" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
عندما شاهد الناس دموعا تنزل من عيني السلحفاة، تساءلوا :هل السلحفاة تبكي ؟
و بعد مدّة تبيّن بسبب البحوث العلمية أنّ تلك الدموع عبارة عن سائل يخرج ليخلّص السلحفاة من فائض الملح الموجود في جسمها.
فالعلم ضد الوهم، و ما قاد شيء مثل الوهم. العلم فيه حياة للناس في دينهم و دنياهم، و ما إنتشر العلم في بلد إلا ازدهر الخير فيه، حتى في معيشة الناس، لأنّ العلماء يوجهون الناس إلى تأدية الحقوق و رفع المظالم، و إلى تأدية الزكاة، و إلى الإحسان إلى المسلمين، فيسود الخير في مجتمعات المسلمين، و ما إنتشر الجهل في بلد إلا عمت الفوضى و قلّت الأرزاق و عمّ البغي و قلّت الأمطار و عمّ الجذب و انتشرت المظالم بسبب ظلم الناس و جهلهم. فالعلماء فيهم حياة و دور في إحياء الدين، و كذلك لهم سعي في أسباب حياة الناس و معيشتهم.
تقدّم المسلمين يكون بقيامهم بدينهم، و تركهم الترفّه، هكذا كان التقدم و هكذا كان السبق للنبي صلى الله عليه وسلّم و لأصحابه. لم يكونوا مرفهين و لم يكونوا منعمين، إنما كانوا رجالا في الحروب و لهم صبر و جلد و تحمّل. أمّا ما يسمى الآن بالتقدم هو الذي جعل بعض الرجال كالصبيان أو كالنساء في نعومتهم، و أضاعهم. لقد بدأ معاصرونا يدركون خطورة المبالغة و الإفراط في الرخاء و الثروة.
يجب التخلّص من الأوهام و الطمع، لقد حذرنا النبي صلى الله عليه و سلم من الطمع، و الطمع هو الشح فقال: «إياكم و الشح فقد أهلك الذين من قبلكم". و في الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما الغنى غنى القلب، و الفقر فقر القلب، و من كان الغنى في قلبه لا يضرّه ما لقي من الدنيا، و من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر من الدنيا، و إنّما يضر نفسه شحّها".
إنّ المجتمع الذي يؤمن بأنّ السعادة في الامتلاك مجتمع فقير، فقير لأنّه متأثر بالدعايات و الإعلانات التجارية، فقير لأنّه قبل الدخول في معترك التنافس، فقير لأنّه فقد حرية العيش ببساطة وقناعة، الفقر هو فقدان الخصائص البشرية و الروحية و الفكرية.