قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 25 أيلول/سبتمبر 2023 05:04

سادتي هل هو خلاف أم اختلاف؟

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن أصدق ما يقدمه المرء للآخرين التحية الصادقة، و أفضل التحايا تحية نبينا الأمين.. بدأها بالسلام و ختمها بالرحمة و البركة؛ فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد،

سادتي، لا أظن أن الاختلاف في وجهات النظر بين الأدباء يفسد القضية و يثير الخلاف، فلا ضير إن حاول المرء أن يكسر السائد برأيه، ألا يسافر في الطرق التي مهدها الآخرون قبله بل يختر الدروب الوعرة فيمهدها بأقدامه، و إقدامه، يتحمل مخاطر الطرق الموحشة و يزرع أطرافها بنصوصه المدهشة، فغدا سيقولون: هذه طريقة.. و تلك طريقته!!

سادتي ، لا أحد، و أعنيها بكل ما تحملهُ من تعاسة اللحظة، أن لا أحد - حتى أنا - يعرف و يجامل الحدس، كل الآخرون، في قوائمنا المتكدسة، لا يعرفون الوجوه الأخرى للعمُلة الوحيدة، كل ما أعرفه بحق، هو طريقتي للتعبير عن الفوضى المختبئة، استيائي من الحاضر الذي لن يحل مشاكلنا نحن كمسلمين، استيائي من الغد الضبابي الملامح الذي سيبقى ضبابيا إن نحن أردناه كذلك، و أفهم أيضًا سبب كتابتِي نص كهذا، إنه دائمًا ما يمشي ذهابًا و إيابًا داخل عقولنا في منتصف الليل.

أيها السادة، من النضج أن يكون الشخص ذا خصوصية، و ألا يعرفه أي شخص أكثر من اللازم، لأن شعور الندم سيء جدًا، عندما تُتِيح لشخص معرفة كل شيء عنك، و يتّضح لك بعد ذلك، فيضيع كل جميل، و يختفي الفعل الأصيل، و لا يبقى إلا كل فكر عليل.

ما يسمونه خلافا أو يوحون به ضمنا أسميه اختلافا فالخلاف غير الاختلاف..؛ فالاختلاف في بعض الأوقات يسجل في كتاب الحياة، يعيد المرء إلى انسانيته و فطرته، يشعره بنمو فكره، و رجاحة عقله.. يجعله يمتلئ بشعور غريب أنه ظاهرة غير منتهية، أما الخلاف فهو على النقيض تماما يترك نقطة سوداء في كتاب الحياة.

معركة حتمية حام وطيسها، بين الكاتب و عقله، و بين الكاتب و قلبه.. فبمجرد أن يطيش قلمه، يتقافزكأيل من هضبة تتراكم عليها الأفكار التي لا تلبث أن تتدحرج كسيل منحدر إلى واد سحيق حتى تستقر فيه، يولد ذلك الشعور بأنه ضحية و جلاد في آن!!

ألا تتفقون معي أن الإنسان يمر بمراحل عدة، و لا يعلق منها في ذاكرته إلا مرحلتين، مرحلة نضوج فكري متمثل بالتكرار، و مرحلة نضوج عاطفي معتمد على النمو المعرفي، فإن خبا التكرار مات النضوج الفكري، و ان أفل النمو المعرفي مات النضوج العاطفي. إن الإنسان لا يعول عليه إن عمد إلى تكرار سلوك أسلافه، بل يعول عليه إن أتقن تنمية قدراته على اتخاذ قراراته... هكذا هو الأديب المفكر فقد تتغير مع الزمن تركيبته البيولوجية، و لكن لا تتغير تركيبته الثقافية حتى لو تغيرت الظروف من حوله.. أليس كذلك؟!

سادتي، الحرية الفكرية لا ينضوي تحتها الفوضوية و العشوائية، و لا يوجد حرية دون مرجع تستند عليه، فالحرية، لا تعني تكرار السلوك غريزيا، بل هي عالم غير معزول عن ظاهرة الحياة البيولوجية و الثقافية و حتى الاجتماعية.

ألا تتفقون معي على أن المثالية فضيلة، يقابلها في الجانب الآخر رذيلة عدم الواقعية و الخلط بين الحلم و الواقع؟

أليس الفكر غير الواقعي هو نتاج عقل نائم يوجد في الحاضر و لا يوجد فيه، و يقيم منطقه على عاطفة المرء و مشاعره، و من ثم يرى نفسه في مركز العالم، و يعمل تحت سيطرة تامة من اللاوعي؟!

أخيرا سادتي، كثير من الناس لا يفرق بين مصطلح ( الدين ) و مصطلح ( الشريعة) ظانين أنهما بمعنى واحد و هو خطأ كبير، فالدين هو ما يعتقده العبد و يؤمن به، و سمي اعتقادا و عقيدة لأن المكلف يؤمن بما يؤمن به و يعقد عليه في قلبه فلا يتحرك و لا ينفك، و الحق أن الدين واحد غير متعدد، و أخطأوا حين قالوا (حوار الأديان) و قد جمعوا كلمة ( الدين) فالدين واحد و هو دين الإسلام، و لو لاحظت و دققت النظر في كتاب الله لوجدت هذا الأمر جليا واضحا، فنوح عليه السلام يقول (و أنا أول المؤمنين) و الملكة تقول ( و أسلمت مع سليمان لله رب العالمين) و إبراهيم يقول ( قال أسلمت لرب العالمين)، فالدين عند الله واحد و هو دين الإسلام، قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام) و دعوة الأنبياء واحدة، و منهج الأنبياء واحد، و هو الدعوة للتوحيد، لأن الإسلام هو دين التوحيد، قال تعالى ( و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، و لذلك تلحظ بلاغة النص القرآني حين يعبر بقوله ( و جاء فرعون و من قبله و المؤتفكات بالخاطئة، فعصوا رسول ربهم) كان عليه أن يعبر بلفظ ( فعصوا رسل ربهم) بالجمع، لكنه اختار التعبير بالمفرد ليلفت الانتباه أن دعوة الأنبياء واحدة غير متعددة، و كذلك قوله تعالى ( و تلك عاد جحدوا بآيات ربهم و عصوا رسله) و قوم عاد أُرسل إليهم نبي الله هود، قال تعالى ( و إلى عاد أخاهم هودا) فكان سياق الكلام أن يختار المفرد فيقول ( فعصوا رسوله) لكنه عدل عن المفرد و اختار الجمع ( رسله) لأن الذي ينكر دعوة رسول واحد فهو منكر لدعوة الأنبياء جميعا، أما الشريعة فهي مجموعة الأوامر و النواهي التي من شأنها تنظيم حياة الناس و إقامة المجتمع الفاضل، فترى لكل أمة شريعة تنظم حياتهم، قال تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا)، و دائما ما تتسم الشرائع بأنها تأتي بما يتناسب مع   حال المجتمع، و تساير تطور العقل البشري، لذا تراها عرضة للنسخ و التغيير، من هنا نقول بأن اليهودية و النصرانية شرائع و ليست أديان، فكما قلنا بأن الدين واحد و ثابت غير متعدد، و لا يعتريه التغيير ، أما الشرائع فهي متعددة متغيرة، و قد وكل الله حفظها لهذه الأمم فبدلوا و حرفوا و غيروا، هذا و الله أعلم.

لا يوجد ما يسمى الاديان السماوية الثلاث، فاليهودية و النصرانية هي شرائع فقط و ليست أديان، قال الله تعالى..

﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهَاجًا﴾ (المائدة 48).. أما الادعاء بأن اليهودية و النصرانية ديانة فاليهود و النصارى هم الذين سموا أنفسهم بذلك و لم يسمهم الله سبحانه و تعالى نصارى أو يهوداً استنادا لقوله تعالى (وَ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ")

(المائدة 14).. و قوله ايضا:" (وَ قَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ").. (البقرة 135).

ان اليهود و النصارى هم من سموا أنفسهم بهذه الاسماء و لم يسمهم الله، و كل الأنبياء و الرسل قالوا إنا مسلمون حتى فرعون قال حين أدركه الغرق ...

" قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (يونس 90)

فلماذا لم يقل و أنا من اليهود؟؟

و هذه الآيات التي تدل على أن الدين واحد و هو الإسلام و ليس ثلاث ديانات..

قال نبي الله نوح عليه السلام: "فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (يونس 72)

و قال نبي الله إبراهيم عليه السلام لبنيه.. " وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنتُم مُّسْلِمُونَ "(البقرة132)

و قال نبي الله يوسُف عليه السلام.. " تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " (يوسف 101)

و قال نبي الله موسى عليه السلام ...

"وَ قَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ " (يونس 84)

و قال نبي الله عيسى عليه السلام

" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "

(آل عمران 52)

و تأتي الآية الجامعة لكل الأنبياء و هم يقرّون بأنهم مسلمون

" قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ مَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَ مَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَ عِيسَىٰ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَ  نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " (البقرة 136)

و جاء خاتم النبيين و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يحمل الشريعة الإسلامية التي تدعوا لدين الإسلام أيضا و لكن بمنهج مكمل لكل الشرائع ....

فكل من آمن بالله و بكل نبي بعث فهو مسلم يشهد أن لا إله إلا الله

أي أنه مستسلم و خاضع لله وحده إلها واحداً لا شريك له ....

قراءة 562 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث