قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2023 06:39

"أَرِّخُوا لِأَهْلِ غَزَّةَ"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذا حال أهل فلسطين بكل أطيافهم و أديانهم و مذاهبهم، هدموا كل المآذن، و قصفوا أجراس الكنائس؛ فالفلسطيني عندهم سواء مسلم و مسيحي، فهم ليس لهم إلا و لا ذمة أبدا، حربهم حقد و الحاقد دوما يعيش النقص في حياته.

لسان طفل غزة يقول: أثخنتم فينا الجراح، و في التّجنّي و سرقْتموني، و خنقتم بعضي، و اختلستم ضياء عيني، و اغتلتم أحلامي قبل جسدي حتى البنفسج انطفأ عجبا، و عافته السّواقي خمسة و سبعون عاما في الفراغ، و لا أريج و لا ترابْ. خمسون عاما تسرقني الغواية ثمّ يوقظني السّرابْ وطنٌ و لا وطن، و لا رايات ترفّ و نجوم كسرتْ سواريها، و ألقاها الجنود على التّخومْ. ماذا تبقّى من بقايا ذلك الولد المقسّم بين أحلام المدائنْ؟ لم يبق ما أخشى عليه قد تسرّب خافقي مزقا و ضاع الكلّ منّي!!

الكلمة الواحدة يقولها اثنان، أحدهما يريد بها حقيقة الشعور و الآخر يريد قولها لكنه يصمت.. الاعتبار بطريقة القائل و سيرته. و أنا هنا سأقول: حربكم مع الكيان الصهيوني حرب عقيدة مع كل مسلم و مسيحي لإعادة بناء الهيكل المزعوم.

حمل الفلسطيني مسلمه و مسيحيه - عبء الحياة الثقيل و لكنه يحمل عبء الآخرة الأثقل، و لأن الإنسان يؤمن أن لحظة الحرية الوحيدة لديه هي لحظة الحلم بالدفاع عن وطنه و حلمه و الأهم إرضاء خالقه فقد ألغى شهوات دنياه من قاموسه و اتبع عقله و واجباته..

الشاب الفلسطيني و الغزي لم يجلس في مقهى مع جريدته كما نحن.. اختار ألا يجلس في الركن منسيا.. كل ما يهين مزاجه الصافي هو رؤية المحتل يصول و يجول في أرضه.. و لم يسمح لأحد أن يفكر في اغتيال أفكاره.. كم هو منسي و حر في خياله؟!

الطفل الفلسطيني لا يعرف اللعب و لا يجيده، و الشاب منهم لا يعرف الوجبات السريعة، لا يعرف ما هو الهامبرغر و لا البيتزا و لا معنى كنتاكي.

ليس للعقل قلب، وليس للقلب عقل، لذلك عندما يتكلم المرء بعقلانية يبدو بلا قلب، وعندما يتحدث بقلبه يبدو أقل عقلانية؟! إلى أين يا صاح...؟! هذي الرمال تماهتْ مع الماء، لا أرض للمرهقين الجياع، فأين ستركز رمْح الجسدْ وأيّ التّلاع سترضى برأسٍ، تصدّع بالحلم والشّعر، حزْن الرّوايات، وهْج المهرطقين، فكر عصْرٍ، تردّى به العصْر حتّى اخضلال العيون، وأعْراه منْ ورْده والمددْ، أليست الحياة كالعواصف.. عند هبوبها تسقط الأوراق والاقنعة والضمائر.. تتفاجأ بحقائق لأول مرة تتعرف عليها.. وفي النهاية تكتشف أنك الرابح الوحيد.. ليست النهاية ولكنها البداية!!

إن الأيام والحوادث التي تصنع التاريخ انما هي نتاج الإنسان؛ فالإنسان ماض وحاضر ومستقبل.

لا شك أن النفس هي محور العلاقات البشرية ومحور وجود الإنسان الكوني.. والتعمق بها هو أولى المعرفيات الجبرية الضرورية لتهذيبها وهذا ما أتى به محمد وعيسى وموسى وكل الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه- وتعمق في قلوب المؤمنين من أهلنا في فلسطين.. في شاب غزة، ودعا له وما زال يدعو له؛ فمنذ الأزل بينتالكتب السماوية وتوارثها المؤمنون أن بداخل الجسد الإنساني قوى تفوق الطبيعة دون أن يحددها إلى أن وجدوها روحا خفية هي أصل الحياة، فالطير يولد وهو مجبولٌ على الطيران، وكل مخلوق يدرك جِبلتّه ويمارسها إلا الصهاينة يريدون أن يكونوا كل شيء ويملكون كل شيء!

الإنسان الرائد السوي لا يكذب معتقده، ولا يتغير فكره مع المغريات، لا يتشوه نضجه مع الأحداث، ولا ينسى دينه الذي هو وطنه في الدنيا والآخرة، وأنا أعرف أنّ المسلم الحق وطني، والمسيحي الحق وطني، أوطانهمتسكنهم ولا تخطئهم، يعرفون أنّ الزّمن الجامح في الأحداق الغضْبى.. زمنهم.

لا زال الشعور بالعجز عن كتابة مضمون ما نشعر به يا سادة، عن شرح محتوى ما نعايشه والذي رفع السموات إنه لأمر جلل، لا ندري هل نحن مكتئبون أم سعداء، لا نستطيع تمييز شعورنا تجاه الأشياء حقاً، تبدو الأمور أمامنا على ما يرام، لكنها في الحقيقة عكس ذلك، شعور فائض بالخوف والملل والإرهاق، ارهاق من اللوم والعتاب لمن سمح بالتأريخ الملفق المكذوب، متعبون من الإجابات اللامنطقية والانتظار، ملل من الروتين وتكرار الأيام والنفاق والكذب وهزلية الأمور.

ما زلنا نعاني من تنشب نزاعات ثقافية، ولا زلنا نتخبط في مستنقع الخلافات العرقية ايضا بالرغم من توحدنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، جمعنا الإسلام والقرآن وهدي نبي الأنام، ودعا "إليه عيسى وموسى وكل الأنبياء صلوات الله عليهم".

لسنا بحاجة الى مصادر قوة أخرى، ولا مؤرخين يكتبون ما يريدون، يزركشون ما يريدون ويعتمون مالا يريدون من تعبئة اللغة والدين والتاريخ وتوظيفها جميعا لتحقيق أغراض بعينها، ولكن نحن بحاجة الى المصادر الثقافية الثقة ذات الضمائر الحية، ليس من أجلها ولخاطرها هي بل من أجل العدل والانصاف؛ فأَرِّخُوا لِأَهْلِ غَزَّةَ.

قراءة 226 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2023 08:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث