قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 15 تشرين2/نوفمبر 2022 10:54

"هل أتاك حديث الغاشية"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
ضمائرنا المثقوبة تصحو على حفلات تكريم الموتى
 
أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن، لا تحتفظ بحب ميت في برد الذاكرة، أكتب، لمثل هذا خلقت الروايات.
أسوأ تجربة يمر بها إنسان هي أن يتعرض لسرقة، سرقة الوقت، سرقة العمر، و سرقة الفكر؟!
و قد تعرضت لذلك عدة مرات
الساعة الآن الواحدة صباحا، و أنا لا افتأ أحاول أن أسطو على ورقة أو قلم، و صوت المذياع الذي لا آبه به يصدر الضوضاء فقط.. ضوضاء فقط، مرة صوت موسيقى لا أشعر بها، و مرة لصوت أغنية لا افهمها، و أخرى صوت أخبار الموت في العالم.. صدقوني هي مجرد ضوضاء فقط تخرجني من السكون في ذلك الليل الموحش.
صوت صدح من نفس المذياع و انا أحاول البحث عن قناة أكثر تنوعا "هل أتاك حديث الغاشية"
لا شك أنني كنت محظوظا مع ذلك المذياع الذي اتهمته زورا و بهتانا بعدم الأمانة.. غير أن حظي لم يكن في مستوى حظ القارئ الذي بالتأكيد لا يبحث عن رسالة شكر مثلي؟!
يا ليتني كنت أنا المسروق وقتي في تدبر تلك السورة و لا أقول السارق لعمر مضى هباء منثورا.
لطالما قرأنا القرآن، لكنها قراءة لمجرد القراءة، دون تدبر و لا تأمل في معانيه و حكمه و آياته، و لا الوقوف على أحكامه؟!
"هل أتاك حديث الغاشية"، اخترقني ذلك الصوت و انا اللاهي ابحث عن كلمات لمقال تافه، يواكب العصر و يستسيغه العامة قبل المثقفين.. تجمد القلم و يداي باتت ترتعش؟!
أسأل الله ان يلطف بي في لحظات البياض من أيامي حين يكون مطلوب منا اغتنام نفحات هذا الكتاب العظيم، فلا أبرح محراب خشوع مع الله رب هذا الكون العظيم. حيث اعمالنا تعرض على الله و هو المطالب قائلا: ذوقوا حلاوة صبركم و حلمكم مع رب غفور رحيم معطاء. و قمر هذا الليل يتحدى سحب حبلى سرعان ما تتكاثف رماديتها لتطلق من بطنها خيوط النور تشق صدر السماء و هي تغدق مطرها بهيبة و سكينة..
كيف للعين أن تذوق الهناءة بنوم يأخذها خارج هذا العالم المحقون بالقلق.. أوجعني سوء تصرفي، و أكثر من ذلك هو الإحساس انني لا شيء يستحق بهذا الكون.. لن اقول هو الغباء، و لا هو الجري وراء ملذات الدنيا، بل اقول انه أبشع من ذلك و اوهن.. لهذا فشعوري أنى قد ضؤل حجمي حتى ذبت كقطعة ثلجية فقدت ابعادها و باتت بلا شكل يذكر..
الساعة شارفت على الثانية صباحا، و لحظات من الشدة تفقدني أعصابي، و تكاد تلتهمني و تخرجني من البوابة الخلفية للحياة.
الشعور بالضياع مؤلم، فإن رافقه الغباء أصبح أكثر ايلاما، و الاهتمام بتوافه الأمور أكثر جهلا.
الآن أدركت معنى "هل أتاك حديث الغاشية".. قد عرفت كيف يتشابه الفقد بالعيش كما الفقد بالموت. يبدو أنني لم أكن أجيد العيش ضمن الحياة التي لا تدين لحياتي و لا تدركها مشاعري بعميق احساسها. عشت و عالمي مليء بالفوضى و البحث عن توافه الأمور ليشار لي بالبنان من مجامل أجوف، أو مهرطق أرعن؟
قال جل من قائل: وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٩٧ الأنعام﴾
النجوم بالذات هي أبعد الاشياء الطبيعية احتمالاً في اثارة حب الاستطلاع الانساني.. و جسم الانسان هو أفضل مرشح للاهتمام المنهجي المبكر..
