عشت مواقف جد محرجة و لم أجد لها مخرج سوي الركون إلي الله عز و جل. في مرة من المرات، كنت في قسم من اقسام الثانوي و قد طرحت سؤال علي التلاميذ، فإذا بي أتفاجأ بتلميذ يرفع يده طالبا الكلمة :
"أستاذة من فضلك زوجيني، زوجيني اترجاك."
في أول وهلة، شعرت بغرابة الموقف بينما زملاءه من حوله إنفجروا ضاحكين...
ماذا أقول له يا إلهي ؟ هذه مضرة من مضرات الإختلاط، فالمراهق يجد نفسه في جوار زميلات يوميا، هذا و لا أحد في محيطه العائلي حضره لسن البلوغ و كيف له غض البصر و الإبتعاد عن الحديث مع الإناث و التركيز علي دراسته و الإكثار من الأذكار و ملازمة القرآن الكريم و إن أمكنه ذلك الصوم إلي حين تخرجه و دخوله سوق العمل ليتمكن من الزواج و عف نفسه.
نعيش نظام مختلط في كل المجالات و لا نقدر مخاطر الإنحراف الجنسي عند فئة المراهقين و الشباب الغير المزودين بثقافة جنسية إسلامية، فجل العائلات في زمننا هذا لا تربي أبناءها، فكيف تقف علي إحتياجاته النفسية و الجنسية ؟
من سنين، قالت لي طبيبة نفسانية أن ثلاثة ارباع المراهقين التي تعالجهم يعانون من إنحراف جنسي، كيف نعالج هذا الأمر الخطير الذي يتهدد سلامة المجتمع ؟
ما هو العلاج ؟ هذا الذي كان يدور في خلدي و أنا أجهز إيجابة لذلك التلميذ. و عند سماعه لردي، علت ملامحه معالم عدم الإقتناع، فقد كان يبحث عن حل عاجل له و في رأيه كان يتمثل ذلك في الزواج، كيف سيتزوج و هو بعد في الثانوي غير قادر علي النفقة و علي تبعات تأسيس أسرة ؟
بعد إنتهاء الدرس، بقيت شاردة لوقت طويل، تلاميذنا في حاجة إلي متابعة نفسية من أخصائيين نفسانيين و هذا حاليا غير متوفر علي مستوي المؤسسات التعليمية و حتي القطاع الخاص لم يضطلع بمهمة إنشاء مدارس خاصة غير مختلطة دون الحديث عن دور الإعلام في إشاعة الرذيلة بنشره لصور نساء كاسيات عاريات و و وجود هوائي مقعر في كل بيت و بثه لقنوات غربية تسوق لثقافة التعري للنساء و الرجال.
ما العمل ؟