القفار، كانت الموسيقى غذاء الروح كما كان يسميها هي نديمه من الصباح إلى الفجر! سرى على هذا النمط سنينا عديدة!!

" ستدرك في وقت متأخر من الحياة أن معظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية فأجعل هذا الإدراك مبكرا".. لم أكتب أبدا كي أقرأ.... ولم تكن الكتابة بالنسبة لي إلا ملاذا أسكب فيه - دون خوف أو خجل جداول مشاعري الدافقة.. إن الذاكرة هي في الغالب خاصية مرافقة للغباء، أنها عادة تنتمي للنفوس الغبية التي تغدو أكثر غباء بسبب الحمل المضاعف التي تضعه فوقها الذاكرة، مع ذلك ما الذي سنصبح عليه بدون ذاكرة? كل رجل بلغ مستوى مراهقته الفكرية يبدأ بالشك بأن الحياة ليست ملهاة ظريفة، والميراث الطبيعي لكل امرئ مؤهل لحياة روحية، هو غابة متوحشة يعوي فيها الذئب وتنعق فيها البومة!!