إن الانسان يرتقي عن طريق إثراء مواهبه، ملكاته، و قدراته اما ما يخلفه في طريقه فهي معالم مراحل تفهمه للطبيعة و لنفسه.. إنها معالم فكر لا يشيخ.. و من حكمة رب العزة أن جعل الانسان هو الكائن الوحيد الذي لم يحبس داخل بيئته .. فخياله و منطقه و حدة ذكائه و خشونته و فطرته كلها تجعله قادر على الا يقبل أن يعيش في بيئة غير سوية، و أن يسعى دوما لتغييرها.
الحرية بطبيعتها ما هي إلا قوة يمكن ممارستها بأكثر من طريقة؛ أيْ طريقة تكون تحت سيطرتنا. إن الحرية بطبيعتها تترك لنا المآل في اختيار الأفعال التي نؤديها، و لكن القوى السببية العادية، القوى المسببة للأشياء، ليست على هذه الشاكلة على الإطلاق.
لطالما كنت أن أحمقَا و سخيفًا و أنا ابحث عن عنوان لمقال سخيف فيه شيء من الرومانسية، أو قصيدة تروق للكثير من الذين همشوا حياتهم لفترات طويلة كما فعلت أنا، عندما كنت أفتقد التفكير تمامًا.
الساعة الآن تقترب من الثالثة صباحا، و لا زلت أحاول النيل مني؟
كل ما يحدث ناجم عن قضاء لله بأنه ينبغي أن يحدث — و هو قضاء سينفذه لله حتمًا، و قضاء يستند إليه كل العلم الإلهي بالمستقبل — و الأفعال الإنسانية ليست استثناء من ذلك، فكان الانسان مخيرا او مسيرا، فإن كنا مسيرين فلا يمكننا إذن أن نكون أحرارًا في أن نفعل خلاف ذلك؟ و إن كنا مخيرين، فلا بد أن نتساءل كيف يمكن أن تكون الكيفية التي نتصرف بها شيئًا يؤول إلينا ثم نتبع ما أمر الله به.
"هل أتاك حديث الغاشية" لابد ان تكون مشاعري مضطربة.. و حساسية ضميري عالية.. و أحلامي هائمة.. غائمة.. و قلبي يثب في صدري كفراشة ملونة.. لطالما قيل أن الماء هو الحياة، ففي الصحراء لا تزهر الحياة، و لكن كم تساوي الحياة؟
.. كلما عدت للكتابة شعرت ان تلك اللحظات التي اكتب فيها قد طوت اوراق و احزان و افراح قرن بأكمله، و ادخلها في ذمة النسيان.. تكون الازمنة قد تكسرت.. و الايام قد داست على بعضها البعض.. و المسافات قد تفجرت.. و الحدود التي بدت بعيدة بين القرون قد تلاشت و ذابت و ضاعت. ما الذي يمكن ان نكتبه و نحن نجلس في محطة الزمن على وشك ان نشهد لقاء قطارين طال سفرهما أحدهما قادم من قرن شاحب يحتضر و الآخر ذاهب الى قرن صارخ بالميلاد و الحياة.. ماذا سأكتب؟ تجمد القلم، و الحروف باتت عقيمة!!حسنا، سأكتب عن أن التحلي بالفضيلة يقابله في الجانب الاخر رذيلة، و الخلط بينهما يعادل الخلط بين الحلم و الواقع.. فالركض وراء ملهيات الدنيا هو بالذات نتاج العقل النائم الذي يوجد في الحاضر و لا يوجد فيه.. و يقيم منطقه على عاطفته و مشاعره و يرى نفسه في مركز العالم و يعمل تحت سيطرة تامة من اللاوعي.
قراءة 571 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 16 تشرين2/نوفمبر 2022 09:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث