(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 06 كانون1/ديسمبر 2023 14:23

العالمية التي تأخذنا إلي المحلية و ليس العكس...

كتبه  عفاف عنيبة

عشت لمدة من الزمن في أوساط إجتماعية مختلفة و مذاهب و ديانات متعددة و أجناس متنوعة...لهذا إصطبغت نظرتي لوجودي كمسلمة بصبغة العالمية، فمن منظار العالمية نظرت و لازلت إلي ديني الكامل و إلي دوري كإنسانة مسلمة همها تجسيد إيمانها التوحيدي في أفعالها قبل كل شيء و في مخاطبة الآخرين بلغة الفعل الفاعلة و الإيجابية بعيدا عن الأحكام المسبقة و عن شعور الشوفينية الذي يستبد ببعض المسلمين منفرين بذلك غير المسلمين من الإسلام و المسلمين ككل.

بدون هذه الرؤية التي تسمح لنا بتأمل إعجاز الله في خلقه موجدا إيانا في كوكب فيه الإختلاف و التنوع العرقي و الديني لا يصح إيماننا، طبقا للآية القرآنية 56 من سورة القصص بسم الله الرحمن الرحيم {إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء} و بمقتضي هذه الرؤية دائما نري في الآخر المختلف في كل شيء عنا عنصر إثراء و تفرد يعيننا علي مد جسور الحوار و فهم أكثر تميزنا بديننا الكامل دون تكبر او غرور بل بتواضع الأنبياء و الرسل عليهم السلام...

هكذا عشت، و لازلت و سأبقي بإذنه تعالي، لا أشبه الجزائريين ممن يعيشون ضمن الحلقة الضيقة للجهوية و القبلية و العروشية و ينظرون نظرة العداء لكل من هو خارج العرش و القبيلة و مسقط الرأس، لم أشهد شعب منكفأ علي نفسه مثل الجزائرين و جل علاقاته مع من يختلفون معه نفعية بحتة لا يستوحي منهم شيء و لا يستلهم منهم و لا يستفيد منهم في شيء لغلاظة طباعه و خشونته. أحيا حياة منفتحة كلها فضول ناحية الآخر الذي ألتقيه في سفرياتي او عبر كتاباتي أو لقاءاتي او كيفما كان و أعد مثل هذا الفضول المهذب نوع من الرغبة في الإستزادة من العلم، فمعرفة الشعوب الأخري، ثقافاتها،  عاداتها و أنماط معيشتها تطبيق و طاعة للأمر الإلهي المباشر في الآية من سورة الحجرات الآية 13 بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)...}

اعتقد بأننا إن فتحنا نوافذنا في وجه هؤلاء المختلفين عنا في الألسنة و الطباع و العرق و الدين، ستتسع مداركنا و سنعبد الله عز و جل عن بينة بل ستكون عبادتنا في غاية من النضج و البصيرة و العمق، لأننا سنلمس و بشكل عملي تلك الإختلافات الكثيرة الكائنة بيننا و بينهم و التي تمثل تراث إنساني من أجمل ما يكون و من أعرق ما يكون و الأكثر تعبيرا عن قدرة الله تعالي و إعجازه.

قراءة 188 مرات آخر تعديل على الأحد, 24 كانون1/ديسمبر 2023 15:56